في الوقت الذي لا تبدو فيه أي مؤشرات على أن الطلب على النفط سيخرج قريباً من النفق المظلم الذي دخل فيه منذ عام 2014 يرسم خبراء الطاقة صورة مختلفة تماماً لتجارة الغاز المسال خلال العقد المقبل وما بعد عام 2030 علما أن الجزائر تعد من البلدان المتخصصة في هذه التجارة ولو أن إنتاجها مهدد بالانكماش في آفاق 2030 ويعتبر تصدير الغاز مصدرا مهما جدا لإنعاش خزينة الجزائر التي تعاني تبعات تراجع أسعار البترول. في هذا الصدد رسمت مجموعة سيدا غاز الفرنسية لأبحاث الغاز في أحدث تقرير صورة وردية لتجارة الغاز الطبيعي المسال خلال العشرين عاماً المقبلة. وتوقعت المجموعة الفرنسية في تقريرها أن يختفي فائض الإمدادات الحالية في سوق الغاز المسال خلال الأعوام الخمسة المقبلة وتبدأ السوق في مواجهة النقص في الإمدادات بسبب الطلب الآسيوي القوي المتوقع على الغاز الطبيعي خلال العقد المقبل وعقد الثلاثينيات خاصة الطلب المتوقع من الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وحسب التقرير فإن العالم سيكون بحاجة إلى مشروعات جديدة بحلول منتصف العقد المقبل لسد النقص المقدر أن يبلغ ضعف حجم الإنتاج الحالي بحلول العام 2035. كما توقع التقرير أن تعاني العديد من الدول المنتجة للغاز المسال انكماشاً في الإنتاج بنهاية العقد المقبل أي حتى عام 2030. وذكر من بين هذه الدول الجزائر وإندونيسيا وماليزيا وحتى أستراليا التي دخلت حديثاً مجال تصدير الغاز المسال. مشيراً إلى أن العالم سيكون بحاجة إلى مشاريع جديدة في الغاز المسال تقدر سعتها الإنتاجية بحوالى 154 مليون طن لملاحقة الطلب المتزايد.