آليات جديدة للتبليغ عن الآثار الجانبية لما بعد التلقيح    وزير العدل يشرف على تنصيب رئيس مجلس قضاء قسنطينة والنائب العام لدى ذات المجلس    العدوان الصهيوني على غزة: أصبح من المعتاد إسكات الأصوات التي تتحدث عن الفظائع التي ترتكب في القطاع    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع سفير اليابان آفاق توسيع التعاون الثنائي    الجزائر تتألق في المسابقة العالمية الجامعية للرياضيات    العدوان الصهيوني: استشهاد 70 فلسطينيا وإصابة العشرات منذ فجر اليوم    موجة حر وأمطار وزوابع رملية يومي الاحد والاثنين على عدة ولايات من الوطن    الصحراء الغربية : الإعلام الإسباني يفضح زيف الادعاءات المغربية و يؤكد الطابع الاستعماري للاحتلال    البنك الوطني الجزائري: تسجيل ناتج صافي يفوق 48 مليار دج سنة 2024    السيد ناصري يستقبل سفير جمهورية كوت ديفوار بالجزائر    أوبك+ : الجزائر وسبع دول أخرى تقرر زيادة في إنتاج النفط ب 547 ألف برميل يوميا ابتداء من سبتمبر المقبل    كرة القدم/البطولة الإفريقية للمحليين-2024 : المنتخب الوطني يجري أول حصة تدريبية بكمبالا    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر2025)/الفروسية: المنتخب الوطني يحصد 5 ميداليات منها 4 ذهبية    وزير النقل يكشف عن قرب تدعيم الرحلات الجوية الداخلية وإنشاء شركة وطنية جديدة    مشاريع تنموية جديدة تعيد الأمل لسكان بلدية مروانة بباتنة    ورشة إفريقية عبر التحاضر المرئي لتعزيز ملفات ترشيح التراث العالمي    شايب سفيان يشيد بمساهمة كفاءات الجالية في الجامعة الصيفية بعين تموشنت    اليوم الوطني للجيش : رابطة مقدسة مع الشعب وعقيدة دفاعية راسخة    الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025/ : الجزائر حاضرة في أربعة اختصاصات في اليوم الثامن للدورة    تترجم نجاح سياسة الدولة في مجال إعادة التربية والتأهيل    معاينة مكثفة لمدى التزام التجار بمعايير النظافة والصحة    طالبنا بموقف أوروبي برلماني لوقف جرائم الاحتلال في غزة    الجزائر تنضم إلى شبكة نظام الدفع والتسوية الإفريقي الموحد    وفاة 13 أشخاصا و إصابة 503 آخرين بجروح    ناصري وبوغالي يهنئان المنتخب الوطني لكرة السلة    اليونيسف : أطفال غزة يحتاجون إيقافاً مستداماً لإطلاق النار    وزارة الثقافة والفنون تنظم ورشة تكوينية دولية حول التراث العالمي بالاشتراك مع صندوق التراث العالمي الإفريقي    شباك موحد خاص ب"قرض الرفيق"    كأس افريقيا للمحليين : أشبال بوقرة بأوغندا للمنافسة على اللقب القاري    "فنار" عنابة.. الحارس الملازم لمكانه منذ قرن ونصف القرن    التقشف ضرورة.. الفاف يهدد وقرارات تاريخية منتظرة    الجزائر تعود إلى مصاف الكبار في قطاع الطاقة    اختتام التظاهرة الثقافية بانوراما مسرح بومرداس..