يعود الحديث عن الثقافة ببلدية مغنية وواقع هياكلها تزامنا مع كل تظاهرة ثقافية رياضية اعتادها كل من المجلس الثقافي البلدي والمجلس البلدي للرياضة، والتي تأتي هذه النشاطات في إطار المجهودات المبذولة التي يسعى إليها المجلس الثقافي البلدي لبلدية مغنية الممثل في مسؤولها السيد "عز الدين بوشعيب"، لأجل نفض الغبار عن هذه المنطقة الحدودية، ورفع الحظر عنها بعد ركود تام في الثقافة لازمها طيلة سنوات مضت، بعدما غاب دور الجمعيات الثقافية بمدينة مغنية والتي تحولت في السنوات الأخيرة إلى جمعيات مناسبتيه، ويتجلى ذلك أثناء المناسبات الوطنية، ونعني بذلك الأيام التي تشهد الحملات الانتخابية، وإلا فإن نشاطاتها لا تقتصر سوى على تقديم بعض المشروبات وقطع من الحلوى للوفود الرسمية من أجل عيون المسؤولين، باعتبار أن من يحسن الضيافة للمسؤولين الرسميين سيحظى بالرضى، ولعل ذلك يجعل من رئيس الجمعية يظفر ببعض المكاسب أو منصب عمل إذا كان بطالا، باستثناء بعض الجمعيات التي أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة، أو المنظمات الوطنية أو الطلابية، أو بعض الهياكل والمرافق الثقافية التابعة لمديرية الشباب أو البلدية كالمركز الثقافي أبوجهاد والمكتبة الإعلامية أو قاعات الشباب الموزعة عبر القرى، والتي بدورها تعاني نقصا فادحا في التأطير، الأمر الذي لم يسمح لها بلعب دورها كاملا في استقطاب هذه الشريحة من الشباب التي باتت مهددة بالضياع، خاصة في ظل التنامي المفرط للآفات والجريمة، وهو ما تؤكده عشرات الملفات التي تحال كل مرة على أقسام الجنح بمحكمة مغنية، والتي تكشف عن عجز القائمين على أمور الشباب بالتكفل بانشغالاتهم. يحدث هذا، في غياب تام لدار للشباب منذ غلقها سنة 2003 من طرف مديرية الشباب والرياضة لولاية تلمسان قصد ترميمها، بعدما أضحت مهددة بالسقوط في أي لحظة ما بسبب التشققات التي تنتاب أسقفها وجدرانها... فهل يعقل مدينة بحجم ولاية والتي تحصي أزيد من 113 ألف نسمة لا تتوفر على دار للشباب...؟! وأثناء محاولة "الأمة العربية" الوقوف على هذه الوضعية التي يعيشها شباب المنطقة ومتطلباتهم، اتصلنا ببعض الناشطين في مجال الثقافة، فصرحوا لنا أنهم يلجأون إلى المجلس الثقافي لأجل الإفصاح عن قدراتهم ومواهبهم الفنية، جراء الظروف العسيرة وقلة المنافذ التي من شأنها تشجيع ودعم المجال الثقافي الفكري، لتبقى كذلك المكتبة الإعلامية أيضا المتنفس الوحيد بعد المجلس الثقافي لهذه الشريحة، وإن كانت صلاحيتها محدودة بخدمات الانترنيت التي تقدمها لهم.