أكدت مراجع رسمية، جاهزية المركب الأولمبي الجديد "عبد القادر فريحة" لمدينة وهران نهاية العام الجاري. في جولة تفقدية، طالب "محمد بن كلثوم" الوالي المنتدب لولاية وهران، بتسريع وتيرة المركب المذكور الذي سيكون قبلة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021. ووجّه "بن كلثوم" ممثلي الشركة الصينية المكلفة بإنجاز المشروع، للإلتفاف بغرض اتمام أشغال المركب. وقرّر المسؤول ذاته، انشاء لجنة توجيه ومراقبة المشروع والتي ستتكون من جميع أصحاب المصلحة، على أن تلتقي هذه اللجنة يوميا لمراقبة تقدم الأشغال، مضيفا: "هذا مشروع الدولة الجزائرية، هو التزام من الدولة، ولا يجب التلاعب أو التساهل مع التزامات الدولة. وطمأن "بن كلثوم" الصحفيين بأنّ المشروع يسير وفق البرنامج المسطر له ولا يعاني في الوقت الحالي من أي تأخير في الإنجاز، وهو ما أيّده "مصطفى بنوح" المدير المحلي للمرافق العامة، الذي شدّد على أنّ تاريخ استلام المشروع الذي انطلق سنة 2009، يبقى كما كان محددا له، أي نهاية 2017، كاشفا في السياق ذاته أن نسبة الأشغال بلغت 75 بالمئة، والعمل المتبقي سيتركّز في زرع العشب، ووضع آخر اللمسات على تركيب المقاعد، الشبكات الكهربائية وامدادات المياه وأنظمة التدفئة، والتكييف وغيرها. نهاية النفق؟ ظلّ مشروع مركب "عبد القادر فريحة" يتخبط تحت دوّامة التسويفات، بعدما سبق ل "عبد الغني زعلان" أيام كان واليا لوهران، أن توقع احتضان المركب إياه لنهائي كأس الجزائر 2016، قبل أن يتم تداول أنباء عن تسليم المشروع منتصف 2017. وبعد فترة عن استكمال المدرجات ووضع معالم الملعب والمضمار، تمّ تجهيز جوهرة ضاحية "بئر الجير" ب 40 ألف مقعد جديد تمثل سعة استيعاب هذا الملعب الذي سيحتضن ألعاب المتوسط 2021، فضلا عن مباريات نادي "مولودية وهران" و"جمعية وهران". ويبقى نظريا وضع بساط ألعاب القوى وأرضية الميدان، بيد أنّه يصعب الجزم بجاهزية هذا الملعب في غضون الخمسة أشهر القادمة، وفق التوقعات الرسمية. وكان "محمد روراوة" الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم طرح في خريف العام 2014، فكرة احتضان ملعب وهران الجديد لمباريات الخضر، قبل أن يتم التخلي عن ذاك الخيار. وجرى تسمية مركب وهران الجديد، باسم الدولي الشهير الراحل "عبد القادر فريحة" (28 أكتوبر 1942 – 1 أكتوبر 2012) الذي صنع الأيام الجميلة لمولودية وهران والمنتخب الجزائري رفقة معاصريه "سيد أحمد بلكدروسي" و"ميلود هدفي"، وكان "فريحة" مشهورا بتسديداته الرأسية. واستفاد ملعب وهران الجديد من ميزانية بحدود 16 مليار دينار (نحو 250 مليون دولار)، وهذا الملعب كان مبرمجا له أن يتسع ل 75 ألف متفرج، قبل أن يتم تخفيض السعة إلى أربعين ألفا فحسب، بداعي معايير السلامة، واتكأ المسؤولون على أنّ عموم البلدان المتقدمة تبني مجموعة ملاعب بسعة متوسطة في مناطق متقاربة، بدل ملعب بسعة كبيرة في منطقة واحدة. ويقع ملعب وهران الجديد في القطب الحضري والجامعي الجديد بالمنزه التابع لبلدية بير الجير عند المدخل الشرقي لوهران الكبرى، وهو يقع قبالة القطب الجامعي الجديد "أبو بكر بلقايد"، ويعدّ هذا الملعب من أجمل الملاعب في القارة السمراء سواء من حيت طريقة البناء أو الأرضية وباقي المرافق الرائعة. وما سيزيد الملعب المذكور وهجا، بهاء الباهية وحماس الجمهور الوهراني المولع بكرة القدم، وهو ما يؤشر نظريا على انتعاشة لنوادي المدينة من المولودية إلى الجمعية وصولا إلى المديوني ورائد غرب وهران، إضافة إلى النوادي المغمورة التي تنشط في الدرجات الدنيا.