تقديم 55 عرضًا مسرحيًا على مدار أسبوع كامل    تصعيد الضغط على المخزن يتواصل    سحب فوري للترخيص ومنع الوكالات من تنظيم العمرة في هذه الحالات    تكريم المتفوقين في شهادتي "البيام" و"الباك"    المحامي سعيد موهوب... المعاق الذي يرافع من أجل الأصحاء    المنتخب الوطني يتوج باللقب العربي    الجلفة تنزل بزخمها ضيفة على عروس الشرق عنابة    أمواج دوّاس تعرض "الفتنة القرمزية"    سؤال واحد أعادني إلى رسم تراث منطقة القبائل    شركة إسمنت عين التوتة تْشيد بنتائج النوابغ    عمار طاطاي مربي الأفاعي والتماسيح يُبهر زوار "نوميديا لاند"    بوغالي يتمنّى مزيداً من النجاحات    فنلندا تستعد للاعتراف بفلسطين    تصعيد الضغط على المخزن    ضبط 600 قرص مهلوس بالسوقر    تجارة : تكثيف الرقابة على المواد الغذائية وشروط السلامة الصحية عبر الوطن    إبداعات تشكيلية تضيء جدران المتحف الوطني للفنون الجميلة    دعم التعاون بين الجزائر وزيمبابوي في صناعة الأدوية    تمديد أجل إيداع وثائق استيراد وسائل التجهيز والتسيير إلى غاية 15 أغسطس الجاري    راجع ملحوظ في معدل انتشار العدوى بالوسط الاستشفائي في الجزائر    فتاوى : الترغيب في الوفاء بالوعد، وأحكام إخلافه    من أسماء الله الحسنى.. الخالق، الخلاق    غزوة الأحزاب .. النصر الكبير    السيدة نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمع "صيدال"    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل مات اللاجئون اختناقا أو قتلا في النمسا؟
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 08 - 2015

هكذا تحول السوريون إلى مجرد بضائع تكدس وتشحن ثم تقتل
***
أعلنت الشرطة البلغارية البدء بمحاكمة أربعة أشخاص مسؤولين عن موت 71 شخصًا في (شاحنة الموت) كما أسماها الإعلام النمساوي تلك الشاحنة التي كان بداخلها 71 جثة لمهاجرين يقصدون أوروبا وعُثر عليها متروكة على أحد الطرق السريعة في النمسا وقد رجحت الشرطة النمساوية أن غالبية الجثث تعود لمواطنين سوريين وذلك بعد العثور بينهم على وثيقة سفر سورية وكذلك لون البشرة البيضاء للجثث استبعدت احتمال أن تكون الجثث تعود لمواطنين أفارقة.
وصرّحت الشرطة أن المقبوض عليهم هم ثلاثة بلغاريين أحدهم ينحدر من أصول لبنانية ورابع أفغاني وأوضحت المتحدث باسم شرطة النمسا أن بين ال71 شخصًا هناك 59 رجلاً وثماني نساء وأربعة أطفال بينهم طفلة في سنتها الأولى أو الثانية وثلاثة أطفال في الثامنة والتاسعة والعاشرة.
وذكرت السلطات أنه لم يعرف بعد متى ولماذا توفي هؤلاء المهاجرون لكن يرجّح أن يكونوا ماتوا اختناقًا وكانت الشرطة النمساوية قد منعت تصوير الشاحنة والجثث أثناء إخراجهم من قبل وسائل الاعلام إلا أنه قد تم تسريب بعض الصور الملتقطة للشاحنة وظهرت فيها الجثث مكدسة فوق بعضها كما أظهرت كدمات على بعض الجثث فضلاً عن الدماء مما جعل البعض يشك في الحادثة وحيثياتها الغامضة والمجهولة حتى الآن.
كيف قتلوا؟
المراقبون بدورهم طرحوا عدة تساؤلات حول الحادث من بينها: هل ماتوا نتيجة اختناق أو أن هناك جريمة مدبرة أودت بحياتهم؟!
وقد سادت الشائعات حول سبب مقتل أكثر من 70 شخصًا في الشاحنة النمساوية وكانت الشائعة الأولى التي راجت بشكل كبير أن اللاجئين ركبوا بمحض إرادتهم في شاحنة صغيرة للهروب إلى أوروبا وقد قام المهرب الذي أقنعهم بالركوب بتركهم بالشاحنة المغلقة مما أدى إلى اختناقهم وموتهم لكن بعد تحليل الصور المسربة والمعلومات الضئيلة بدأ الكثير بالتساؤل حول هذه الجريمة واستبعد الكثير احتمال موتهم اختناق وبدأت الأسئلة والتكهنات تثار حول قضيتهم وهناك من يشير إلى تعرض اللاجئين الذين بلغ عددهم 71 لسرقة الأعضاء والقتل.
