تاريخ اتحاد الجزائر (الحلقة الثامنة)

مطلع القرن الجديد ... الاتحاد بالقوة الرابعة
سنتعرف في حلقة اليوم عن مسار فريق الاتحاد في الفترة الممتدة مابين 2001/ 2004 و2005 وهي الفترة التي استطاع فيها فريق الاتحاد أن يبسط سيطرته بحصوله على العديد من الألقاب والكؤوس لكن على الصعيد القاري بقي يراوح مكانه حيث لم يتمكن ولو مرة واحدة من بلوغ المربع الذهبي وهو ما سنتعرف عليه حالا في حلقة هذا العدد والتي نبدأها من موسم 2001 / 2002.
2002/2001
البطولة الثالثة بامتياز
كما كان منتظرا احتفظ رئيس اتحاد العاصمة في موسم 2001/2002 بالمدرب نور الدين سعدي بعد حصوله على كأس الجزائر ولإعطاء قوة إضافية للفريق دعم الرئيس عليق تشكيلة الفريق بالكثير من الأسماء الرنانة خاصة بعد أن وضع عليق الفوز بلقب البطولة الوطنية والاحتفاظ بكأس الجزائر ومن بين الأسماء التي استقدمها عليق نذكر منها كل من هدّاف بطولة الموسم المنقضي 2000/2001 يسعد بورحلي من وف اق سطيف ووحيد فتاحين من شباب بلوزداد بن شرفي من جمعية وهران والحارس فراجي من نادي الرغاية وحمادو من شباب برج منايل.
وإضافة إلى العناصر المستقدمة احتفظ عليق بكوادر الفريق وفي مقدمتهم بلال دزيري ومفتاح محيي الدين وحسين اشيو لكن بالرغم من كل هاته الأسماء إلا أن قطار الاتحاد انحرف عن المسار الذي كان يتمناه عليق الأمر الذي دفعه بالاستغناء عن المدرب نور الدين سعدي وتم تعويضه باللاعب الدولي السابق علي فرقاني هذا التعيين كان له الأثر الإيجابي على قطار الفريق الذي عاد إلى سكته الصحيحة وفي ظرف قياسي راح زملاء بلال دزيري يسجلون الانتصار تلوى الآخر لكن في خضم هاته الانتصارات خسر الفريق كاس الجزائر أمام جاره شباب بلوزداد في الدور ال16 بسقوطه في ضربات الجزاء بعد انتهاء 20 دقيقة من اللعب بهدف لمثله.
وبالرغم من هذا الإقصاء إلا إن الرئيس سعيد عليق وعكس كل التوقعات التي رشحته بإبعاد علي فرقاني فضل الاحتفاظ به إلى غاية الموسم حفاظا على تلاحم الفريق لينهي الموسم في المركز الأول برصيد 57 ويتوج بثالث بطولة وطنية في تاريخه.
التشكيلة الأساسية المتوجة بلقب البطولة الوطنية هي: مزاير فتاحين حمداني مفتاح زغدود جحنين غازي دزيري بن شرفي عشيو بورحلي.
للإشارة أن كأس الجزائر خلال تلك السنة توج بها فريق وداد تلمسان بفوزه في المباراة النهاية على الجار مولودية وهران بضربات الجزائر بملعب عنابة.
وقبل إن ننتقل إلى الموسم الموالي نتوقف مع مسار الاتحاد في منافسة كاس الكؤوس الإفريقية حيث خسر ورقة الترشح إلى المباراة النهائية بشكل غريب أمام الوداد البيضاوي المغربي فبعد تعادل الفريقين بدون أهداف بمدينة الدار البيضاء جاءت مباراة العودة التي احتضنها ملعب الرويبة الجديد عكس طموحات أنصار الفريق العاصمي وأمام دهشة الجميع استطاع الفريق المغربي بقيادة اللاعب الدولي المغربي المتألق مستودع من فرض التعادل الإيجابي هدفين لمثلهما تعادل حرم الاتحاد من بلوغ لأول مره المباراة النهائية في المنافسات القارية.
2002 / 2003
الثنائية التاريخية
بعد أن استعصى على الاتحاد الفوز بالثنائية جاء موسم 2002/2003 ليحقق ذلك في موسم وصف بالتاريخي وهو ما سنتعرف عليه حالا.
قبل انطلاقة الموسم الكروي 2002/2003 تدعمت تشكيلة الاتحاد بالعديد من الأسماء نذكر منه كل من عريبي من شباب باتنة وعودة من منصف ويشاوي وعمار عمور من جمعية وهران لكن بالمقابل سجل رحيل العديد من الأسماء في مقدمتها القائد فيصل حمداني إلى وداد بوفاريك فريق مسقط رأسه.
أما بخصوص العارضة الفنية فقد قرر سعيد عليق الاحتفاظ بعلي فرقاني مع تدعيمه بالمدرب عزالدين ايت جودي لكن وبعد الصفعة القوية التي تعرض لها فريق الاتحاد في نصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية بخروجه أمام الوداد البيضاوي المغربي قرر عليق إقالة علي فرقاني وتعويضه بأيت جودي الذي التحق به بعد ذلك المدرب بوعلام شارف.
