الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد
الأمة العربية
الأيام الجزائرية
البلاد أون لاين
الجزائر الجديدة
الجزائر نيوز
الجلفة إنفو
الجمهورية
الحصاد
الحوار
الحياة العربية
الخبر
الخبر الرياضي
الراية
السلام اليوم
الشباك
الشروق اليومي
الشعب
الطارف انفو
الفجر
المساء
المسار العربي
المستقبل
المستقبل العربي
المشوار السياسي
المواطن
النصر
النهار الجديد
الهداف
الوطني
اليوم
أخبار اليوم
ألجيريا برس أونلاين
آخر ساعة
بوابة الونشريس
سطايف نت
صوت الأحرار
صوت الجلفة
ماتش
وكالة الأنباء الجزائرية
موضوع
كاتب
منطقة
Djazairess
وزير الاتصال يعزي في وفاة المصور الصحفي السابق بوكالة الانباء الجزائرية محرز عمروش
وزير الاتصال يدشّن المقر الجديد لإذاعة الجزائر من بشار وبني عباس: مفخرة إعلامية بمواصفات عصرية
وزارة الصحة تُقيّم تحديات استئصال شلل الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية
تنظيم العمرة لموسم 1447ه: نشر قائمة الوكالات السياحية المتحصلة إلى غاية الآن على الترخيص
الجزائر تدين وتستنكر العدوان السافر على إيران
السيد مولى يجري بجنيف محادثات مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية
فرقة "الصنعة" للموسيقى الأندلسية تطفئ شمعتها الأولى بتكريم عميد أساتذة هذا الفن, محمد خزناجي
ألعاب القوى/الدوري الماسي-2025 : مرتبة خامسة للجزائري محمد ياسر تريكي في الوثب الثلاثي بأوسلو
العاب القوى/ذوي الهمم: الجزائري اسكندر جميل عثماني يفوز بسباق 100م (ت13) لملتقى أوسلو للدور الماسي
بكالوريا 2025: مخطط خاص لتأمين مجريات الامتحان
الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا ترحب بالانضمام القريب للجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا
حج 2025م/ 1446 : عودة أول فوج من الحجاج إلى وهران
الشيخ القاسمي يدعو إلى نشر خطاب ديني جامع لتعزيز الوحدة الوطنية
العدوان الصهيوني على إيران: موجة غضب وتوعد بالرد "القوي" و "الصارم"
إيران تدعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بعد العدوان الصهيوني على أراضيها
تحيين أزيد من نصف مليون بطاقة "الشفاء" على مستوى الصيدليات المتعاقدة مع هيئات الضمان الاجتماعي
الرابطة الأولى موبيليس (الجولة ال 28): النتائج الكاملة والترتيب
حبوب: انطلاق حملة الحصاد و الدرس عبر الولايات الشمالية و مؤشرات تبشر بمحصول وفير
مؤسسة "اتصالات الجزائر" تنظم حملة وطنية للتبرع بالدم
الجزائر تواصل التزامها بحماية حقوق الطفل
مداحي: الرقمنة والعصرنة خيار استراتيجي لتسيير المرافق السياحية
المعرض العالمي بأوساكا: عروض فرقة "أروقاس" من جانت تستقطب اهتمام الجمهور الياباني
مراد: تنمية المناطق الحدودية على رأس أولويات الدولة
موسم الاصطياف 2025 والاحتفالات بالذكرى 63 لعيد الاستقلال محور اجتماع للمجلس التنفيذي لولاية الجزائر
مؤسسة صناعات الكوابل ببسكرة: إنتاج 2000 طن سنويا من الكوابل الخاصة بالسكة الحديدية
