ضيق الوقت وحرارة الأفران من بين الحجج سيدات يهجرن المطابخ في عز رمضان * الأطباق الجاهزة أحسن بديل حسبهن المطبخ الجزائري له ميزة خاصة نظرا لتنوعه وثرائه فكل منطقة في ربوع الوطن تشتهر بأطباق خاصة تميزها عن المناطق الاخرى كما يعتبر شهر رمضان فرصة لا تعوض للكثير من النساء الجزائريات حتى يظهرن مدى براعتهن في الطبخ إلا أن البعض منهن يتخوفن كثيرا من دخول المطبخ بسبب الحرارة التي تتضاعف بتشغيل الأفران وهناك من يتحججن بضيق الوقت بسبب وظائفهن لذلك تلجأ العديد من ربات البيوت إلى اقتناء الأطباق الجاهزة من السوق عوض طبخها في البيت.
عتيقة مغوفل يكون لشهر رمضان طعم خاص عندما يدخل الإنسان لبيته ويشم رائحة الأكل تنبعث من مطبخه إلا أنه وللأسف هناك بعض البيوت التي تنقصها تلك الرائحة أو أنها تنعدم فيها تماما وذلك بسبب كسل النساء والتذرع بحجج واهية من أجل التهرب من الطبخ. المائدة الرمضانية آخر اهتماماتها منذ أن خرجت المرأة إلى سوق العمل تغيرت العديد من الأمور في الأسرة الجزائرية كاعتماد المربيات في تربية الأطفال عوض حضن الأم وغيرها ومن بين الأمور التي طرأت عليها العديد من التغييرات خلال الشهر الفضيل الموائد الرمضانية فبعدما كانت تعرف هذه الأخيرة تنوعا كبيرا بتفنن النسوة في إعداد الأطباق تراجعت تلك العادة ومن بين النساء اللواتي غيرت قائمة أكل أسرتها في رمضان السيدة حورية متزوجة وأم لثلاثة أطفال هذه الأخيرة تشغل منصبا هاما في إحدى المؤسسات الوطنية وهو الأمر الذي جعلها تغلّب حياتها المهنية كثيرا على حياتها الأسرية ومن بين آخر اهتماماتها المائدة الرمضانية وحسبما أخبرتنا به السيدة حورية فإنها وبعدما تنهي عملها وتعود لبيتها تكون منهكة للغاية من ضغط العمل والصيام لذلك قررت ومنذ اليوم الأول من شهر رمضان أن لا تطبخ الطبق الثاني وتقوم بشراء أطباق جاهزة من السوق وتكتفي فقط بتسخينها وتقديمها لأبنائها وزوجها بل أبعد من ذلك فقد أكدت لنا السيدة حورية أنها تشتري حتى البوراك الجاهز وكلما تقوم به هي في البيت تحضير الشربة مرة كل ثلاثة أيام كما أنها تحضر السلطة وتقلي البوراك بصفة يومية كلام السيدة حورية جعلنا نصاب بالفضول حتى نعرف رأي زوجها فيما تقوم به فأجابتنا أن زوجها إنسان متفهم ويقدر ظروفها جيدا لذلك لا يضيق الخناق عليها ولا يجبرها أن تحضر له الأكل بصفة يومية. لا تستطيع احتمال حرارة الأفران ولكن وعلى ما يبدو فإن السيدةحورية ليست الوحيدة التي تتكاسل عن الطبخ خلال شهر رمضان وتفضل اللجوء إلى الأطباق الجاهزة في الأسواق بل غيرها من السيدات كثيرات من بينهنَ السيدة فضيلة هذه الأخيرة أم لأربعة أطفال ولكنها على خلاف سابقتها ماكثة في البيت ومع ذلك تتكاسل عن الطبخ وتجهيز أشهى المأكولات لزوجها حجتها في ذلكأنها لا تستطيع البقاء طويلا في المطبخ لأنها لا تحتمل ارتفاع درجات الحرارة بسبب حرارة الفرن وأن بقيت لمدة طويلة فإنها ستعطش كثيرا ولا تستطيع مواصلة الصيام إلى غاية حلول وقت أذان المغرب بالإضافة إلى هذا فقد تحججت السيدة فضيلة أيضا بضيق وقتها لأنها منهمكة طوال النهار بتربية أولادها خصوصا أن جميع أبنائها صغار في السن وأصغرهم رضيع يبلغ من العمر8 أشهر وحسبها فإنه كثير البكاء ويبكي طوال اليوم لذلك تضطر لحمله دائما وهي الأمور التي تجعلها لا تجد الوقت الكافي من أجل الدخول إلى المطبخ والتنويع في المأكولات فهي تحضر الشربة والسلطة فقط أما الطبق الثاني تقوم باقتنائه جاهزا من السوق وفي بعض المرات يحضر زوجها بعض أنواع الأسماك التي تقوم فيما بعد بقليها فقط.
رأي الرجال بعد أن عرفنا حجج النساء في لجوء الكثير منهنَ إلى اقتناء الأطباق الجاهزة كبديل أردنا أن نعرف رأي الرجال في الموضوع على اعتبار أن العنصر الرجالي هو من يشترط أحسن المأكولات أيام الصيام وكان أول من سألناه السيد يوسف المتزوج حديثا والذي عبر لنا عن رفضه التام والمطلق لمثل هذه التصرفات وأخبرنا أنه يفضل خلال شهر رمضان أن تقوم زوجته بالطبخ له وتنويع الأكل من أجله لأنه شخص أكول بطبيعته وقد عارض جملة وتفصيلا فكرة اقتناء الأكل الجاهز من السوق. وهناك من الرجال من رضخوا للأمر الواقع من بين هؤلاء الرجال السيد بدرالدين هذا الأخير متزوج وأب لطفلين أخبرنا أن زوجته امرأة عاملة وهو يشفق عليها كثيرا لأنه يعلم أنها تتعب كثيرا في عملها بالإضافة إلى هذا فإن لديها الكثير من الأعباء المنزلية لذلك هو لايعارض فكرة أن لا تطبخ له وتقتني الأكل الجاهز من السوق فالمهم عنده أن يجد أكلا وقت الإفطار فقط.