ربما ليس مشهوراً لدى أغلب المسلمين، لكنَّ الرجل الذي جاءَ من أوروبا أضافَ إلى الفكر الإسلامي عدداً كبيراً من الكتب، ويكفي أن تقرأ كتابه الفكري والأدبي معاً _الطريق إلى مكَّة_ لتعلم أنك تقرأ عن رجل لا يتكرر كثيراً. عاش 92 عاماً، ولد في النمسا عام 1900 توفي 1992 ودفن في غرناطة. في السادسة والعشرين قرر أن يغير ديانته التي ورثها عن أبوين يهوديين متعصبين، أحرقا في الهولوكوست، وغير اسمه إلى محمد أسد. تواصل مع كبار رجالات المنطقة العربية حين زارها كالملك عبد العزيز، وزار عمر المختار وكان يتباحث معه حول سبل تمويل المقاومة المسلحة للاستعمار الطلياني. محمد أسد في سنواته الأخيرة في باكستان قابل الشاعر والمفكر الكبير محمد إقبال وتقلد عدة مناصب سياسية في باكستان بعد تأسيسها. ألف عدة كتب حول نظام الحكم في الإسلام والشريعة الإسلامية، لكنَّ كتابه الأشهر هو الطريق إلى مكة، بعدد صفحات يتجاوز الخمسمائة ربما ستقرؤه في ليلة واحدة. (الإسلام ليس فلسفة ولكنه منهاج حياة. ومن بين سائر الأديان نرى الإسلام وحده يعلن أن الكمال الفردي ممكن في الحياة الدنيا، ولا يؤجل هذا الكمال إلى ما بعد إماتة الشهوات الجسدية) *من مقولات محمد أسد مُراد هوفمان من شبيبة هتلر إلى الإسلام! إذا قررت أن تقرأ لمراد هوفمان فأنتَ بالتحديد مع رجل من طراز غريب ونادر جداً. كان في طفولته منضماً لشبيبة هتلر بينما أصبح بعد ذلك خبيراً في مجال الدفاع النووي في وزارة الخارجية الألمانية، ليس هذا فحسب بل قد أصبح وزيراً لبلاده في الجزائر. يرجع سبب اعتناق هوفمان للإسلام إلى ما شاهده خلال الثورة الجزائرية على المستعمر الفرنسي إبان خدمته هناك كسفير، السبب الآخر ربما لا يخطر على بال أحد، لقد كان افتتانه بالفن الإسلامي سبباً لدخوله الإسلام. كتب هوفمان عدة كتب (الإسلام كبديل) و(الطريق إلى مكة) أشهرهما، لكننا نرشح لك كتابه الصغير يوميات ألماني مسلم، حيث يعرض فيه لقصة إسلامه وإلى بعض الملاحظات الأخرى التي بدأ تدوينها منذ العام 1951 وحتى إسلامه في نهاية الثمانينات.