جامعة "جيلالي اليابس" لسيدي بلعباس: مخبر التصنيع, فضاء جامعي واعد لدعم الابتكار
اختبار مفيد رغم الخسارة
رانييري يرفض تدريب إيطاليا
منصوري تشارك في أشغال الاجتماع الوزاري
الجيش يواصل تجفيف منابع الإرهاب
قافلة الصمود تعكس موقف الجزائر
رفعنا تحدي ضمان التوزيع المنتظم للماء خلال عيد الأضحى
الأسطول الوطني جاهز للإسهام في دعم التجارة الخارجية
قضية الصحراء الغربية تبقى حصريا "مسألة تصفية استعمار"
ولاية الجزائر : مخطط خاص لتأمين امتحان شهادة البكالوريا
الفواكه الموسمية.. لمن استطاع إليها سبيلاً
بنك بريدي قريبا والبرامج التكميلية للولايات في الميزان
الجزائر نموذج للاستدامة الخارجية قاريا
الاحتلال الصهيوني يتعمّد خلق فوضى شاملة في غزّة
الارتقاء بالتعاون الجزائري- الكندي إلى مستوى الحوار السياسي
تطوير شعبة التمور يسمح ببلوغ 500 مليون دولار صادرات
"الطيارة الصفراء" في مهرجان سينلا للسينما الإفريقية
تأكيد على دور الفنانين في بناء الذاكرة
برنامج نوعي وواعد في الدورة الثالثة
تأجيل النهائي بين ناصرية بجاية واتحاد بن عكنون إلى السبت
استقبال مميز لمنتخب كرة السلة 3*×3 لأقل من 21 سنة
ميسي أراح نفسه وبرشلونة
إنجاز مقبرة بحي "رابح سناجقي" نهاية جوان الجاري
رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان
"كازنوص" يفتح أبوابه للمشتركين من السبت إلى الخميس
فتاوى : أحكام البيع إلى أجل وشروط صحته
اللهم نسألك الثبات على الطاعات
القرآن الكريم…حياة القلوب من الظلمات الى النور
الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار
صور من مسارعة الصحابة لطاعة المصطفى
جريمة فرنسية ضد الفكر والإنسانية
حجّاج الجزائر يشرعون في العودة
لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الشاعرة آمال عوّاد رضوان نموذجُ المُثقّفِ الباحثِ عن تأصيلِ هُويّتِهِ .. !
وجدان عبد العزيز
نشر في
السلام اليوم
يوم 18 - 04 - 2017
مراسلة خاصة بالسلام
اليومَ نتحدّثُ عن نموذجٍ ثقافيٍّ تَمثّلَ بالشّاعرةِ آمال عوّاد رضوان، فهي شاعرةٌ مُبدعةٌ احتلّتْ مكانةً مُتميّزةً ومعروفةً، لكنّها حثّتِ الخُطى في طُرقِ الثقافةِ الأخرى، فمثّلتِ المُثقّفَ الّذي كرّسَ حالةَ المُواطنةِ في نفوسِ شعبِهِ، مِن خلالِ مُساهماتِها بتكريسِ حالةِ الانتماءِ للهُويّةِ الوطنيّةِ العربيّة، وذلكَ عن طريقِ بناءِ سياجٍ أساسُهُ الوعيُ العالي، والرّوحُ التّوّاقةُ للسّموّ الحضاريّ والارتقاءِ بالنّفسِ العربيّة، لكي تَتعالى على الصّغائرِ، وتُهاجرَ كلُّ هفواتِ النكوصِ والابتذالِ والتبعيّةِ، وصولًا إلى المُحافظةِ على الخصوصيّاتِ الحضاريّةِ المميّزة.
