أشكرك على كل الخدمات التي تقدمينها لقرائك، وأنا في واقع الأمر واحد منهم أعيش على نبضات هذه الصفحة، التي تطل علينا كل يوم نظرا لثقتي العمياء في أفكارك وآرائك، عقدت العزم على الاقتراب منها لعرض مشكلتي عليك، فأرجوك لا تبخلي عليّ بردك الذي سأعلقه كوسام شرف على صدري. أنا شاب، أبلغ من العمر 31 سنة، أتممت دراستي الجامعية منذ سنوات وبشق الأنفس حصلت على منصب عمل محترم في مؤسسة عمومية، وقتها تكلمت مع والدتي وطلبت منها أن تتقدم لخطبة الفتاة التي أمضيت معها أكثر من خمس سنوات من عمري، والتي ظننت أنني أعرفها كما أعرف نفسي أكثر، رحبت أمي بالفكرة أيما ترحيب وهرعت لخطبتها. في أول لقاء جرت الأمور بشكل طبيعي جدا، وفي المرة الثانية تعرضت أنا وعائلتي لإهانات بالجملة، حيث بدأ والداها في وضع شروط خيالية و تعجيزية، فقلت له بصريح العبارة، أنا إنسان بسيط ولا أقوى على هذه الشروط ، فثارت الفتاة التي أعطيتها جزء من قلبي وعمري وحياتي وقالت والشر يتطاير من عينيها، مادام أنك بسيط، فما الذي أتى بك إليّ؟، ثم أشارت إلى الباب، هذا الموقف دمرني لدرجة أني أصبحت إنسانا منحرفا، وأنا الذي كنت قمة في الطهر والاستقامة، خاصة بعد أن سمعت بخبر خطوبتها برجل ثري. لقد حزّ في نفسي أن تتلاعب بي وبرجولتي وبأهلي. أنا منهار ومحطم لا أقوى على فعل شيء، سوى تعاطي الخمر والمخدرات. الرد: سيدي، يظهر أنك لم تشعر بأن رجولتك قد خدشت، فلو شعرت بذرة هذا الخدش لما أقدمت على الانحراف، بل بالعكس لكنت قد شمرت على ساعديك واسترسلت في العمل الدؤوب لرفع مستواك المادي، و لكنت قد وطدت علاقتك بربك وأمعنت في السجود له شاكرا إياه على النعمة العظيمة التي قدمها لك بإبعادك عن تلك الفتاة المادية، ولكن أنت للأسف الشديد خضعت لأهواء الشيطان وانسقت نحو دائرة الانحراف وكانت النتيجة أنك خسرت كل شيء. سيدي، إذا أردت فعلا أن تشرف أهلك وتسترجع ما ضاع من رجولتك، عليك بادىء ذي بدء أن تتوب إلى الله توبة نصوحا وتسعى لتوطيد علاقتك به عن طريق الإكثار من أعمال الخير والصلاح، وفي خطوة ثانية لابد أن تسعى للعودة إلى الحياة، وبعد نجاحك في هاتين الخطوتين ستأتي الخطوات الأخرى بشكل تدريجي، المهم الآن أن تتخلص من يأسك وسلبيتك. ردت نور