البلدان العربية التي كانت بالأمس القريب بلدان مواجهة وتصد،ليبيا وسوريا واليمن أصبت اليوم في شأن آخر، والفاعل ليس مجهولا كما اعتدنا أن نسوق خيبتنا أو بفعل المؤامرة والعدو الصهيوني حيث ذلك المشجب البالي..؟ يأتي هذا بعدما قررت أقلية أو أكثرية من الشعب أن تطالب بمظالم قديمة ترى أن نظام الحكم هناك قد تجاهلها وغفل عليها لسنوات رغم مطالبتهم بها،غير أنه في الحقيقة هذه أكذوبة كبرى ،وخير دليل على ذلك التوقيت الخاطيء لطرح مثل هذه القضايا والمطالب خاصة فيما يتعلق بسوريا وليبيا بلدا المواجهة والصمود ودعم المقاومة ،وهو ما جعل كل الأنظار تتجه إليهما قديما وحديثا .. !
هذا كانت توقعاتنا أنكل واشد مما كان نتوقع وأمر مما جرى في تونس ومصر حيث فلت الأمور من عقالها وماعاد لسلطان الدولة من رأي أو قول فصل ،فقد بات الشارع هو سيد الموقف ولسنا ندري لصالح من قد تؤول الأمور في النهاية ، مع العلم أن وضع سوريا التي تتربص إسرائيل ودول الجوار يختلف عن الكل كما يعرف الجميع..؟
إن الذي خطط ونفذ هذه الخطة الجهنمية التي أطاحت بالرؤوس والرؤساء وتحاول أن تأتي على دول أخرى بقوة السلاح وبدعم بقوات عسكرية من الخارج ،نشهد له أن مخابراته ومراكز بحثه السياسية والمستقبلية حول العالم العربي قوية جدا ولها من الخبراء ما لا يوجد في عالمنا العربي الذي ينفق معظم أمواله ودخل البترول على الكماليات والرفاهية والمواد الواسعة الاستهلاك التي قد لا تجد نفعا إذا جد الجد وواجه تدخلا أجنبيا..!
لقد أمسى من الأكيد اليوم أن من حق كل دولة عربية امتلاك السلاح النووي كما تسعى إيران إلى ذلك، كي تدافع عن نفسها وكيانها ،ذلك أنه لو كانت سوريا أو ليبيا بحوزتها قنبلة ذرية أو نووية كما هو الشأن بالنسبة لكوريا الشمالية وباكستان ما تجرأ أحد من التقرب منهما،ولكن نظرة العرب جد قصيرة..؟!