أدى عامل غياب ثقافة الاستهلاك لدى الجزائريين إلى تعفن الوضع البيئي بالعاصمة، هذا الأخير الذي تحول إلى كارثة ايكولوجية عظمى لم تتحكم أي جهة مختصة في مجال تطهير المحيط من السيطرة على الوضع. حيث تساءل سكان العاصمة ومرتادوها حول استمرارية الوضع الايكولوجي المزري الذي تشهده مختلف أزقة وشوارع العاصمة، طيلة الشهر الفضيل المتزامن مع فصل الصيف المتميز بحرارته المرتفعة، هذه الأخيرة تساهم في تعكر الجو الذي تسيطر عليه الروائح المقززة النابعة من أكوام النفايات المتراكمة هنا وهناك، وخلقت ظاهرة تكدس النفايات في شهر الرحمة أزمة حادة لدى المواطن الذي بدوره أرجع أسبابها إلى عدة عوامل متداخلة أهمها غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطن والرمي العشوائي للنفايات المنزلية، فضلا عن تقاعس مصالح النظافة سواء التابعة للشركات الخاصة أوللهيئات التنفيذية المحلية على مستوى المنطقة عن أداء مهامها، مشيرين بذلك إلى غياب برنامج المناوبة التي اعتبروها أهم عنصر للحد من تفاقم الوضع المتعفن. هذا وأضاف المتحدثون أنه بالرغم من ملف تنظيف المحيط وتحسين صورة المدن الذي تناوله الوزير الأول عبد المالك سلال بعد أسبوع من التحاقه بالحكومة، سيما عن التعليمة التي وجهها ذات المسؤول إلى الولاة، مطالبا إياهم بإطلاق عملية تنظيف عبر كامل التراب الوطني لإزالة النفايات والقمامة، إلا أن تراكم الأوساخ ازداد وأغرق العاصمة في أكوام وتلال النفايات التي لم تتحرك الجهات المعنية لرفعها، الأمر الذي دفع معظم السكان إلى حرقها، وخلقت عملية حرق النفايات مشكلا آخرا نجمت عنه عدة مخاطر صحية كعسر التنفس خاصة بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة مثل الربو، سيما عن اختناقهم بالروائح والدخان المتصاعد عبر أرجاء المكان ما ولد عسر التنفس لدى الكثيرين، فيما أعربوا عن تخوفهم الشديد من تنامي الكارثة البيئية خاصة ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك. وبهذا يناشد المتضررون السلطات المسؤولة باتخاذها الإجراءات الضرورية لرفع النفايات من أجل الحفاظ على نظافة المحيط وكذا صحة وسلامة المواطن.