بالرغم من كل هاته التغييرات على مستوى العارضة الفنية إلا أن تائج الاتحاد في المنافسات المحلية تواصلت بكل قوة فلم يسلم أي فريق من مخالب زملاء بلال دزيري حيث تمكن من التتويج بالثنائية (البطولة الوطنية وكأس الجزائر).
في البطولة الوطنية أنهى الاتحاد الموسم في المركز الأول برصيد 58 نقطة وبعدها ببضع أيام أضاف الاتحاد كاس الجزائر إلى رصيده بفوزه في المباراة النهاية على الجار شباب بلوزداد بهدفين لهدف بفضل الهدف القاتل.
كما سبق الذكر قابل اتحاد العاصمة في الدور النهائي جاره شباب بلوزداد وجرى يوم 12 جوان 2003 واحتضنه ملعب تشاكر بمدينة البليدة وهو ثاني نهائي يخوضه فريق الاتحاد خارج الجزائر العاصمة بعد نهائي 1981 الذي توج به على حساب جمعية وهران بملعب 24 فيفري بمدينة سيدي بلعباس بهدفين لهدف.
وشاءت الصدف أن تلك النتيجة تكررت في هذا النهائي وبنفس الشاكلة تقريبا الوقت الإضافي الاختلاف الوحيد أن النهائي الأول سنة 1981 لعب كاملا 120 دقيقة أما هذا النهائي فكتب له القدر أن يلعب في 117 دقيقة على اعتبار أن في تلك الفترة كان يطبق فيه الهدف الذهبي الفريق الذي يسجل في الوقت الإضافي يعتبر فائزا.
جرت المباراة النهائية تحت درجة حرارة مرتفعة جدا أكثر من 40 درجة مئوية ومما اثر على أداء اللاعبين أن المباراة انطلقت على الساعة الرابعة بعد الزوال في عز درجة الحرارة اللقاء الذي أداره الحكم الدولي بربار الاتحاد كان السباق إلى التسجيل بواسطة طارق غول وفي الدقيقة ال56 عدل للشباب روايغية وعلى وقع هدف لمثله انتهى الوقت الرسمي ليلجا الفريقين إلى الوقت الإضافي الذي حسمه زملاء هشام مزاير لمصلحتهم بهدفين لهدف بفضل الهدف الذي سجله اللاعب منصف ويشاوي قبل ثلاث دقائق من صافرة النهاية وفور تسجيل هذا الهدف انتهت هاته المواجهة بتتويج فريق الاتحاد التتويج رقم ستة عادل به رقم وفاق سطيف.
لعب الاتحاد المباراة النهائية بالأسماء التالية: مزاير هشام عريبي سليم طارق غول محيي الدين مفتاح منير زغدود فريد جحنين كريم غازي بلال دزيري حسين عشيو عمار عمور أسعد بورحلي ويشاوي
2003 / 2004
النجمة السابعة
بالرغم من حصوله على الثنائية إلا إن رئيس الفريق فضل تعيين المدرب مراد عبد الوهاب (رحمه الله) وقد باشر الاتحاد استعداداته للموسم الكروي 2004/2005 مبكرا كونه كان معنيا بمنافسة دوري أبطال إفريقيا ببلوغه دور المجموعات وهي المنافسة التي بلغ فيها المربع الذهبي بعد إن حل أولا في مجموعته لكن الحظ خانه لبلوغ المرة الأولى الدور النهائي بخروجه على يد انيمبا النيجيري بفارق الأهداف تعادل إيجابي في الجزائر هدفين لمثلهما وتعادل سلبي في نيجيريا تعادل كان بمثابة الخسارة فرج الاتحاد من الدور نصف النهائي وهو الذي راهن ببلوغ النهائي ولما لا الفوز بالكأس الغالية التي توج بها للتذكير بصيغتها الجديدة إلا فريق وفاق سطيف خلال شهر نوفمبر الماضي على حساب فيتا كلوب من جمهورية الكونغو.
قبل انطلاقة الموسم الكروي 2004/2005 دعم فريق الاتحاد صفوفه بالعديد من الأسماء الكبيرة منها لاعبين افريقيين حميدو بالبون من نادي النجم الساطع البوركينابي والمالي مامادو ديالو من مركز ساليف كايتا المالي بالمقابل سجل ذهاب بعض الأسماء منها كريم غازي إلى الترجي الرياضي التونسي.
إذا كان الاتحاد قد خسر لقب البطولة الوطنية لفريق شبيبة القبائل بعد إن حل لفي المركز الثاني برصيد 58 نقطة إلا إن زملاء حسين مترف اللاعب الحالي في فريق النصرية استطاعو تعويض هذا الإخفاق بحصولهم على كاس الجزائر بفوزه في المباراة النهائية على شبيبة القبائل بضربات الجزاء.
