تعرف العائلات الجزائرية، وبالأخص بولاية النعامة، مع كل دخول مدرسي ضائقة مالية خانقة يعيشها رب البيت وتجعله يحسب لها ألف حساب، خاصة إن كانت العائلة من ذوي الدخل المحدود، فما بالك إذا ما ربطنا هذه المناسبة بمصاريف الشهر المبارك، فيما أصبحت قائمة الأدوات المدرسية تنهك كاهل الأولياء، خاصة مع اتساع رقعة البطالة وما رافقها من لهيب في أسعار المواد الاستهلاكية بمجرد حلول شهر الصيام الفضيل، والذي يجعل هؤلاء غير قادرين، بل عاجزين عن إكمال قائمة الأدوات المدرسية ومجبرين على الاستدانة، شاءوا أم أبوا، لإسعاد فلذات أكبادهم، ليجد بذلك أصحاب الدخل المتواضع أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بسبب مصاريف وغلاء الكتب من جهة، والأدوات المدرسية من جهة أخرى. وقد عبّر لنا السيد بلعيد، أب ل 5 أطفال، عن استيائه الكبير من تحقيق طلب أبنائه وتكملة القائمة الطويلة التي يفرضها الأساتذة على التلاميذ، خاصة مع البرنامج الجديد والذي ترافقه مصاريف أكثر من ذي قبل، حيث يقول نفس المتحدث إنه لا يحتمل الحالة الناجمة عن فشله في إمكانية توفير ما يحتاجه أبناؤه المتمدرسون من مستلزمات مدرسية، ليجبره الوضع في الأخير على الاستدانة من الأقارب والأحبة. في حين يقول مواطن آخر: مع غلاء المعيشة وعدم توفر المال الكافي لتلبية متطلبات الحياة اليومية، أجدني أبذل المستحيل من أجل توفير لقمة العيش، خاصة مع مصاريف الدخول المدرسي وشهر رمضان المعظم، حيث بات من المستحيل التوفيق بين مصاريف البيت وضربا من الخيال تكملة الشهر، فالواقع يفرض إلزامية توفير مآزر وثياب وأدوات مدرسية لأبنائي، فأضطر في نهاية المطاف إلى الاستدانة. وفي السياق ذاته، نرى أن البعض الآخر قد سلك أنجع السبل وأخفها تكلفة، وفضل اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي للأطفال المتمدرسين تم استعمالها من قبل. وكمثال على هذه اللوزام، ألبسة "الشيفون" والكتب المدرسية المستعملة، أين زاول بعض الشباب نشاط بيع هذه الكتب المدرسية عبر الأزقة والذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وذلك لانخفاض الأسعار مقارنة بالكتب الجديدة، إذ تتوفر كل الكتب بمختلف الأطوار وفي جميع الشّعب، وبهذا تكون هذه الأسواق الفوضوية ملاذا وقبلة لأصحاب الدخل الضعيف مع بداية كل موسم دراسي لاقتناء الكتب المدرسية، وذلك لتوفير بعض المصاريف لتسديد نفقات أخرى خاصة بالبيت. الحاج إبراهيم