تحدثنا كثيرا عن الحالة الكارثية لمحلات الإطعام السريع أو كما تعرف بمحلات الفاست فود فيما يخص انعدام جانب النظافة، لكن أمرها لم يتحسن بل ازداد سوءا على سوء وهو الظاهر للعيان عبرها خاصة وأنها باتت ضرورة قصوى، بحيث يتزود فيها العمال والطلبة وغيرهم من الزبائن بوجبة الغذاء وحتى العشاء أحيانا، إلا أن الظروف المحيطة بها لا تطمئن البتة وتهدد الصحة العامة لاسيما وأننا على مقربة من فصل الحرارة أين تزداد الأمراض. الموقف الذي وقفنا عليه مؤخرا على مستوى محل للإطعام السريع بناحية القبة أدهشنا، إذ ونحن نتناول وجبة الغذاء وفدت سيدة إلى هناك وطلبت من البائع أن يناولها شرائح من البيتزا إلا أنها توقفت وبدت ملامح التقزز على وجهها وأوشكت على الغثيان ما شد انتباهنا وتفوهت بكلمة (اسمحلي) وفرّت هاربة، جذبنا فضولنا إلى معرفة الحكاية فشرحت لنا آنسة كانت جالسة بالقرب من هناك المأساة ويا ليتها لم تشرح لنا لأن شرحها جعلنا نتقزز ونتّخذ نفس الموقف الذي اتخدته السيدة وغادرنا المحل، الأمر وما فيه أن تلك السيدة التي دخلت إلى المحل لتناول الغذاء وما أن حجزت طلبيتها حتى وقعت عينها على (صرصور) يزحف فوق شرائح البيتزا، الأمر الذي لم تتحمله وغادرت المحل وبيّنت أسفها للتاجر، في الوقت الذي كان من الأولى فيه أن يقدم هو اعتذاره لها كونه قصّر في توفير شروط النظافة بالمحل، فظهور ذلك الصرصور دليل قاطع على انعدام النظافة داخل المحل وبالتالي المراهنة بصحة الزبائن المتوافدين، فأين هو دور مصالح الرقابة من كل هذا؟ في وقت أصبحت فيه صحة الزبون تباع وتشترى، بحيث صار هدف هؤلاء الربح لا غير دون أدنى اعتبار لظروف استقبال الزبائن المجبرين على وطء تلك المحلات بحكم مشاغلهم. الغريب في الأمر أنه وبعد حصول الموقف استمر العمال بالمحل في عملهم وكأن شيئا لم يحدث ما يؤكد تعودهم على العمل في تلك الظروف غير ، بحيث باتوا يقدمون أطباقا محشوة بالجراثيم والحشرات للزبائن دون الاهتمام بصحتهم. ومن الزبائن من عزفوا عزوفا كليا عن التردد على محلات الفاست فود واختاروا التزود ببعض العصائر، وهناك من اختاروا المخابز للتزود ببعض المقبلات ورأوا أنها أنظف من بعض محلات الفاست فود. لكن ما احترنا إليه أكثر طلب الزبونة للعفو وحرجها كونها لم تشتر تلك الشرائح، إذ خرجت من المحل في صمت وتجنبت رد فعل البائع إن هي فضحته أمام الزبائن، إلا أن فضول الجزائري يجعله فطنا في تلك الحالات ويصبو إلى معرفة ما يدور من حوله وتنبه الكل للموقف الحاصل والذي يعنيهم كثيرا، وقرر أغلبهم عدم الولوج إلى ذلك المحل مرة أخرى بعد أن تحققوا من وضعيته غير النظيفة بناء على ما جرى أمام أعينهم مع تلك الزبونة التي أشرفت على الغثيان وخرجت مسرعة ولم تحتمل المنظر المقزز لذلك الصرصور، بحيث خُتمت فضائح الفاست فود في الجزائر بتقديم أطباق محشوة بالصراصير تهدد الصحة العامة للمواطنين وما خفي كان أعظم.