ومن ضمن التحليلات حول القضية التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما ذكره ألكسندر سبجاكي على صفحته إذ قال: (بالدول الأوربية عندما تتوقف شاحنة على الطريق لعدة ساعات تأتي الشرطة فورًا وبحسب الوصف فإن شاحنة براد الدجاج تتسم بسهولة فتحها والخروج منها فهي ليس كونتينر حديد الذي يصعد فيه عادة بعض المهاجرين مضيفًا: الإشاعة الأقوى والأقرب للصحة هي عملية بيع أعضاء 60 شخصًا مهاجرًا تمت على مراحل وجمعت في براد شاحنة لفترات متفاوتة وكل مرة يضعون الجثث تلو الأخرى حتى امتلأت بها الشاحنة وهربت إلى الطريق السريع وركنت بجانبه وقد لوحظ بين الجثث ما هو قديم وما هو جديد وقد ظهرت متكدسة بشكل منتظم دون أن تكون سقطت فوق بعضها بشكل عفوي.
وأضاف متسائلاً: (من ضمن العشرات لم يفكر أحد عند ركوبه الشاحنة الصغيرة كيف يستنشق الهواء؟).
وطرح (إلكسندر) بعض التخمينات إذ أشار إلى أن اللاجئين ربما كانوا أحياء في الشاحنة قائلاً بما معناه إن هناك أكثر من 50 شخصًا لو تحركوا داخل الشاحنة باتجاه واحد لقلبت الشاحنة ولو قام 50 شخصًا بمحاولة كسر الباب لتم خلعه لأن جدار البراد لوح تول ألمنيوم قليل السماكة وهناك طبقة إسفنج سميكة مضغوطة وطبقة فيبر بسماكة رغيف الخبز.
واختتم بقوله: القصة كاذبة جميع الجثث سرقت أعضاؤها وإذا تجاهلنا هذه القضية فسيتم اختفاء ملابسات الجريمة هناك الكثير من ا_خبار التي تفيد باختفاء اللاجئين منذ ما يقارب الأسبوع وأحدها كان اختفاء 11 طفلاً من النمسا بظروف غامضة كل يوم يحدث اختفاء عائلات وفقدان أشخاص بظروف غامضة والعدد قابل للزيادة .
النمسا تعترض شاحنة موت جديدة.
أعلنت الشرطة النمساوية اعتراض (شاحنة موت) جديدة تقل 26 مهاجراً بينهم ثلاثة أطفال يعانون من الجفاف ووصفت حالتهم بأنها (سيئة جداً).
وقالت الشرطة في بيان (تم نقل الأطفال الثلاثة إلى المستشفى بسبب وضعهم الصحي بالغ السوء. وأفاد الأطباء بأنه تمت معالجتهم من جفاف حاد).
وقال متحدث باسم الشرطة في مقاطعة النمسا العليا (لو تمت متابعة الرحلة لكان الوضع على الأرجح سيكون حرجاً).
وأضاف أن الشاحنة التي أوقفتها الشرطة بعد مطاردتها كانت تقل 26 أجنبياً في وضع غير قانوني أتوا من سورية وبنغلادش وأفغانستان وقالوا إنهم يريدون التوجه إلى ألمانيا.
وتم اعتراض الشاحنة قرب مدينة برونام أم أين قرب الحدود الألمانية. وجرى توقيف سائق الشاحنة الروماني الذي رفض التوقف للخضوع إلى تفتيش روتيني.
ويأتي ذلك غداة العثور على جثث 71 شخصاً في شاحنة موت متروكة على أحد الطرق النمساوية السريعة قرب الحدود المجرية.
من هنا بدأت رحلة الموت
تناول موقع (ميدل إيست آي) البريطاني في تقرير له معاناة اللاجئين على الساحل الليبي الذين يحلمون بحياة أفضل ما يدفعهم إلى الهجرة إلى أوروبا بطرق غير شرعية تعرض حياتهم وعائلاتهم للخطر هربا من حرب أو مجاعة إلى خطر الموت في عرض البحر أو في ظروف غامضة كما حدث مع سوريين في النمسا حيث عثر على العشرات منهم موتى داخل شاحنة للدواجن.
وعرض الموقع طبيعة صعوبة محاربة التجارة بتهريب البشر في بلد يعاني أزمة أمنية وسياسية تحت عنوان (الساحل الليبي يغرق في الفوضى) حيث أوضحت أنه على امتداد الساحل الليبي يحبس اللاجئون في بيوت صغيرة ويمضي عمل المهربين دون رقيب أو حسيب.
