بقلم: سميرة بيطام* تتعدد أوجه المنافسة من فكرة لأخرى ومن عقل لأخر ومن جنس لآخر لسنا نريد من خريطة العمل والجد والتحدي سوى تحقيق النجاح وتلميح الآفاق لجيل يكبر يوما بعد يوم لكنه يجهل تماما توابع المغامرة منه جيل فاقد للثقة حتى في مربيه وفي موجهيه لأنه لم يلب بعد كماليات طموحه يريد العيش أي نعم لكنه لا يعرف كيف والى أين يريد الوصول الآباء يريدون نسخ شخصياتهم في أبنائهم والأبناء يرفضون كون نسق التربية القديمة للوالدين لا يغطي الحاجة فيهم للنمو والتطور جاهلين أن غرور التفوق بتكنولوجيا حالمة تصنع من العالم الافتراضي منعزلا لهم عن الحقيقة التي قد تصدم بجدرانها أفكار هذا الجيل الذي عليه أن يحلم ولا أحد يوقف أحلامه مهما ناله من الخطر لأنه في حقيقته ليس يبالي بهذا الخطر ظنا منه أنه متفوق حينما غامر بأن يخرق الحدود الجغرافية عبر قوارب توصله الى مبتغاه. ما رأي الآباء المتنازلين عن المسؤولية بل الغائبين عن قول الحقيقة لأبنائهم من أن الخطر يظل قائما؟ أم أنه تعب من مطاردة فلذة كبده في أن يجلبه اليه وينال صداقته؟ قد يكون الآباء هنا غير مثقفين كفاية لأن يصنعوا من ابنائهم جيلا يعول عليه في المستقبل أو على الأقل بإمكانه ان يفرق بين الحلال والحرام حتى الأمهات تعبن من الوصاية على بناتهن من ابداء الرأي في الملبس وتسريحة الشعر هل بتلك الاستقالة الجماعية للآباء والأمهات يصبح طموح الأبناء في خطر؟ ومن المخطئ هنا من الجزائريين سواء مربين أو تجار أو اساتذة أو أطباء؟ والكل تقريبا يلاحظ عليه الاستقالة الجماعية من تولي مسؤولية الضمير الحي ثم لما أضحى الضمير منفصلا عن الروح فلا يسمع انين مشتكى ولا يمسح عرق المجد في خضم المنافسة الشريفة لنيل مرضاة الله عز وجل؟ ولما لا يعد يحسب حساب لدعوة المظلوم وهو مكلوب في ألمه؟ هل لان العقل الجزائري تعب ومل من سيناريو المطالبة بالجد والصرامة والاستقامة وهي مفقودة حتى لدى النخبة؟ ما السر في تقدم الأبناء مراتب الطموح بلا سلاح ولا عدة والاباء يتراجعون في السيطرة على فرار فلذات أكبادهم من عمق الأزمة ازمة الشغل والزواج؟. لا اعتقد بجدارة الاباء والآمهات في احتواء ظاهرة التمرد لدى الأبناء لأنهم باختصار وجدوا في العولمة المفر والمقر من روتين التربية العادي هو جيل يحلم بطموح مغاير تماما لطوح الاباء والأمهات هو طموح يضفي على العقل الجزائري صفة حب استكشاف العالم الآخر عالم النظام والسرعة والبديهة وتوفير المال بأقل من جهد للتفكير أو تكليف ولو أني أرى في حب الاستطلاع هذا ارادة تخبىء ورائها حب الفضول والتجريب فهل تعتبر رقابة الاباء والأمهات ضرورية لجيل اليوم؟. تحضرني دردشة مع أحد الموظفين الصغار الذي اقر لي انه يحاول جمع المال لوالدته ومن ثم الهجرة بعد ان يترك لها رسالة وداع أعجبت بحب تحمل المسؤولية لدى هذا الشاب الذي لم يريد تحميل الأم عناء الحاجة ولكن انتابني شعور بالعطف عليه لأنه يريد الهروب من الواقع بأي ثمن أين هو توازن المعادلة هنا : معادلة البر وتحمل المسؤولية في كفة والفرار لصنع المستقبل في بلاد اخرى مهما كانت العراقيل والمخاطر في كفة أخرى؟. لا عجب أن الطموح الجزائري عملاق في جانب وهو الشعور بالرجولة قبل الأوان لدى بعض أفراد هذا الجيل المطيع أحيانا ربما لن نجد مثل هذه المسؤولية في جيل بلد آخر ربما الطموح الجزائري يحب المغامرة وتحقيق الذات بعيدا عن خوف الآباء والأمهات ولو بنصيب من دعاء الأمهات في الصلاة يقيهم شر الاخفاق. هو طموح جزائري عملاق أحي فيه روح المسؤولية وأخشى عليه من ضياع الأحلام وسط أمواج البحار الغادرة وتوقيفا على الحدود لفحص التأشيرات الغير قانونية فمهلا أيها الطموح الجزائري لا تفكر في الهروب من واقع تظنه مخيبا لآمالك فلربما أضحى هذا الواقع أرحم من خدمة العمالة واستغلال الطاقة الجزائرية التي أغار عليها كثيرا ان هي أهدرت على أرض أخرى بغير أرض الجزائر.فمهلا على طموحك ايها الشاب وان عزمت فأتقن تحقيق الهدف بأقل أضرار على نفسك وعلى بلدك لأنها ستفتقد الى ارادة فذة ليست تلدها حرائر ما عدا حرائر الجزائر. * كلية الحقوق بن يوسف بن خدة _الجزائر1- هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته