توالت ردود الفعل الدولية المدينة للعدوان الصهيوني المباغت على إيران، والمطالبة بضرورة التعقّل والتهدئة لتفادي مزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة، والتي لا تهدأ الصراعات فيها بما يهدد استقرار وسلم العالم أجمع. أدان الممثل الدائم لروسيا لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي العدوان الصهيوني على إيران، مؤكدا أن تداعيات هذه الضربات الصهيونية تقع على عاتق المسؤولين الصهاينة ومن يشجعهم. وقال الدبلوماسي الروسي، إن "مغامرات" الكيان الصهيوني العسكرية "تدفع المنطقة إلى حافة حرب كبرى" وإن "مسؤولية جميع عواقب هذه الإجراءات بالكامل تقع على عاتق القيادة الصهيونية ومن يشجعها". وشدّد بأنه يتوجب على مجلس الأمن الدولي، أن يقدم "تقييما قانونيا وسياسيا واضحا" لأفعال الكيان الصهيوني ويدعو إلى إنهاء ممارسة الخطوات العسكرية الأحادية، وأضاف أنه "يجب على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبال بمثل هذا الاستفزاز ولا يمكنه ذلك"، مشيرا إلى أن "التغاضي عن مثل هذا العمل هو طريق نحو حرب كبرى في المنطقة وتهديد خطير للأمن العالمي". نفس موقف الإدانة أعربت عنه جنوب إفريقيا، التي دعت إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن جنوب إفريقيا تشعر "بقلق بالغ إزاء تداعيات الهجمات التي تم شنّها في محيط المنشآت النّووية على السلامة والأمن النّوويين"، مؤكدة أن المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مرر قرارا ضد الهجمات على المنشآت النّووية السلمية كونها انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، وكان المتحدث باسم الحكومة البريطانية، قال إن رئيس الوزراء، كير ستارمر، ناقش في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي العمليات العسكرية الجارية في الشرق الأوسط، واتفق الجانبان على أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار لمعالجة التوترات الإقليمية. وفي باريس، حض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الولاياتالمتحدةوإيران على استئناف المحادثات بشأن البرنامج النّووي الإيراني محمّلا طهران "مسؤولية كبيرة في زعزعة استقرار المنطقة". ودعا إلى احتواء التصعيد في نفس الوقت الذي أكد فيه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه لم يشر لا من بعيد ولا من قريب لحق إيران في الدفاع عن نفسها بالرغم أن اسرائيل هي من فجّرت هذا الصراع المسلّح. وعلى المستوى العربي، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، جاسم محمد البديوي، عن إدانة واستنكار مجلس التعاون للاعتداءات الصهيونية على إيران، مؤكدا أنها تمثل "انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة". وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته نحو الوقف الفوري لهذا العدوان، وتجنب التصعيد الذي قد يشعل فتيل صراع أوسع ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي، وفي حين أعلنت كل من أفغانستان وباكستان دعمهما لإيران، قال مسؤولان في الحكومة العراقية، إن بغداد بدأت اتصالات مع طهران وواشنطن للنّأي بنفسها عن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل وسط تصاعد التوترات الإقليمية، وفي خضم ردود الفعل الداعية إلى التهدئة أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الاستمرار في المفاوضات غير المباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يعد أمرا "غير مبرر"، في ظل مواصلة الكيان الصهيوني عدوانه على إيران، معتبرا في اتصال هاتفي مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كلاس، أن "قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النّووي الإيراني، والذي طرح بمشاركة 3 دول أوروبية والولاياتالمتحدة، جاء ذريعة لعدوان الكيان الصهيوني ضد المنشآت النّووية الإيرانية".