كيف تتعامل الأمهات لحماية الأولاد والبنات من شرّ الأنترنت

تصدّى وامنع «الحوت الأزرق» حتى لا يصلك
إننا نمنح أبناءنا هواتف خلوية وأجهزة ذكية من دون رقابة أو شروط أو حتى قيود، بل أن الهدف أحيانا هو الدلال المفرط، أو أننا نستطيع أن نقدم لأبناءنا هذا الشيء وسنفعل، أو أن أبناء الغير ليسوا أفضل من أبنائنا، لذلك نرى أشياءً غريبة كل يوم في مجتمعاتنا بسبب ترك الرقابة على كل شيء، سواءً إعلام أو شبكة عنكبوتية أو هواتف خلوية من دون ضوابط ولا متابعة، لذا سوف يجني ابنك تبعاتها، ولولا هذا الإهمال لما وصل الأبناء إلى درجة قتل أنفسهم بسبب تلك اللعبة ..«الحوت الأزرق»، وسوف نُسأل عنها يوم القيامة، لأننا كلنا راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.. وإليكم هذا المقال من أجل النصيحة والعبرة.
قدّمت أم مثالية هدية لأحد أبنائها بمناسبة عيد ميلاده الثالث عشر، وهو هاتف ذكي، وقبل أن يتسلّمه، قرأ الرسالة المرفقة معه وهذا محتواها..
إبني العزيز.. «يمكنك الآن أن تتفاخر بأنك تملك هاتفا ذكيا، أنت ابن طيّب ويمكن الاعتماد عليك في سن ال 13 وتستحق الهدية، ولكن قبولها يأتي مع قبول بعض القوانين وتدابير الاستخدام، فأرجو منك قراءة هذا العقد، وعليك أن تفهم بأن من واجبي القيام بتربيتك تربية جيدة، حتى تتأقلم مع هذا العالم والتكنولوجيا المحيطة به، وألّا تتسبب في انحرافك، والإخلال بالشروط سوف يؤدي إلى حرمانك منه.
– الهاتف ليس ملكا لك، نحن والداك اشتريناه لك ونقدّمه لك تحت إشرافنا، يجب أن نكون على علم بكلمة السر دائما، إذا رنّ الهاتف فعليك الرد، وقل مرحبا واستخدم ألفاظا جيّدة، ولا تتجاهل الرد عندما يكون الاتصال من والدك، والهاتف سوف يغلق في الليل ويعاد فتحه على الساعة 7:30 صباحا.
استمع إلى هذه النصائح واحترم عائلات الغير كما نحب الآخرين أن يحترمونا، ولا تحمل الهاتف معك إلى المدرسة، وقم بالحديث إلى الأشخاص الذين تراسلهم شخصيا.
إذا وقع الهاتف في الحمام أو تحطّم أو فُقد، فأنت المسؤول عن استبداله وتكاليف إصلاحه، وقم من الآن بتوفير جزء من المال لمثل هذه الحالات.
لا تستخدم هذه التقنية للكذب أو لخداع أي شخص، ولا تدخل نفسك في محادثات قد تؤذي الآخرين، كن صديقا مخلصا أولا وابتعد عن خط النار.
– لا تقم بإرسال رسالة أو «إيميل» أو قول أي شيء باستخدام هذا الجهاز إذا كنت تخاف من قوله علانية، وتُمنع منعا باتا المواقع الإباحية.
إبحث عن المعلومات في الأنترنت ما يمكن أن تشاركه معي، وإذا كان لديك سؤال عن أي شيء، فاسأل أي شخص ويفضّل أنا أو والدك.
قم بإغلاق الهاتف أو وضعه في حالة الاهتزاز في حالة وجودك في مكان عام، وخاصة في مطعم أو السينما أو عندما تتخاطب مع أحد ما، وأنت شخص مهذّب ولا تدع الهاتف يغيّرك.
– لا تقم بتصوير وإرسال أو استقبال أي صورة لجسدك، ولا تضحك عن كلامي هذا، فسيأتي يوم سترغب في القيام به برغم ذكائك العالي.
إن الهاتف خطير وقد يدمّر سنوات مراهقتك ودراستك وحياتك في حال البلوغ، الفضاء الخارجي واسع وأقوى منك، ومن الصعوبة أن تجعل أي شيء بهذه الأهمية يختفي، إضافة إلى السمعة السيّئة.
لا تقم بجمع الملايين من الصور أو الأفلام، ولا داعي لتسجيل كل شيء.. عش خبراتك وسوف تُختزل في ذاكرتك إلى الأبد، ضع هاتفك في المنزل لبعض الوقت واشعر بالأمان في اتخاذ هذا القرار، الهاتف لا يمكن أن يكون حياتك أو امتدادا لك.
تعلّم أن تعيش من دونه، وكن أكبر وأقوى من الخوف من فقدان شيء ما، وقم بتحميل ما يفيدك، واستفد من هذه الهدية وتوسّع في خيالك، وتمتع بالألعاب العقلية المفيدة من وقت إلى آخر.
انظر إلى أعلى والعالم من حولك، وافتح نافذة واستمع إلى الطيور، واسأل من دون الاعتماد على محرّك البحث «غوغل»، وإذا قمت بالإخلال بالاتفاق، فسوف أسحب الهاتف منك وسنتحدث في الموضوع ونبدأ من جديد.. دائما نتعلم، أنا وأنت شريكان في هذا الأمر، وأتمنى أن توافق على هذه الشروط.
هي دروس معظمها ليست لاستخدام الهاتف فقط، وإنما في الحياة العامة، فأنت تعيش في عالم سريع ومتغيّر وممتع ومغر.
اغتنم الفرص من حولك ببساطة وثق في عقلك القوي وقلبك العظيم ثقة تتعدى حدود أي آلة.. أحبك وأتمنى أن تستمتع بهاتفك الرائع الجديد.. وعيد ميلاد سعيد.