يبدو أن البعض يحاولون تجسيد بعض الأدوار على أرض الواقع بعد مشاهدتها في التمثيليات، وهو ما سرده لنا أصحاب مطاعم (الفاست فود) عن التصرفات الصادرة من بعض الزبائن لأجل الحصول على وجبات مجانية أي دون دفع الثمن، تلك المواقف التي لطالما شاهدناها عبر بعض (السكاتشات) الكوميدية بغرض التنكيت وسمعناها عبر بعض النكت، إلا أنها صارت واقعا نعيشه ويجلب الكثير من الدهشة والاستغراب، بحيث يسرد أحدهم المواقف العجيبة التي ترأسها بعض من ملأ قلوبهم المكر والخداع، بحيث وبعد انتهائهم من الوجبات يقومون بوضع بعض الأشياء التي لا تدخل في صنف الغذاء كالخيوط مثلا أو الدبابيز أو أي شيء آخر، ويكون الغرض من ذلك عدم دفع ثمن الوجبة. يقول صاحب (فاست فود) على مستوى العاصمة أنه يدهش كثيرا لأمر هؤلاء وقال إنه في مرة اصطدم بفتاة في مقتبل العمر بعد أن انتهت من أكل وجبتها قامت بوضع خيط في الصحن، ونادت النادل وقالت له إنها وجدت خيطا في الأكل مما يدل على انعدام النظافة بالمحل ولذلك سوف لن تدفع ثمن الوجبة، في ذلك الوقت تقرب منها محدثنا وبعد أن اطلع على موضوع النقاش الذي دار بينها وبين النادل أخبرها أنه تعرض لنفس الموقف مرارا وتكرارا مع زبائن من صنفها، وما عليها سوى دفع ثمن الوجبة بل أن حتى الخيط هو يميل في لونه إلى القميص الذي كانت تلبسه وحينئذ كشف لعبتها خاصة وأنه يضمن النظافة في محله ولا مجال لتلك المتاهات التي قامت بها الزبونة التي كان غرضها الحصول على وجبة مجانية باستعمال تلك الحيلة الماكرة، ويتكرر نفس السيناريو في الكثير من المرات مع بعض الزبائن. وبعد أن كنا نسمع عن تلك المواقف في النكت وعبر بعض الحصص الفكاهية صارت تتجسد على أرض الواقع مع أناس غلب الطمع على نفوسهم، وابتعدت عنهم القناعة فراحوا إلى استعمال الخداع والحيل لأجل الحصول على وجبات بالمجان، وهي طريقة من الطرق المحرمة بحيث واصل محدثنا القول إن لو هؤلاء الزبائن صارحوه في البداية لسمح لهم بالأكل مجانا فطيبة وسخاء الجزائريين لا تسمح لهم بترك إخوانهم جياعا، لكن ميزة الخداع لدى البعض توصلهم إلى القيام ببعض السلوكات الخاطئة. اقتربنا من البعض لرصد آرائهم حول الظاهرة فأجمعوا على مناهضتهم لذلك السلوك الذي لا يمت الصلة بأخلاق الفرد الجزائري ولا يقاس ذلك السلوك إلا على القائم به، الآنسة مروة طرحنا عليها الفكرة فلم تصدق إلا أننا أكدنا لها حصول الموقف فردت أن هؤلاء يعانون من نقص مؤكد وشخصية ضعيفة، وانعدام قناعتهم أدى بهم إلى ذلك السلوك الغريب ولأجل ماذا لأجل الأكل؟!،- تقول- فالقناعة هي كنز لا يفنى وحتى وإن تناول الشخص وجبته الغذائية بدافع الجوع كطبيعة في الإنسان، وجب عليه دفع الثمن دون اصطناع تلك السيناريوهات الغريبة فعلا.