ونقل الموقع عن عيسى حارس الساحل المسؤول في جرابولي حيث يجلس وحيدا تحت أشعة الشمس في منتصف النهار على مقعد خشبي ممسكا بيده جهاز استقبال وإرسال ويرمق بنظره البحر قوله: في العام الماضي كان لدينا قارب نستخدمه للخروج إلى البحر ولمحاولة وقف مغادرة العديد من القوارب التي كنا نعدّها خطيرة. أما هذه الأيام فلم يعد لدينا سوى هذه القطعة البالية. وتجدني مضطرا لاستخدام قارب الصيد المملوك لعائلتي .
ومع ذلك يرفض عيسى الاستسلام ويمضي في عمله متحملا عبء الموارد المتقلصة وما يواجهه من تهديدات.
وقبل فترة طلب منه رجلان من المهربين تجاهل مغادرتهما وحينما رفض ذلك أشهرا في وجهه سكينا وفق قوله.
وأضاف عيسى -الذي تجاوز الأربعين من عمره- أنه في ضوء تزايد عمليات التهريب فإنه ليس متأكدا ما إذا كان مثل هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى.
وما يزيد الأمر صعوبة عليه أن قدراته على التعامل مع مثل هذه الحالات أصبحت محدودة. فقبل أيام قليلة اكتشف عيسى قاربا فاتصل بمسؤوليه في طرابلس طالبا العون إلا أن السلطات قررت عدم إرسال قارب الجر الوحيد المتوفر لديهم كما يقول.
وقال عيسى للموقع وهو يشير إلى مجموعة من الأشجار بالقرب من الشاطئ: (انظروا إلى تلك النقطة هذه هي أفضل نقطة للانطلاق بالقوارب إلى البحر فهذه الشواطئ محاطة بالغابات الكثيفة وبإمكان المهربين تجميع اللاجئين هناك استعدادا للمغادرة).
اختار عيسى بدلا من القيام بما هو مكلف به توثيق المشاهد التي تجري من حوله نظرا لشح الإمكانيات المتوفرة لديه.
ويحتوي هاتفه النقال على معرض للصور والمقاطع المرعبة التي أخذها لحطام القوارب وللفظائع التي شهدها خلال السنوات القليلة الأخيرة. ويظهر عيسى في أحد مقاطع الفيديو بينما هو منهمك في عملية إنقاذ محاولا ربط جسد امرأة غرقت بحبل حتى يتمكن من نقل جثتها إلى الشاطئ.
وأشار عيسى إلى أن كل ما يهم المهربين هو المغادرة إلى البحر وكل ما يريدونه هو أن يدفع اللاجئون ثمن التذكرة ولا يهمهم إذا ماتوا على بعد 20 ميلا (32 كيلومترا) من الساحل بعد المغادرة. (لقد خرجت الأوضاع عن السيطرة بل هناك الآن بعض المليشيات التي تنظم مغادرات اللاجئين حتى يحصلوا على المال الذين يمولون به حروبهم).
وأكد السكان في هذه المدينة الساحلية على بعد ما يقرب من خمسين كيلومترا إلى الشرق من العاصمة أن الجميع على المستويات كافة منخرطون الآن في تجارة تهريب البشر وفق ما نقله الموقع البريطاني.
وبعد أربعة أعوام من الثورة التي أطاحت بحكم معمر القذافي يجد كثير من الليبيين أنفسهم يعيشون في خضم حرب أهلية تمخضت عن تقسيم البلاد بشكل كامل. فهناك في جانب الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني التي تتخذ من طبرق في الشرق مقرا لها وتحظى بدعم الجنرال خليفة حفتر.
وفي الجانب الآخر هناك حكومة خليفة الغويل ومقرها طرابلس التي تعُدّ حكومة طبرق فاقدة للشرعية. وما يزيد الأمور تعقيدا وجود ما يقرب من 149 قبيلة وما يقرب من 230 مجموعة مليشيا مسلحة تسيطر على أجزاء واسعة من ليبيا ناهيك عن الوجود المتنامي لتنظيم الدولة في درنا وسيرت وبنغازي.
