لا زال مشكل ضعف التأطير البيداغوجي بالمنطقة الشمالية من ولاية سطيف، يطرح نفسه بحدة الأمر الذي يشكل هاجسا لمسؤولي القطاع وكذا أولياء التلاميذ الذين يجدون أنفسهم عاجزين إزاء ذلك بالرغم من المساعي التي يقومون بها مع مختلف الجهات والمصالح المعنية لتجاوز هذا الاشكال. يكمن هذا المشكل الذي يطفو على سطح الأحداث مع إطلالة كل موسم دراسي، في رفض عدد كبير من المؤطرين البيداغوجيين و في مختلف أطوار التعليم الالتحاق بالمناصب التي عينوا بها على مستوى المنطقة الشمالية للولاية، بدعوى إنعدام المرافق الضرورية مثل النقل والإيواء والإطعام على خلفية طبيعة المنطقة المعروفة بتضاريسها الجبلية الصعبة وتباعد قراها ومداشرها. مصدر مسؤول بمصالح مديرية التربية، كشف بأن العشرات من المؤطرين البيداغوجيين خاصة منهم العنصر النسوي يبدون رفضهم مع إطلالة كل موسم دراسي الإلتحاق بمناصب عملهم بالمنطقة المذكورة، الامر الذي يؤثر سلبا على تمدرس التلاميذ لا سيما أولئك القادمين على الإمتحانات على غرار شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط، ويتجلى هذا المشكل بصفة خاصة على مستوى بلديات تلاإيفاسن وتيزي نبراهم وماوكلان وبوعنداس وبني ورتيلان وبني وسين وبني موحلي، أين تسجل مؤسساتهم التربوية لا سيما منها المدارس الإبتدائية ضعفا كبيرا في التأطير لرفض التحاق المعلمين والأساتذة بها، مما يجعلها شبه شاغرة طوال الموسم الدراسي. وأمام ذلك فإن مصالح مديرية التربية كثيرا ما تلجأ إلى رهان الاستخلاف لتعويض المناصب الشاغرة غير أن ذلك يبقى دون جدوى باعتبار أن هؤلاء المؤطرين المستخلفين يفتقرون للتجربة والإلمام بتقنيات ومناهج التدريس، مما يجعل حضورهم شبه رمزي فقط. عدد من رؤساء البلديات المعنية الذين التقتهم “السلام” أجمعوا على أن مشكل عدم إلتحاق المؤطرين البيداغوجيين بمناصب عملهم أثر ولا يزال على سيرورة الدراسة بالمنطقة، مما أدى إلى ضعف نتائج امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم الأساسي، حيث كثيرا ما تحتل المنطقة الشمالية من الولاية ذيل الترتيب. وكانت لجنة التربية والتكوين للمجلس الشعبي الولائي قد دعت خلال الدورة الأخيرة لذات الهيئة إلى تضافر جهود الجميع من أجل إيجاد حل مرضي لهذا المشكل الذي يتفاقم من سنة لأخرى، مؤكدة على ضرورة إعادة النظر في طريقة التعيينات التي من المفترض أن تراعي مكان إقامة المؤطر حتى يتم تجاوز و لو نسبيا هذا الإشكال.