سفير مصري جديد في أحضان "تل أبيب" "زواج" علني بين الدبلوماسية المصرية والصهيونية انتعاش كبير تشهده العلاقات بين مصر ودولة الاحتلال، ففي عهد السيسي اتخذ النظام خطوات كبيرة نحو تعزيز التعاون العسكري وحتى الاقتصادي، وهذا يظهر أخيرا في آخر قرار يقضي بعودة السفير المصري إلى الأراضي المحتلة. أثار قرار تعيين مصر سفيراً جديداً لدى دولة الاحتلال، بعد نحو ثلاثة أعوام من سحب القاهرة سفيرها السابق، عاصم سالم، من تل أبيب، علامات استفهام كثيرة حول القرار الذي وصفته مصادر دبلوماسية ب(المفاجئ). وقال مصدر دبلوماسي مصري إن (القاهرة أعلنت قرار تعيين السفير الجديد في تل أبيب، مستغلة في ذلك الحديث الإعلامي عن تحسّنٍ ملحوظ في علاقتها بحركة المقاومة الإسلامية حماس، تجنباً للغضب الذي قد تثيره تلك الخطوة). وكانت مصر قد فتحت معبر رفح، مدة خمسة أيام متواصلة، بعد حديثٍ عن تحسن ملحوظ في العلاقة مع (حماس) المسيطرة على قطاع غزة، كما سمحت وفي خطوةٍ، هي الأولى من نوعها عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بدخول نحو 8 آلاف طن من مواد البناء في إطار خطة إعادة إعمار القطاع المدمر. وتعليقاً على الخطوة المصرية، وصف خبير سياسي في مركز (الأهرام) للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، الخطوة بالشكلية، لأن (العلاقة بين النظام المصري وتل أبيب في أفضل أحوالها أكثر من أي وقت مضى، ولم يكن ينقصها سوى الجانب الشكلي فقط المتعلق بالتمثيل الدبلوماسي)، على حد قوله. وأوضح الخبير، الذي تحدّث مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أنّ (العلاقة واللقاءات بين الطرفين مستمرة، ولكن من خلال جهاز الاستخبارات المصري). مؤكداً أنه (لم تشهد فترة من الفترات السابقة، حتى في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، هذه الدرجة العالية من التنسيق الأمني مع الاحتلال فيما يتعلق بسيناء والعمليات العسكرية هناك). لافتاً إلى (سماح الاحتلال للقاهرة بإدخال أسلحة ثقيلة لمناطق محرمة، وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد في ملحقها الأمني، وكذلك استضافة القاهرة مسؤولين بارزين خلال قيادتها الوساطة بين حماس والفصائل الفلسطينية من جهة والاحتلال من جهة أخرى خلال الحرب الأخيرة على غزة). وفي السياق، تساءل الخبير السياسي المصري، عن الذي يدفع السيسي إلى اتخاذ خطوة مثل هذه في هذا التوقيت، خصوصاً وأنه يدرك أنها ستجلب له كثيراً من النقد من معارضيه ورافضي الانقلاب، مرجحاً أن تأتي الخطوة في إطار دور جديد للقاهرة خلال الفترة المقبلة في ملف الصراع العربي الصهيوني. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، قالت إن (الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر قراراً جمهورياً في الحركة الدبلوماسية لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج. وشملت الحركة ترشيح السفير حازم خيرت سفيراً لمصر في تل أبيب). الجدير بالذكر، أن حازم خيرت، مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الدبلوماسيين، الذي وقع عليه الاختيار لتمثيل مصر في تل أبيب، هو شقيق سفير مصر الحالي في اليابان، إسماعيل خيرت، وهو الرئيس السابق لهيئة الاستعلامات المصرية، الذي يعد أحد الرافضين لثورة الخامس العشرين من جانفي، نظراً لارتباطه بعلاقات قوية بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. مباركة صهيونية من جهته، بارك بنيامين نتنياهو، القرار الذي اتخذته مصر مؤخرا، بتعيين سفير جديد لها في الاحتلال، للمرة الأولى منذ قرابة ثلاث سنوات. وقال نتنياهو في تصريح له: (أبارك قرار الحكومة المصرية بإرسال سفير للاحتلال، هذا القرار يعزز العلاقة بين الدولتين، بالإضافة إلى السلام)، لافتا إلى أن (الجانب المصري أبلغنا بأنه سيعين سفيرا جديدا في إسرائيل). وكانت مصادر، قد ذكرت إن (العلاقة المصرية الصهيونية، في ظل حكم عبد الفتاح السيسي باتت أكثر متانة، خاصة في الجانب الأمني، ومكافحة الإرهاب في سيناء). وحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية، تضمنت الحركة تعيين حازم خيرت مساعد وزير الخارجية لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي، سفيراً لمصر في تل أبيب، خلفاً للسفير عاطف سالم الذي تم ترشيحه سفيراً لمصر في كوبا. وكان الرئيس المصري محمد مرسي، قد استدعى سفير مصر لدى دولة الكيان، في نوفمبر 2012 بعد شن إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة، أدت إلى مقتل أحمد الجعبري القيادي في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وأعلنت مصر، فتح سفارة لها في الاحتلال، عقب توقيع معاهدة السلام عام 1979 وعيّنت سعد مرتضى سفيراً لها في تل أبيب عام 1980 واستمر حتى عام 1982. ثم تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 وظلت السفارة المصرية في تل أبيب دون سفير حتى عام 1986، حيث تم تعيين محمد بسيوني سفيرا في الفترة من ما بين عامي 1986 و 2000. ثم غاب السفير المصري عن تل أبيب مرة أخرى مدة خمس سنوات بسبب أحداث المسجد الأقصى والانتفاضة الثانية في عام 2000، حتى تم تعيين سفير في مارس 2005، واستمر وجود سفير مصري في تل أبيب حتى نوفمبر 2012، حين سحب مرسي السفير.