ولم تفلح كثيرا حتى الآن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل الإصلاح بين المعسكرين الرئيسين.
وأشار الموقع إلى أن ليبيا أصبحت بلدا ينعدم فيه الأمن وتزدهر فيه تجارة تهريب البشر وتنتشر.
اللاجئون بضائع متاجري تهريب البشر
ونقل موقع (ميدل إيست آي) عن شخص لم يرغب في ذكر اسمه الحقيقي وأطلق على نفسه اسم إبراهيم وهو واحد من كثيرين انخرطوا في التجارة في جارابولي ويقوم الآن بدور حلقة الوصل في السلسلة المعقدة لتجارة تهريب البشر الآخذة في الازدهار.
حيث قال إبراهيم: (هنا في هذا المكان نخزن البضائع (ويقصد بالبضائع اللاجئين)) على حد وصفه مضيفا: (نجمعهم في بيوت صغيرة قريبا من البحر. نعطيهم كلمة السر التي ينبغي أن ينطقوا بها عندما يصلون ثم حينما يحل الظلام.. نحرر القوارب ونتركها تذهب).
يقول إبراهيم إنه مثل كثير من مهربي البشر الآخرين يعطي المهاجرين بوصلة ويحاول توجيههم لاتخاذ خط سير مستقيم باتجاه جزيرة لامبيدوسا على بعد ما يقرب من 220 كيلومترا إلى الشمال من ليبيا.
ويبين إبراهيم أن اللاجئين والمهاجرين لا يستطيعون قيادة القوارب لكنه يقول: (ليس من بيننا أحد لديه الاستعداد للسفر في مثل هذه القوارب).
في هذا العام وحده خاطر ما يزيد عن 300 ألف لاجئ ومهاجر بحياتهم وعبروا البحر المتوسط باتجاه أوروبا وهذا مقارنة بما يقرب من 219 ألفا فعلوا الشيء ذاته في العام الماضي بحسب ما صرحت به الأمم المتحدة الجمعة الماضي.
ونزل في سواحل اليونان منذ شهر جوان الماضي ما يقرب من 200 ألف شخص بينما حط ما يقرب من 110 آلاف آخرين في إيطاليا.
وبلغ عدد من قضوا نحبهم وهم يحاولون قطع هذه الرحلة ما يقرب من 2500 شخص ولا يدخل في هذا العدد ستة وسبعون ماتوا قريبا من الساحل الليبي الجمعة الماضي في أحدث مأساة تمنى بها المنطقة.
ونقل الموقع عن إبراهيم أن عملية التهريب تتكون من أجزاء عدة فأولا يتوجب على شخص ما أن يجد مكانا يحتفظ فيه باللاجئين والمهاجرين بينما ينتظرون دورهم. ثم على شخص ما أن يقدم لهم الغذاء ويراقبهم ويسيطر عليهم. وبعد ذلك يتوجب على شخص ما أن يوفر القوارب والمحرك التي تشترى في العادة من الصيادين وذلك قبل أن تناط بشخص ما مهمة جمع المال والتأكد من أن الجميع قد دفع أجرة التهريب.
ويتوقف السعر على جنسية اللاجئ أو المهاجر. فالذين ينحدرون من أفريقيا السوداء يدفعون في العادة ما يقرب من 500 دولار أمريكي بينما يتراوح ما يدفعه القادمون من سوريا ما بين 750 وألف دولار أمريكي للشخص الواحد.
وختم إبراهيم تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه التجارة (نوع من المافيا والكل منخرط فيها وحتى الكتائب التي من المفروض أن تتحكم في المنطقة متورطة فيها).
سلاح البحرية الليبي المشلول
ونقل موقع (ميدل إيست آي) عن المتحدث باسم سلاح البحرية الليبي العقيد أيوب قاسم قوله من مقره في قاعدة طرابلس البحرية إن الوضع في غاية الصعوبة ولا تتوفر لدى السلطات الموارد الكافية للتصدي للمشكلة.