كرس اتحاد العاصمة قوته في كاس الجزائر بفوزه بالكأس السابعة يوم 5 جويلية وبملعب 5 جويلية 2004 بحضور حوالي 60 ألف متفرج المباراة التي قادها الحكم الدولي بنوزة لم يفصل عن اسم الفائز إلا بضربات الترجيح بعد انتهاء 120 دقيقة من اللعب دون أهداف وبات اتحاد العاصمة أول فريق يفوز بسبع كؤوس وطنية متقدما بكاس واحدة عن وفاق سطيف وهو التتويج السابع على التولي لفريق الاتحاد بعد خسر سبع نهائيات متتالية سبق وان تعرفنا عليها في حلقات سابقة.
على الصعيد القاري أقصي اتحاد العاصمة في دور المجموعات لدوري الابطال بعد أن حل ثالثا في المجموعة الثالثة بسبع نقاط فقط.
2004 / 2005
اللقب الخامس
فور انتهاء موسم 2003/2004 قرر رئيس الفريق سعيد عليق إقالة المدرب مراد عبد الوهاب رحمه الله وتم تعويضه بنورالدين سعدي بمساعدة مصطفى اكسوح فيما تم تعيين برانسي مدربا لحراس المرمى.
من بين اللاعبين الذين دعموا تشكيلة الاتحاد في هذا الموسم نخص بالذكر كل من حدو مولاي من مولودية وهران علي حاجي من جمعية الشلف بن حسان من شباب باتنة بصغير من غالي معسكر وبلخير من شبيبة القبائل والكاميروني دون إن ننسى الإفريقي دوغوري.
بالمقابل تم الاستغناء عن خدمات كل من طارق غول المنتقل إلى اتحاد البليدة ورفيق دغيش الذي بقي بدون فريق ونازف المنتقل إلى شبيبة بجاية وبالبون المنتقل إلى جمعية الشلف وبن حسان الذي عاد فيما بعد إلى شباب باتنة وديالو المنتقل إلى نادي نانت الفرنسي.
سجل اتحاد العاصمة خلال هذا الموس انطلاقة سهمية بتسجيله لعدة انتصارات لم يجد زملاء عمار عمور ادنى صعوبة في قيادة قطار الاتحاد إلى بر الأمان ومما زاد في قوة الاتحاد انضمام كل من اينيرامو من الترجي التونسي وبلملاط من شبيبة بجاية على شكل إعادة مع عودة غازي من الترجي التونسي بعد تجربة احترافية فاشلة.
كل هاته العناصر زادت من صلابة الفريق فكتان من البديهي إن يتوج بلقب البطولة الوطنية الخامس في تاريخه بفارق لا يحتاج إلى تعليق 13 نقطة عن صاحب حامل اللقب شبيبة القبائل.
لكن بالرغم من القوة الضاربة للفريق في البطولة إلا انه خرج في الدور الأول (ال32 ) من منافسة ألكاس أمام مولودية وهران بنتيجة هدفين لصفر في مباراة احتضنها ملعب الشهيد بومزراق بمدينة الشلف.
وعلى ذكر مدينة الشلف فقد احتفل سكانها الصغير والكبير في صائفة 2005 بتتويج فريقها الجمعية بأول كاس للجزائر على حساب اتحاد سطيف بهدف دون رد وقعه اللاعب مسعود .
في المنافسات القارية توقفت مسيرة الاتحاد في دوري الأبطال في الدور ثمن النهائي أمام الأهلي المصري بخسارته بملعب عمر حمادي ببولوغين بهدف لصفر وقعه اللاعب بركات في الدقيقة الخامسة فيما انتهت مباراة العودة في القاهرة بهدفين لمثلهما سجلهما للاتحاد اشيو في الدقيقة ال41 وحمدود في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب من اللقاء سجل للأهلي الحارس عبدوني ضد مرماه في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول وعماد متعب في الدقيقة ال55. لينتقل فريق الاتحاد إلى منافسة كاس الكاف .
أوقعت قرعة الدور ثمن النهائي لكاس الكاف مكرر فريق اتحاد العاصمة أمام نادي المرسى التونسي مباراة الذهاب التي جرت بالمرسى انتهت بالتعادل هدف لمثله سجل للاتحاد دوغوري في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول وعدل للفريق المحلي اللاعب حيرش في الدقيقة ال64 تعادل وضع الاتحاد قاب قوسين أو أدنى لبلوغ دور المجموعات لكون زملاء اشيو كان يكفيهم التعادل السلبي لمواصلة المنغمرة الإفريقية.
لكن هذا لم يحدث في مباراة العودة بعد سقوط الاتحاد بضربات الجزاء بعد انتهاء المباراة بنفس نتيجة لقاء الذهاب هدف لمثله في مباراة احتضنها ملعب 5 جويلية التونسيون تقدموا في النتيجة بواسطة غزواني في الدقيقة ال38 وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة عدل لاعب الاتحاد حسين آشيو النتيجة فرحة لاعبي الاتحاد بهدف التعادل تبخرت في ضربات الجزاء التي ابتسمت لنادي المرسى التونسي.
تطالعون في الحلقة المقبلة:
دوام الحال من المحال ... ذلك الذي سنتعرف عليه في الحلقة المقبلة... فانتظروني أنا كريم مادي صبيحة يوم غد بإذن الله تعالى مع حلقة جديدة من حلقات فريق الاتحاد.