تناولت الصحف البريطانية الصادرة أمس الأربعاء الهجوم الإسرائيلي على سفن »أسطول الحرية« لكسر الحصار على قطاع غزة الاثنين واستشهاد 19 متضامنا، وتداعيات النهاية الدموية على مستقبل عملية السلام والأوضاع الداخلية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن منظمي قافلة الإغاثة البحرية حققوا انتصارا لم يكونوا يتوقعوه. وقال باتريك كوكبيرن الكاتب في صحيفة »الاندبندنت« البريطانية إن الحملة الاعلامية التي قامت بها إسرائيل للدفاع عن العملية الإسرائيلية ضد القافلة أثارت نزعة التشكيك لدى الإسرائيليين بقدرات الجنرالات والساسة الإسرائيليين، ولذلك يشعرون الآن بالحيرة والدهشة وهم يرون أن جميع الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل خلال هذه العقود انتهت بالفشل ودون تحقيق مكاسب سياسية منذ حرب أكتوبر 1973 انتهاء بالهجوم على سفن قافلة الحرية. وأضاف الكاتب: »إن المواجهة الإسرائيلية مع منظمي القافلة انتهت بنصر لم يكن يحلم به هؤلاء إذ أصبح الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في مركز اهتمام العالم وتزايدت الدعوات الدولية لإنهائه بعد تراجع اهتمام العالم به مؤخرا«. وأشار إلى »أن الهجوم أدى إلى زيادة توتر العلاقة بين إسرائيل وتركيا إلى درجة يصعب إصلاحها وعززت موقع حركة حماس التي تدعي إسرائيل أن الحصار يهدف إلى إضعافها«. لكن المشكلة الحقيقية حسب الكاتب: »أن لا أحد يصدق الدعاية الإسرائيلية كما يصدقها الإسرائيليون حيث يظهر المسؤولون الإسرائيليون على شاشات محطات التلفزة وهم يتحدثون دون تلعثم لكن الواقع أن حملات العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل هي أكبر مكامن ضعفها لأنها تشوه إحساسها بالواقع حينما يتم تصوير الهزائم والفشل وكأنها انتصارات ونجاحات«. وتناولت »الغارديان« البريطانية من جانبها تداعيات الهجوم على القافلة وتساءلت بعد الهجوم »هل سيتغير شيء على أرض الواقع أم أن النسيان سيطوى ذكرى القتلى الذين سقطوا وهم يسعون إلى فك الحصار عن غزة كما طوى النسيان مقتل راشيل كوري وتوم هاريندال وجيمس ميلر؟«. وأشارت الصحيفة إلى أن »الدلائل الأولية مثيرة لليأس ولا تبشر كثيرًا فالمبادرة المصرية لفتح معبر رفح للأغراض الإنسانية مبادرة ذات أهداف سياسية لأن ما تحتاجه غزة ليس المساعدات الإنسانية فقط بل ما حملته السفن من مواد مثل الحديد والإسمنت ليتمكن سكان غزة من إعادة إعمار المنازل التي دمرتها الآلة العسكرية الاسرائيلية خلال الحرب الاسرائيلية الأخيرة على القطاع«. وتحدثت الصحيفة عن موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مشروع البيان الذي تقدمت به تركيا إلى مجلس الأمن ويدعو إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي الذي يمثل انتهاكا للقانون الدولي ويطالب بإجراء تحقيق مستقل تقوم به الأممالمتحدة وتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة. واختتم الصحيفة »ماذا فعلت إدارة أوباما الذي وعد بفتح صفحة جديدة مع شعوب الشرق الأوسط؟، لقد عادت إلى أسلوبها القديم عبر الالتفاف على المطالب التركية العادلة وتغيير نص المشروع بحيث تم استبدال عملية إطلاق النار بكلمة »أعمال؟« وتوزيع المسؤولية عما جرى بين النشطاء وإسرائيل«. ومن جانبها، قالت صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية إن الولاياتالمتحدة »أصبحت ممزقة بين حلفائها في الشرق الأوسط«، مشيرة إلى أنها »تسعى لتهدئة الحليف التركي وعدم إدانة الحليف الإسرائيلي« عقب الهجوم على أسطول الحرية. وأضافت الصحيفة أن التوتر الإسرائيلي التركي قام بتعقيد الدور الأمريكي في المنطقة، مما دفع وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الكشف عن »جهود مصالحة تقوم بها بين الطرفين« في حين اعتبر وزير الخارجية التركي أن الولاياتالمتحدة تأخرت كثيرا لإصدار رد فعلها في حين كان يجب عليها »أن تقف مع الحق ضد الباطل وليس أن تناصر إسرائيل«، على حد تعبيره.