* بخس الأثمان بالمطاعم الشعبية...تكلفته هتك الصحة تعرف شوارع الجزائر انتشارا وتزايدا في محلات الأكل الخفيف والمأكولات السريعة، والتي أصبحت تنمو كالفطريات، لما فيها من الربح الوفير خاصة مع الدخول الاجتماعي والذي تشهد فيه هذه المحلات طوابير من الزبائن حتى من طرف الأطفال والتلاميذ الذين يتعذر عليهم الالتحاق بمنازلهم والنساء العاملات، وبات انتشار المطاعم في الجزائر ملفتا للنظر نتيجة لكثرة عددها واستخدامها طرقا متنوعة في تحضير الأكلات التركية، اللبنانية، والشرقية بوجه عام. حسيبة موزاوي مطاعم متنوعة بعضها تقدم خدماتها في ساعات النهار وأخرى تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وغيرها احتلت مساحات في مناطق مزدحمة لتعرض منتجاتها حتى أن بعض المناطق أصبحت تعرف بالمأكولات التي تقدمها كشارع خمس بيوت بالمحمدية المعروف بالدجاج المحمر، ودرارية المعروفة بالشواء وغيرها من المحلات التي تقدم (الهمبرغر)، وأنواع مختلفة من المقبلات (الشاورما) وغيرها تجعل المواطن ينبهر بالشكل وغير مبالي بالمحتوى أو النظافة ويأكل بعينيه دون التفكير بالعواقب. مطاعم النواحي الشعبية تفتقد للنظافة ومن هذا المنطلق ارتأت (أخبار اليوم) إجراء زيارة ميدانية لبعض محلات الأكل الخفيف وإذا بنا نتجول بين أزقة شوارع العاصمة وبالضبط في بلدية برج الكيفان إذ بنا نسمع صراخ امرأة من أحد هذه المحلات اقتربنا منها وسألناها عن السبب لتكون المفاجأة أنها وجدت حشرة داخل الأكل واتهمت التاجر بعرض الوجبات المقدمة إلى أشعة الشمس أوالتلوث الناتج عن السيارات مما يؤثر على صحة وسلامة المواطن. اقتربنا من بعض الزبائن لرصد آرائهم وعند تساؤلنا عن سبب تحمل كل هذه السلبيات التي تعاني منها مثل هذه المحلات أشار محمد إلى أن اسعار الوجبات الغذائية ومستوى دخله هو السبب الرئيسي الذي يدفعه لتحمل السلبيات الكثيرة التي تعاني منها هذه المطاعم، مشيراً إلى أن من يطلب السعر الرخيص يجب أن يغض الطرف عن مستوى ونوعية الخدمة المقدمة فضلاً عن عدم التشدد في أمور النظافة والرقابة الصحية لافتاً إلى تفاوت أسعار المطاعم بحسب الموقع مبيناً أن أسعار الوجبات في المحلات الموجودة في أحياء وشوارع الجزائر ذات الطابع الشعبي أدنى من الوجبات المقدمة في وسط البلد وبالنواحي الراقية التي تعلن أسعارا وفق الخدمات والأطباق المقدمة ومستويات النظافة وكذا رقي تلك المطاعم. ربح على حساب صحة الزبون أغلب أصحاب محلات الإطعام السريع يكون غرضهم الرئيسي الحصول على أرباح من خلال التنويع في الوجبات في غياب النظافة وبذلك يضربون بصحة الزبون عرض الحائط، والمتجول في المطاعم يلاحظ هذا الانتشار ذو الحدين الذي يعكس التحسن الاقتصادي والاستثماري في البلاد والذي يوفر مساحات للرفاهية والمتعة من جهة، ومن جهة أخرى عدم وجود قوانين تنظم المطاعم وتفرض رقابة صارمة عليها خصوصا مع حساسية الأنشطة المتعلق بالاستهلاك اليومي للزبائن، حيث تبقى المخالفات التي سجلتها مصالح المراقبة لوزارة التجارة في مجال الإطعام (مرتفعة) خلال صائفة 2014 مقارنة بالسنوات الأخيرة عبر المدن الكبرى للبلد في غياب النظافة وعدم احترام سلسلة التبريد والمنتجات غير الصالحة للاستهلاك. محلات الإطعام تسجل 70 بالمائة من المخالفات تعمل مصالح المراقبة على تعزيز جهازها من خلال تجنيد وسائل بشرية إضافية لمراقبة المحلات المختصة في الإطعام، لاسيما الإطعام السريع لكنها تبقى قليلة أمام تزايد المحلات، ووجب على السلطات الوصية تكثيفها، فإذا كانت طبيعة هذه المخالفات تختلف إلا أن غياب النظافة بمطابخ المطاعم ومحلات (الأكل السريع) تمثل 70 بالمائة من هذه المخالفات حسب مصالح المراقبة لوزارة التجارة ومن بينها عدم احترام سلسلة التبريد وتاريخ نهاية الصلاحية للمنتجات الغذائية علاوة عن غياب الشهادة الطبية الدورية التي ينص عليها القانون بالنسبة للعاملين بالمطاعم، ومن جهته أكد أحد مسؤولي الجودة بوزارة التجارة أن عدد المخالفات المتعلقة بالنظافة في ارتفاع كل سنة، مشيرا إلى أن غياب النظافة في المطابخ تعد المخالفة الرئيسية بالرغم من الجهود التي تبذلها مصالح المراقبة للحد منها. هنا نجد أن هذه النتائج السلبية تفسر الفوضى الحاصلة في مجال الإطعام وكذلك نقص تكوين أصحاب المطاعم الذين ينصب همهم الوحيد في الجانب المادي وتحقيق الأرباح المعتبرة على حساب النظافة مما يشوه نوعا ما صورة قطاع الإطعام في الجزائر بشكل عام، ويظل المثل الصحي القائل (الوقاية خير من ألف علاج) الحل الوحيد لتجنب مخاطر التسمم ولتفادي تعرض المواطن للأمراض الخطيرة والمستعصية.