خشية استغلال الإرهابيين للهبّة التضامنية: كشفت مصادر مُطّلعة أن الحكومة تكون قد أمرت المصالح الأمنية والوُلاّة باعتماد إجراءات استثنائية لتسيير عملية مطاعم الرحمة التي تتكفّل بالصّائمين المعوزين وعابري السبيل خلال شهر رمضان خشية قيام الإرهابيين باستغلال الهبّة التضامنية للشعب الجزائري بمناسبة الشهر الكريم بما يخدم مخططاتهم. نبّهت مصالح الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل في تعليمة موجّهة إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلّية من استغلال الجماعات الإرهابية للهبّة التضامنية والمساعدات التي توفّرها الدولة لفائدة معوزيها وعابري السبيل لأغراض غير شرعية. وأوردت المصادر نفسها أن تعليمة حكومية موجّهة إلى مصالح الأمن والإدارات العامّة التي يشرف عليها الوُلاّة تدعو إلى ضرورة الاحتراز من (ممارسات مشبوهة لتموين وتمويل مطاعم الرحمة الخاصّة بإفطار الصّائمين خلال شهر رمضان، وبالتالي عليها تشديد المراقبة على الحسابات المصرفية المخصّصة لجمع التبرّعات دون تراخيص قانونية متّصلة بالعملية التضامنية). وشدّدت الحكومة على أن (كلّ مساعي جمع الأموال أو المساعدات الإنسانية والإعانات الغذائية الموجّهة لفائدة مطاعم الإفطار الجماعي يجب أن تخضع لتراخيص قانونية مشفوعة بتحقيقات أمنية لضمان احترام الشروط اللاّزمة لفتح وتموين هذه المراكز). وتحمل مضامين التعليمة الحكومية مخاوف السلطات من تحرّكات مشبوهة للمجموعات الإرهابية التي تعاني نقصا في التموين والتمويل بسبب الضربات المتوالية لوحدات الجيش وأسلاك الأمن في مختلف المناطق. ومعلوم أنه تمّ خلال العام المنصرم إحباط مخطّط إرهابي استهدف تحويل كمّيات كبيرة من المؤن والمساعدات الإنسانية لفائدة العائلات الفقيرة وتوجيهها إلى معاقل مجموعات إرهابية بولايات سكيكدة وتبسة والوادي في الجنوب الشرقي المتاخم لتونس. وتواجه بلادنا الخطر المتنامي للمجموعات الإرهابية بسبب اضطراب أوضاع دول الجوار، على غرار ما يحدث في ليبيا ومالي وتونس، وهو ما فرض على الجزائر المحاطة بحزام ناري أعباء إضافية كرّسها الدفع بوحدات عسكرية جديدة إلى الشريط الحدودي. وممّا يدلّ على تردّي الوضع الأمني قرب الجزائر ما تشهده ليبيا من معارك واقتتال، وكذا ما تشهده تونس بين الفينة والأخرى من انزلاقات أمنية، آخرها ما حصل أمس حين قتل ثلاثة عناصر من الأمن التونسي في مواجهات مسلّحة مع (إرهابيين) في مدينة (سيدى علي بن عون) بولاية سيدي بوزيد وسط غرب تونس إثر هجوم على إحدى نقاط التفتيش الأمنية. وأكّد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي في تصريح بثّته وكالة الأنباء التونسية (أنه على إثر تبادل لإطلاق النّار مع مسلّحين قتل ثلاثة عناصر من قوّات الأمن التونسي). وقال الناطق إن (عمليات ملاحقة من قِبل الوحدات الخاصّة للحرس الوطني أسفرت عن القضاء على أحد العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العنصر الثاني مصابا وهو في حالة خطيرة).