اليومَ أتحدّثُ عن واحدةٍ مِن قصائدِها الّتي تجلّتْ فيها روحُ الانتماءِ للآخرِ المُتمثّلِ في الحبيب هو الوطن، باعتبارِهِ هُويّة، وكانَ انتماؤُها بمثابةِ روحِ التصوُّفِ والذوبانِ فيهِ برومانسيّةٍ، ليسَ مِنَ النوعِ الهاربة، إنّما الرومانسيّة الآيروسيّة الخفيفة، قد تُمارسُ جسديّةً لا مرئيّةً أحيانًا، رغمَ أنّها تُحاكي طفلةً سكنتْ في داخلِها، والطفولةُ هي عالمٌ ورديٌّ مُزخرفٌ بألوانِ قوسِ قزح، تبعثُ البهجةَ والسّرورَ إلى القلب.. إنّهُ عالمٌ سحريٌّ خاصٌّ يتميّزُ بنقاوتِهِ وجَمالِهِ ورِقّتِهِ، عالمٌ مليءٌ بالتّشويقِ والسّحرِ والغموضِ والعفويّةِ المُطلقة، عالمُ البراءةِ الجميلة.. عالمُ الانطلاقِ بلا قيودٍ وبلا حدودٍ، والطفولةُ هي العيشُ لحظةً بلحظةٍ، دونَ التفكيرِ بالغدِ وبعناءِ المستقبل، وما يُخبّئُهُ لنا مِن مُفاجآتٍ، وهي أحاسيسُ صادقةٌ وقلوبٌ بيضاءُ، وأيْدٍ تمتدُّ وتعرفُ العطاءَ دونَ مُقابلٍ ودونَ حساب، ثمّ أنّها زهرةٌ بيضاءُ ناصعةٌ، تفوحُ منها رائحةُ البراءةِ القويّة، كزهرةِ الرّبيع تعطي مِن كلِّ زهرةٍ لوْنًا ورائحةً مُنعشةً. إذن؛ عاشتِ الشاعرةُ آمال عوّاد رضوان حالةَ استعادةٍ، فتقولُ في قصيدتِها (أسْطُورَةُ الْتِيَاعٍ؟)1 :
طِفْلَةً
تَسَلَّلْتِ فِي بَرَارِي عَتْمَتِي
وعَقارِبُ نَزَقي.. تَنْمُو بَيْن خُطُواتِكِ
تَغْزِلُ بِرُموشِ حُرُوفِكِ حَريرَ وَجْدٍ
مِنْ خُيُوطِ مُبْتَدَاي
في قصيدتِها (أسْطُورَةُ الْتِيَاعٍ؟) عاشت الشاعرة حالةَ اختلاطِ الأصواتِ؛ صوتُ النُّضجِ، وصوتُ الطّفولةِ، وصوتٌ ثالثٌ مخاطبٌ مِن قِبلِ الشاعرة، والصوتُ الثالثُ الأخيرُ أشارتْ لهُ بحرفِ الكاف، حتّى عاشتْ حالةَ التصوُّفِ و(حرير وجد)، فهل تكونُ تلكَ الطفلةُ هي القصيدةُ المُتمرّدةُ، التي تنبثقُ مِنَ الذاتِ في لحظتِها الشعريّةِ، ثمّ تتصيّرُ إلى وعيٍ إدراكيّ في حفلِ التتويج؟ لكن هذا الوعيَ يَشوبُهُ شكٌّ، فتتوالدُ الأسئلةُ في حينِها، وتقولُ الشاعرة :
قصِيدَةً انْبَثَقْتِ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
تَجَلَّيْتِ.. بِكُوخِ أَحْلَامِي
تَوَّجْتُكِ مَلِكَةً.. عَلَى عَرْشِ جُنُونِي
وَأَنَا التَّائِهُ فِي زَحْمَةِ أَصْدَائِكِ
لَمَّا تَزَلْ تَفْجَؤُني.. ثَوْرَةُ جَمَالِكِ!
***
رَائِحَةُ فُصُولِي.. تَخَلَّدَتْ بِك
بِرَجْعِ أُغْنِيَاتٍ عِذَابٍ.. تَتَرَدَّدُ عِطْرَ عَذَابٍ
زَوْبَعَتْنِي
فِي رِيبَةِ دَمْعَةٍ .. تُوَارِبُهَا شَكْوَى!
إِلاَمَ أظَلُّ أتَهَدَّلُ مُوسِيقًا شَاحِبَةً
عَلَى
سُلَّمِ
مَائِكِ؟.
هذا القلقُ الّذي يَكتنفُ الشاعرةَ آمال عوّاد رضوان هو محضُ أسئلةٍ. إنّ السؤالَ عن الماهيّةِ، بصرف النظرِ عن هذهِ الأمورِ جميعًا، يُوجّهُ البَصرَ إلى أمرٍ واحدٍ، وهو ذلك الّذي يُميّزُ الحقيقةَ مِن حيث هي حقيقة أم لا، ولكن، ألا يتوجّهُ بنا السؤالُ عن الماهيّة، إلى فراغ التعميم الّذى يَكتمُ على أنفاس الفكر؟ أليسَ مِن شأنِ المُجازفةِ بمثلِ هذا السؤال، أنْ تُبيّنَ أنّ الفلسفةَ كلّها هاويةٌ لا تقومُ على أيّ أساس؟ إنّ مِن واجباتِ الفكرِ الّذي يتّجهُ إلى الواقع، أن يصرفَ جهدَهُ إلى إقامةِ الحقيقةِ الواقعيّةِ الّتي تُزوّدُنا اليومَ بالمعيار الذي نحتكمُ إليه، والسندِ الّذي نعتمدُ عليه، ليَحميَنا من اختلاط الآراءِ والظنون.
