أرجع أهم أسبابها إلى فشل السياسات الجزائرية، محمد بن خروف: دعا محمد بن خروف، رئيس رابطة الكفاءات الجزائرية في الخارج، أمس، إلى ضرورة تنظيم ملتقى وطني حول ظاهرة الحرقة في الجزائر بحضور الوزارات أهمها وزارة التربية الوطنية للبحث عن حلول للظاهرة التي عرفت في الأشهر الأخيرة تناميا خطيرا، موضحا أن صور ظهور نساء وأطفال على قوارب الهجرة غير الشرعية، يعتبر تحولا اجتماعيا كبيرا، يستوجب دق أجراس الإنذار، هذا وأرجع بن خروف سبب تنامي ظاهرة الحرقة نحو أوروبا إلى فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الجزائر، وانتشار البطالة في أوساط الشباب. ن. بوخيط قال محمد بن خروف أمس خلال فوروم جريدة “كوريي“، أن ظاهرة الحرقة خلال السنوات الأخيرة تختلف عن ظاهرة خلال سنوات التسعينات، حيث كان آنذاك السبب الرئيسي وراءها الظروف الأمنية التي عاشتها الجزائر خلال عشرية كاملة مما دفع بعدد من العائلات الجزائرية إلى الهجرة غير الشرعية نحو دول تتوفر على الأمن خاصة نحو أوروبا، موضحا أن الهجرة في تلك الفترة كانت بطريقة تختلف عن الطريقة التي يعتمدها حاليا الحراقة والتي تتم عبر قوارب أطلق عليها قوارب“الموت” مقابل مبالغ مرتفعة. ومن أهم أسباب “الحرقة” إلى أوروبا وحتى دول عربية، أرجعها رئيس رابطة الكفاءات الجزائرية في الخارج إلى فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بسياسة التشغيل، مشيرا إلى أن أغلب الشباب الحراق نحو الضفة الأخرى من البحر هم حاملين لشهادات جامعية لم يتمكنوا من الحصول على منصب عمل رغم انتظارهم لسنوات طويلة الأمر الذي دفع بهم للاختيار الهجرة نحو دول يظنون أنها توفر لهم حياة أفضل وتضمن لهم وظيفة حتى ولو في ظروف صعبة، بالإضافة إلى “تأثير تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري، وانهيار قيمة العملة المحلية، والتسويق الإعلامي للغرب بأن دوله أصبحت فردوسا، بالإضافة إلى الفشل في حل المشاكل الاجتماعية، المتمثلة في تدني القدرة الشرائية للمواطن. هذا وأشار بن خروف إلى وجود تناقض بين الخطابات التي تدلي بها الحكومة بمختلف هيئاتها وبين ما هو واقع وهو ما زاد من تصميم الشباب خاصة على الهجرة غير الشرعية، حيث تؤكد السلطات العليا في البلاد كل تصريحاتها الرسمية أن سكان الجزائر 70 بالمائة منهم شباب والدولة لن تتخلى عن أبنائها، لكن في مقابل ذلك تعاني هذه الفئة من التهميش على جميع الأصعدة، خاصة الشباب القاطن في المدن الداخلية والذين يعانون من البطالة رغم حصولهم على شهادات جامعية أو تكوينية في مختلف التخصصات، فضلا عن حرمانهم من مختلف المرافق التي تسمح لهم العيش حياة كريمة في بلدهم مما يزيد من نمو فكرة الهجرة في أذهانهم. كما أشار إلى تزايد موجة الخطابات التشاؤمية التي تبنتها بعض الجهات، والتي ساهمت في نفور الشباب الجزائري، والتي كانت الهجرة غير الشرعية من ردود الفعل الطبيعية عن فقدان الأمل والنقمة عن الواقع المعاش، إلى جانب غياب ثقافة الاستماع والحوار مع فئة الشباب. هذا ولم ينكر رئيس رابطة الكفاءات الجزائرية في الخارج الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية في إطار التكفل بفئة الشباب كمشاريع تشغيل الشباب، حيث اعتبرها مبادرات حسنة غائبة لدى دول الجوار، وفي عديد البلدان، بما فيها المتحضرة إلا أنها تبقى غير كافية. هذا وأكد ضيف جريدة “كوريي” على ضرورة البحث عن حلول للتصدي للظاهرة ابتداء من تنظيم ملتقى وطني تحضره معظم الوزارات من وزارة التربية الوطنية والخارجية والعمل والشؤون الدينية والشباب والرياضية وغيرها ومحاولة معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية أولا، والبحث عن الدوافع الجذرية الكامنة وراء هذه الظاهرة، مؤكدا أن مكافحة هذه الأسباب سوف يؤدي حتما إلى القضاء على هذه الظاهرة، وعدم تعريض الآلاف من الشباب إلى الموت الأكيد. كما شدد المتحدث على ضرورة فتح مراكز للتنشئة والتوعية على مستوى كل بلديات الوطن، داعيا المساجد في ذات السياق إلى القيام بدورها التوعوي للتصدي للظاهرة التي راح ضحيتها المئات من الشباب الجزائري وحتى الأطفال والنساء. كما دعا المتحدث وسائل الإعلام الجزائرية القيام بروبورتاجات حول الواقع الحقيقي الذي يعشيه الحراقة في الضفة الأخرى والذين يعانون كثيرا، مؤكدا أن أغلبهم يبيتون في العراء ولا يجدون ما يأكلونه.