تعد خطوة إخراج العروس من بيت أهلها وزفها إلى بيت العريس خطوة مهمة توليها العائلات الجزائرية بالاهتمام الكبير بالنظر إلى شد أنظار الكل لها وتكون هيئة العروس أثناء خروجها من بيت الأهل الصورة التي يوليها الكل بالاهتمام البالغ بحيث يتنوع الزي الذي تختاره العروس بين الفستان الأبيض أو الطقم الأبيض الملحق بحايك أو برنوس وهناك آخر ابتداع اختارته بعض العرائس بخروجهن بالكاراكو العاصمي لكن تجمع الجدات على أن الهندام المفضل لخروج العروس من بيت أهلها هو البرنوس كلباس محتشم يستر العروس ويرين أن الفستان الأبيض هو عادة غربية محضة لم تسجل في السنوات الماضية على البنات خاصة وأن العائلات كانت تتمسك بأعرافها وتقاليدها المحافظة ولا يجوز الكشف عن الفتاة بالفستان الأبيض وإظهارها للناس وكانت تلف جيدا بالبرنوس لايصالها إلى سيارة العريس في سترة تامة بحيث كان البرنوس رمزا للحشمة والهمة والأصالة لكنه غاب وللأسف في زمن اندثرت فيها الأعراف والتقاليد. اقتربنا من بعض الأوانس والسيدات من أجل رصد آرائهن حول اللباس المفضل لخروج العروس فكانت آراء متباينة أول من تحدثنا إليها السيدة ربيعة في العقد السادس قالت إنها تفضل أن تخرج العروس من بيت الأهل في سترة تامة لكي يسترها الله ويحفظها من أي مكروه وقالت إن بناتها الثلاثة أخرجتهن بالبرنوس الأبيض وهو برنوس أبيها رحمه الله ولم يمانعن بالخروج ببرنوس جدهم والتبرك به وهم يعشن حياة سعيدة الآن وعزفت عن خروجهن بالفستان الأبيض فأعراف العائلة تتعارض وذلك السلوك الذي تعتبره منافيا للتقاليد ويميل أكثر إلى العادات الغربية. وشاطرتها الرأي الحاجة مسعودة التي قالت إنها ترفض أن تخرج بناتها وأيضا كناتها من بيت الأهل بالفستان الأبيض وهي أيضا التزمت ببرنوس الجد لإخراجهن وترى أنه رمز للسترة والعفة والطهارة بحيث تلف فيه العروس ولا يظهر منها شيئا ويجنّبها الكلام وحتى أعين الحاسدين فبناتها كلهن خرجن بالبرنوس وكذلك عرائسها جلبتهن بنفس البرنوس الذي تحتفظ به لزواج حفيداتها تقول وتأبى التفريط فيه. للفتيات كان هناك رأي مخالف خاصة وأنهن يلهثن وراء الفستان الأبيض الذي يسارعن إلى لبسه في ذلك اليوم الموعود منهن مايا مقبلة على الزواج ما أن سالناها حتى ردت أنها طبعا سوف تلبس الفستان الأبيض عند خروجها من بيت الأهل وسترفقه ببرنوس حتى ترضي والدتها نورهان قالت إنها سوف لن تلبس الفستان الأبيض وتخرج بطقم أبيض مرفق بحايك حسب عادات عائلتها. رانيا قالت إنها سوف تخرج من بيت أهلها بكاراكو عاصمي مرفق بحايك خاصة وأنها تنحدر من منطقة القصبة ويشتهر ذلك اللباس عبر المنطقة كثيرا لذلك فضلت الخروج به كما أنه زي تقليدي يعبر عن الجزائر العميقة. مهما اختلفت الآراء واختلف الزي المختار من طرف العروس يبقى البرنوس الأصيل رمزا من رموز أجدادنا وجب عدم التفريط فيه واستبداله بالفستان الأبيض الذي على الرغم من جماله لا يضاهي خروج العروس بالبرنوس الملقى على كتفيها وتظهر في أبهى حلة سواء كان برنوسا تقليديا أو برنوسا معاصرا لاسيما أن بعض العرائس يخترن البرنوس المعاصر المنمق بطريقة رائعة للخروج به من بيت الأهل.