مِن هنا قلتُ إنّ الشاعرة آمال عوّاد رضوان في خضمّ القصيدةِ تعيشُ لحظاتِ لاوعي، بيْدَ أنّها تستدركُ الأمرَ لاحقًا، لتعيشَ حالاتِ الوعي، أي أنّها تُحلّقُ في حالاتِ تَجلّي، ثمّ تخضعُ لموجباتِ وعيٍ يُدركُ الواقعَ ولو جزئيًّا، وحتّى تُجلي الأمرَ بصورةٍ أوضح، لجأتْ إلى التّناصّ، ومعناهُ؛ نَصَّ الحديثَ يَنُصُّهُ نصًّا؛ رفَعَه، أي أنّ الشاعرةَ حاولت التوضيحَ بقوْلِها :
هِيرَا.. أَيَا مَلْجَأَ النِّسَاءِ الْوَالِدَاتِ
لِمْ تُطَارِدِينَ نِسَاءً يَلِدْنَنِي
وَمِئَةُ عُيونِكِ.. تُلاَقِحُ عَيْنِي
وَ.. تُلَاحِقُ ظِلِّيَ الْحَافِي؟.
هيرا زوجةُ زيوس وأختُهُ وربّةُ الزواج، وقد امتازتْ شخصيّتُها بكوْنِها ملكيّةً ومَهيبة، وكانت في مَجمع الآلهةِ وفي جبل أوليمبوس بحسب الميثولوجيا الإغريقيّة.
هنا أسجّلُ للشاعرة آمال عوّاد رضوان امتلاكَها مَلَكَةً ثقافيّةً ثريّة، تحضرُ هذهِ الملكة بحضورِ الوعي اللّاحقِ بعدَ اكتمالِ ميلادِ القصيدة، ومِن خلالِ هذا التجلّي يتوضّحُ لنا انتماءَها وإبرازَ هُويّتِها، مِن خلالِ الآخر الّذي تُكوّنُهُ وتُجسّمُ صورتَهُ ذهنيًّا:
بِقَيْدِيَ الذَّهَبِيِّ
بَيْنَ نَارِ الأَدِيمِ وَنُورِ السَّدِيمِ
مِنْ مِعْصَمَيْكِ
علّقتُكِ نَجْمَةً تَتَبَهْرَجُ أُسْطُورَةَ الْتِيَاعٍ
وعَرَائِسُ الصُّدُورِ النَّاضِجَةِ
تُ ثَ رْ ثِ رُ كِ
جُمُوحَ تَحَدٍّ يُهَدِّدُنِي!.
هذهِ الانفعالاتُ والثوْراتُ أعطتْ سياقاتِ قوّةٍ، لإجازةِ مشروعِ القصيدةِ كمَشروعٍ ثقافيٍّ، لإثباتِ الذاتِ أوّلًا، والاحتكاكِ بالآخرِ ثانيًا، وتظلُّ الأصواتُ الثلاثةُ داخلَ القصيدةِ تتبادلُ الأمكنةَ والرؤى فتقول:
ها شَهْوَةُ شَرَائِطِي الطَّاعِنَةُ بِالْعُزْلَةِ
تُزَيِّنُكِ
فَلاَ تَخْتَلُّ إِيقَاعَاتُ أَجْرَاسِكِ النَّرْجِسِيَّة!
***
هَا شَرَارَاتُ يَاسَمِينِكِ تَغْسِلُنِي
بِحَرَائِقِ غُبَارِكِ الْفُسْتُقِيِّ
أَنَا الْمُحَاصَرُ.. بِزئبقِ مَرَايَاكِ
إِلاَمَ تَبْكِينِي نَايُ زِنْزَانَتِي
وَتَظَلُّ تُلَوِّحُنِي.. مَنَادِيلُ الْوَدَاعِ!.
