❊ مجاهد: استعمال إيران لوسائلها الخاصة أفشل فعالية القبة الحديدية ❊ بهلولي: طهران تستعمل التكافؤ في الردع وتتخلى عن الصبر الاستراتيجي أكد الخبير في العلاقات الدولية أبو الفضل محمد بهلولي، أن العقيدة العسكرية في إيران تغيّرت ولم تعد تتريث إزاء التهديدات التي تستهدفها من قبل الكيان الصهيوني، في سياق ما يعرف بالتكافؤ في الردع، مشيرا إلى أن صانع القرار في طهران لم يستعمل ما يسمى بالصبر الاستراتيجي المتعارف عليه، وإنما كان ردها سريعا ودقيقا على أهداف عسكرية اسرائيلية محددة. أوضح بهلولي، في اتصال مع "المساء" أن الكيان الصهيوني استعمل بعض العمليات التي استندت إلى العمل الاستخباراتي وكذا الاعتماد على العملاء، في حين أن إيران لم تتوان في الرد باستعمال استراتيجية الصواريخ، حيث بدأت باستعمال الصواريخ القديمة لتنتقل إلى صواريخ الأكثر صناعة وتطورا وفتكا، كما أشار الخبير إلى أن هناك تفوقا إيرانيا على الكيان الصهيوني فيما يخص الطائرات المسيّرة أو التكنولوجية النّاشئة، علما أن هناك اتفاقا استراتيجيا في هذا المجال بين طهران والصين و روسيا وحتى كوريا، مضيفا أنه في حال حصول إيران على الدعم فيمكنها أن تقلب الموازين في المنطقة، في ظل وجود تطور في الأسلحة الإيرانية ونوعيتها، ولا يستبعد محدثنا أن تتوسع الحرب لتصبح شبه اقليمية في المنطقة، حيث ستشمل سوريا ولبنان والعراق، في ضوء وجود جماعات متضامنة مع إيران بهذه البلدان، فضلا عن جود المد الإيراني في المنطقة، ما يؤكد على أن طهران مارست حق الدفاع المكفول لها في القانون الدولي، كما أن المساس بالمنشآت النّووية هو في حد ذاته خرق للقانون الدولي لأن إيران استعملت كل الإجراءات أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يجعل الكيان الصهيوني في مأزق أمام القانون الدولي، ويرى أنه على الرغم من فعالية الرد الإيراني حاليا، إلا أن طهران لم ترفع من مستوى الردع كونها تدرك أن هناك بعض الدول الغربية كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، سوف تدعم الكيان الصهيوني بالأسلحة والعمل الاستخباراتي، ما يجعلها غير قادرة لوحدها على مواجهته ولهذا فإن إيران ستتوقف عند حد معين من الردع يحفظ لها مكانتها في الاقليم، وسيكون ذلك بمثابة رسالة قوية للكيان الصهيوني. كما أوضح بهلولي، أن إيران التي فقدت عددا من العلماء تمتلك التكنولوجيا والمعرفة. كما أن لها قوافل من القيادات العسكرية المعروفة بتكوينها العالي، وأعطى في هذا الصدد أمثلة عن انتخاب رئيس جديد بعد تحطم طائرة الرئيس الإيراني السابق، وانتخاب قيادات جديدة في الحرس الثوري بعد استهدافهم من قبل اسرائيل. وأضاف إلى أن الكيان الصهيوني الذي يزعم أن الهدف الرئيسي من الهجوم على إيران هو إسقاط النظام، يتغافل عن أن ما يحدث اليوم سيؤدي إلى تماسك بين الشعب والنظام الإيراني، ما يفوت الفرصة على الكيان الصهيوني وعلى الكثير من الدول الغربية الداعمة له. من جهته، يرى المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد، أن الرد الإيراني كان طبيعيا جدا كون ردها على الهجومات الاسرائيلية كان لابد منه، مضيفا أن القبة الحديدية لم تتمكن من التصدّي مائة بالمائة للعملية العسكرية بسبب استعانة طهران ببعض وسائلها الخاصة. وتطرق مجاهد، إلى الدور الخفي للولايات المتحدة للكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه من غير المنطقي أن تنطلق 200 طائرة اسرائيلية على مسافة طويلة للإغارة على طهران دون تزويدها بالوقود والحصول على الدعم اللوجيستيكي والاستخباراتي. وذكر في هذا الصدد بتصريح الرئيس ترامب، الذي أشار إلى إمكانية القضاء على إيران في ظرف 60 يوما، ما يعني أن العملية مدبّرة ومخططة، غير أنه أشار إلى أنه على الرغم من إمكانيات الكيان الصهيوني ووسائل مراقبته والصواريخ المضادة للطيران إلا أنه لم يستطع حماية نفسه.