وقال وهو يشير إلى ما تبقى من زوارق السحب التي قصفت قبل أربعة أعوام: (لقد قصف الناتو أسطولنا في عام 2011 ولم يبق لنا منه الآن شيء. لقد ساعدتنا الحكومات الأوروبية على تحرير أنفسنا من نظامنا ولكنها لم تساعدنا إطلاقا على بناء دولة جديدة وهذه هي النتائج: حرب أهلية وما يقرب من 1800 كيلومتر من الساحل بلا حماية ولا رقابة).
وأضاف قاسم: في عام 2013 وعدنا الاتحاد الأوروبي بمبلغ 26 مليون يورو (أي ما يعادل 30 مليون دولار أمريكي) كل عام لتوفير الإمكانيات المطلوبة من قبل حرس السواحل ولكن بسبب الحرب الأهلية تدهورت الأوضاع ولم نر شيئا من المال).
وقال إنه بدلا من ذلك اضطر حرس السواحل إلى الاعتماد على الصيادين المحليين الذين خرجوا إلى البحر سعيا منهم للمساعدة قدر ما يمكنهم وبمبادرات شخصية.
وبادر الاتحاد الأوروبي إلى عقد سلسلة من الاجتماعات حول تدفق اللاجئين والمهاجرين ولكنه فشل حتى الآن في الاتفاق على حل مشترك.
وكانت هناك بعض المقترحات الخلافية التي أعلن عنها في وقت مبكر من العام التي كانت ترى ضرورة أن يشن الاتحاد الأوروبي حملة عسكرية على المهربين في ليبيا إلا أن التعقيدات المتعلقة بتفصيلات الخطة أدت في نهاية المطاف إلى صرف الأنظار عنها.
ويشير الشلل الذي يعاني منه سلاح البحرية الليبي المحصور داخل القاعدة البحرية إلى عدم قدرة ليبيا على عمل شيء بمفردها فالقاعدة البحرية تكاد تغرق في ظلام دامس بشكل شبه دائم بسبب الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي بينما يجلس العاملون فيها الذين لا يتجاوز عددهم العشرة بلا حول لهم ولا قوة أمام البحر.
منقذو أرواح اللاجئين
ورافق موقع (ميدل إيست آي) أحد البحارة ويدعى محمد وهو من الذين يحاولون جاهدين إنقاذ من لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى المياه الأوروبية. ويخرج هو وأفراد طاقمه إلى البحر بحثا عن ناجين في كبد الليل دون أنوار ودون مناظير ليلية ودون رادار أيضا.
يقول محمد: (ليست لدينا إمكانيات ولذلك لا نملك سوى الثقة بحواسنا).
وقال الموقع: (لقد تعلم محمد عبر السنين أن يدبر أموره فما أن يدخل عرض البحر حتى يجلس على حافة القارب ويسترق السمع عله يستدل على قوارب أو بشر).
وقال محمد: (يطلق المهربون قواربهم في العادة ليلا قاربا بعد آخر. والمشكلة التي تواجهنا أننا حينما نعترض قاربا من هذه القوارب فإننا لا نجد مكانا نؤوي فيه اللاجئين. في إحدى الليالي قبل وقت ليس بالبعيد اعترضنا قاربا وكان هناك قارب آخر من ورائه).
وتابع: (كان في كل واحد منهما ما يقرب من 100 أو 120 إنسانا. لم تكن لدي الإمكانية إلا لسحب واحد منهما فتركت الأول لأنه بدا لي في حالة أفضل. رأيت أن أجر القارب الثاني لأنه بدا لي مهددا بالغرق وبالتنفيس ولكني عندما نظرت في وجوه النساء والأطفال وجدتهم مرعوبين ومحبطين. وأسوأ ما في الأمر على الإطلاق أننا مضطرون للخروج بسلاحنا خشية أن يهددنا المهربون).
ويقول محمد إنه هو وأفراد طاقمه يضطرون لمواجهة كافة أشكال النشاطات الإجرامية التي يقوم بها مهربو الوقود والسجائر والبشر.
وأضاف: (عرضت علي وظيفة جديدة براتب أفضل. فهنا ليست الموارد هي التي أصبحت شحيحة فقط وإنما كذلك المال وبتنا نخشى أنهم بقدر قليل لن يستمروا في دفع رواتبنا. ولكني لا أشعر بالرغبة في ترك عملي. لم أترك عملا هو في الأصل إنقاذ للأرواح؟) على حد تعبيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.