(اعتبرت الفيلسوفةُ والمُفكّرةُ ميليكن أنّ مبادئَ اللغةِ شبيهةٌ بالوظائفِ الّتي تؤدّي إلى بقاءِ الأجناسِ البيولوجيّةِ حيّة. بكلامٍ آخر؛ مبادئُ اللغةِ مبادئُ بيولوجيّة تهدفُ إلى إبقاءِ التخاطبِ حيًّا. ومن هذه المبادئ مبدأ قولِ الحقيقةِ في خطابنا، الّذي يَضمنُ استمراريّةَ التخاطبِ معَ الآخر. على هذا الأساسِ تقولُ ميليكن: إنّ بعضَ الأنواعِ اللغويّةِ في التعبيرِ تستمرُّ في التداول، لأنّ إنتاجَها ونتائجَها تُفيدُ كُلًّا مِن المُتكلّم والمُتلقّي. هذا شبيهٌ بما يحدثُ للكائنِ البيولوجيّ الّذي يكتسبُ الصّفاتِ الّتي تُفيدُهُ في أنْ يبقى حيًّا. وكما أنّ البَشرَ يُكرّرونَ التصرّفاتِ الناجحةَ في تحقيق أهدافِهم، يَحدثُ تكرارُ صياغاتٍ لغويّةٍ مُعيّنةٍ، لأنّها مفيدةٌ في الوصول إلى نجاحاتِنا كبَشر. هذه الصياغاتُ اللّغويّةُ (كعباراتِ الشّرطِ مثلًا) تُشكّلُ الأعرافَ اللغويّة، فالأعرافُ اللغويّةُ تنشأ وتنتشرُ، كوْنَها تُقدِّمُ حلولًا لمشاكلِ المُتخاطِبين. من هنا، نستمرُّ في إنتاج بعضِ الأشكالِ اللغويّة، لأنّها تُؤدّي بالمُتلقّي إلى أنْ يَستجيبَ باستجاباتٍ مفيدةٍ في تحقيقِ أهدافِ المُتكلّم، لكن لا بدّ للأعرافِ اللغويّةِ أنْ تخدمَ مَصالحَ المُتكلّمينَ والمُتلقّينَ معًا، لكي تستمرَّ وتبقى.)2.
هكذا يبدو لي مسارُ الشاعرة آمال عوّاد رضوان في ابتداعِ المعنى الباطنِ في القصيدة، كي تُعطيَ للمُتلقّي الحقَّ في التأمّلِ في الظواهر، وصولًا إلى المعنى الكامنِ بينَ أسطرِ القصيدة، فالكتابةُ عندَ الشاعرةِ كينونةٌ، مِن خلالِها تجعلُ مِنَ الرمزِ نموذجًا للصّراع، لأجلِ توْطينِ المعنى وترسيخِهِ..
الهوامش :
1 قصيدة (أسْطُورَةُ الْتِيَاعٍ؟) الشاعرة آمال عوّاد رضوان
تاريخ النشر : 2017-04-09
2 مقال (فلسفةُ المعنى والحُرّيّة) حسن عجمي/ موقع مركز النور
أسْطُورَةُ الْتِيَاع؟/ آمال عوّاد رضوان
طِفْلَةً
تَسَلَّلْتِ فِي بَرَارِي عَتْمَتِي
وعَقارِبُ نَزَقي.. تَنْمُو بَيْن خُطُواتِكِ
تَغْزِلُ بِرُموشِ حُرُوفِكِ حَريرَ وَجْدٍ
مِنْ خُيُوطِ مُبْتَدَاي
***
قصِيدَةً
قصِيدَةً انْبَثَقْتِ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
تَجَلَّيْتِ.. بِكُوخِ أَحْلَامِي
تَوَّجْتُكِ مَلِكَةً.. عَلَى عَرْشِ جُنُونِي
وَأَنَا التَّائِهُ فِي زَحْمَةِ أَصْدَائِكِ
لَمَّا تَزَلْ تَفْجَؤُني.. ثَوْرَةُ جَمَالِكِ!
***
رَائِحَةُ فُصُولِي.. تَخَلَّدَتْ بِك
بِرَجْعِ أُغْنِيَاتٍ عِذَابٍ.. تَتَرَدَّدُ عِطْرَ عَذَابٍ
زَوْبَعَتْنِي
فِي رِيبَةِ دَمْعَةٍ .. تُوَارِبُهَا شَكْوَى!
إِلاَمَ أظَلُّ أتَهَدَّلُ مُوسِيقًا شَاحِبَةً
عَلَى
سُلَّمِ
مَائِكِ؟
***
هِيرَا.. أَيَا مَلْجَأَ النِّسَاءِ الْوَالِدَاتِ
لِمْ تُطَارِدِينَ نِسَاءً يَلِدْنَنِي
وَمِئَةُ عُيونِكِ.. تُلاَقِحُ عَيْنِي
وَ.. تُلَاحِقُ ظِلِّيَ الْحَافِي؟
***
إِلَى خَفْقٍ مَجْهُولٍ
يُهَرْوِلُ عِمْلاقُكِ فِي رِيحِهِ
يَقْتُلُهُ شِعْرِي الْخَرُّوبِيّ
أَنْثُرُ مِئَةَ عُيونِهِ شُموعًا
عَلَى
قُنْبَرَتِكِ الْمِرْآةِ
وَعَلَى
اخْتِيَاِل ريشِكِ الطَّاؤُوسِيّ
***
كَمْ شَفيفَةٌ بِلَّوْراتُ غُرورِكِ
تَنْفُشينَهَا
تَفْرُشينَهَا
بِسَيْفِ شَغَبٍ يشعْشِعُنِي
كَيْفَ أَرُدُّ سَطْعَهُ إِلى عَيْنَيْكِ
وَمَنَابِعُ الْحَذَرِ أَخْمَدَتْهَا نِيرَانُكِ؟
***
بِقَيْدِيَ الذَّهَبِيِّ
بَيْنَ نَارِ الأَدِيمِ وَنُورِ السَّدِيمِ
مِنْ مِعْصَمَيْكِ
عَ
لَّ
قْ
تُ
كِ
نَجْمَةً تَتَبَهْرَجُ أُسْطُورَةَ الْتِيَاعٍ
وعَرَائِسُ الصُّدُورِ النَّاضِجَةِ
تُ ثَ رْ ثِ رُ كِ
جُمُوحَ تَحَدٍّ يُهَدِّدُنِي!
***
أَحَبِيبَتِي يَشْكُوهَا الْوَجَعُ؟
أَيْنَ مِنِّي جَمَالُهَا
يُخَلِّصُهُ قُبْحُكَ هِيفَايْسْتْيُوس؟
***
قَلْبُكِ الْمَكْفُوفُ بِبَرِيقِ الْغَيْرَةِ
يَخْتَلِسُ لُؤْلُؤَ خَفْقِي
آهٍ مِنْ لَيْلِي.. يُخْفِي وَيْلِي
يَجْمَعُ ذَاكِرَةَ أَنْفَاسِكِ الْمَبْذُورَةِ
عَلَى رَمَادِ أَنْفَاسِي!
***
أيْنَ مِنِّي "حَبِيبِي"
نَغْمَةٌ فِي حُقُولِي
كَمِ انْدَاحَتْ قَطِيعًا
مِنْ قُبَّراتِ حَيَاةٍ تَرْعَانِي؟
***
أَيْنَ مِنّي "حَبِيبِي"
كَوْكَبُ أَلَقٍ.. في سَمَا رُوحِي
يُضِيءُ دَرْبَ إِلْهَامِي إِلَيْكِ
ويَحُطُّ فَوْقَ مَغارَةٍ تُنْجِبُنِي؟
***
يَا مَنْ تَوارَيْتِ فِي حَانَةٍ
دَلِيلُهَا الْهَيْمَنَةُ
تَسْكُبِينَنِي جَحِيمًا.. فِي كُؤُوسِ الضَّيَاعِ
وَتُرْوِيكِ.. قَوَارِيِرُ هَجْرِي الدَّاغِلِ
فَلاَ تَنْتَفِخِينَ بِآهَاتٍ مُتَشَرِّدَة!
***
إِلاَمَ نَظَلُّ رَهَائِنَ بَهْلَوَانِيَّةً
يَلْبَسُنَا طُوفَانُ نَعْنَاعٍ لاَ يَنَام؟
***
ها شَهْوَةُ شَرَائِطِي الطَّاعِنَةُ بِالْعُزْلَةِ
تُزَيِّنُكِ
فَلاَ تَخْتَلُّ إِيقَاعَاتُ أَجْرَاسِكِ النَّرْجِسِيَّة!
***
هَا شَرَارَاتُ يَاسَمِينِكِ تَغْسِلُنِي
بِحَرَائِقِ غُبَارِكِ الْفُسْتُقِيِّ
أَنَا الْمُحَاصَرُ.. بِزئبقِ مَرَايَاكِ
إِلاَمَ تَبْكِينِي نَايُ زِنْزَانَتِي
وَتَظَلُّ تُلَوِّحُنِي.. مَنَادِيلُ الْوَدَاعِ!.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أسْطُورَةُ الْتِيَاع ..؟
رِحْلَةٌ إِلَى عُنْوَانٍ مَفْقُود إصدارٌ شعريٌّ جديدٌ للشّاعرة آمال عوّاد رضوان
عبد الله برمكي يصدر ديوانه " صور من الواقع على إيقاع المواجع"
عن منشورات مقامات للنشر والتوزيع بالعاصمة
الشاعر عبد الله برمكي في باقة جديدة
أفكار وأشعار من وحي أدرار
قراءة في ديوان قناديل منسية للشاعر بغداد سايح
أبلغ عن إشهار غير لائق