أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، أن المسار القانوني والدولي مهم وحيوي ولكن يجب أن يتسع ليلاحق الكيان الصهيوني ورموزه في كل مكان باعتبارهم مجرمي حرب. شدّد حمدان في تصريح صحافي أدلى به تزامنا مع انطلاق جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية بلاهاي بشأن حظر الاحتلال الصهيوني للوكالة الاممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن تفعل الفصول والمواد والقرارات ذات الطابع الإجرائي والعاجل لإلزام الاحتلال بفصل المسار الإنساني عن باقي المسارات الميدانية واحترام المواثيق والأعراف الدولية وإنقاذ القطاع من المجاعة التي تتهددهم. وقال إن "هذا الكيان يتصرف كدولة مارقة فوق القانون ويستعمل التجويع الجماعي سلاحاً للعقاب بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة وارتكب خلال 17 شهراً الماضية مئات الجرائم الموصوفة بالقانون الدولية"، مضيفا أنه "اتخذ كل من مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية قرارات بحقّ الكيان لوقف الجرائم المتواصلة دون أن يلقي اعتبارا لأي أعراف ومواثيق أو قوانين دولية". واعتبر "هذا الاستخفاف بالقانون والمنتظم الدولي ما كان ليكون لولا اطمئنان الاحتلال بأن قرارات ناجزة وإجراءات رادعة لن تتخذ بحقه وأن الإدارة الأمريكية ستواصل تعطيل المجلس والمحكمة ومنعها من القيام بدورها". ورحّبت "حماس" في بيان لها بانعقاد جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية لمناقشة التزامات الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وتجاه الأممالمتحدة ووكالاتها وهيئاتها العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتؤكد أهمية هذه المداولات كخطوة نحو محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة. وأبرزت المحكمة، عبر مداولاتها، خطورة منع دخول المساعدات الإنسانية باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وفضحت استخدام الاحتلال للتجويع كأداة حرب ضد المدنيين في جريمة موثّقة تستوجب موقفًا دوليًا حازمًا. وهو ما جعل "حماس" تؤكد ضرورة متابعة قرارات وتدابير المحكمة السابقة، التي تجاهلها الاحتلال بشكل متعمد، عبر استمراره في جريمة الإبادة الجماعية وتصعيده لسياسات الحصار والتجويع واستهداف البنية التحتية والحياة المدنية. وأكدت أن المجتمع الدولي، بمؤسساته القانونية والحقوقية، مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وتجاوز مرحلة الإدانات اللفظية إلى خطوات عملية تُفضي إلى محاسبة الاحتلال ووقف جرائمه وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بما يضمن تحقيق العدالة وصون مبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. تراجع خطير في المخزونات الغذائية والطبية الإبادة الصهيونية تستمر في غزة تستمر المشاهد الدامية التي تفوح منها رائحة الموت من كل مكان ويقضي فيها الصغار والكبار جوعا، ويبقى جرح غزة ينزف بكثافة ولا يزال الاحتلال الصهيوني يدك القطاع بقنابله وصواريخه الفتاكة ويفرض حصاره المطبق الذي يحرم الجميع دون استثناء من أبسط متطلّبات العيش من ماء ودواء وغذاء. وصل مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، ما لا يقل عن 51 شهيدا منهم شهيد تمّ انتشال جثته من تحت الأنقاض و113 جريح، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني الجائر على غزة منذ السابع أكتوبر 2023 إلى 52 ألف و365 شهيد وقرابة 118 ألف جريح، بينما بلغت حصيلة الضحايا منذ استئناف جيش الاحتلال قصفه الممنهج على غزة في 18 مارس الماضي بعد خرقه اتفاق وقف إطلاق النار 2273 شهيد و5864 مصاب. وأمام استمرار حرب الإبادة الصهيونية، كشف المفوض العام لوكالة غوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 50 موظفا من الوكالة منذ بداية الحرب في غزة بينهم معلمون وأطباء. وبعد أن أشار إلى أن المعتقلين من موظفي الوكالة تعرّضوا لمعاملة صادمة وغير إنسانية، أكد على ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم وانتهاكات القانون الدولي في قطاع غزة. من جانبه، أكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الوضع الإنساني في غزة يشهد تدهورا حادا مع استمرار قيود الاحتلال الصهيوني المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية للقطاع منذ أكثر من ثمانية أسابيع. وأشار المكتب، في بيان له، إلى أن العمليات الإنسانية تواجه صعوبات كبيرة بسبب استمرار العدوان الصهيوني، مما أدى إلى نفاد الإمدادات الأساسية، فيما أجبر خلال عطلة نهاية الأسبوع، 16 مطبخا مجتمعيا إضافيا على الإغلاق، ومن المتوقع إغلاق المزيد هذا الأسبوع، مما يهدّد المصدر الوحيد للغذاء لعديد سكان غزة. ونبّه إلى أن أكثر من مليوني شخص يواجهون نقصا حادا في الغذاء بقطاع غزة، حيث كشف تحليل جديد لتقييم خطر المجاعة هذا الأسبوع، أنه منذ بداية العام، تمّ تسجيل نحو 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، بما في ذلك 1600 حالة هزال شديد. وفيما يتعلق بالمياه والصرف الصحي، انخفض إنتاج المياه بنسبة 20% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب نقص الوقود وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق. كما أن المخزونات الأساسية الأخرى، مثل الإمدادات الطبية، تنفد أيضا، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بنفاد مخزونها من المضادات الحيوية الوريدية ومسكنات الألم، بالإضافة إلى قطع غيار سيارات الإسعاف ومحطات الأكسجين. وشدّد مكتب "أوتشا" على أن الجهود مستمرة لحشد المساعدات، لكنه أكد ضرورة إعادة فتح المعابر إلى غزة لإدخال المساعدات والسلع التجارية، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الاستجابة للاحتياجات المتزايدة. ويواصل الاحتلال الصهيوني فرض حصار غير مسبوق على قطاع غزة للعام الثامن عشر على التوالي وأصبح أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع بلا مأوى بعد أن دمّرت حرب الإبادة مساكنهم، في حين دخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق الاحتلال المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية، خاصة منذ استئناف عدوانه على القطاع في 18 مارس الماضي، وسط تحذيرات دولية وأممية من تفاقم الكارثة الإنسانية هناك. وصفته ب"الاعتداء الخطير" الأوقاف الفلسطينية تدين رفع علم الاحتلال فوق الحرم الإبراهيمي أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لفلسطين، أمس، رفع قوات الاحتلال الصهيوني ومجموعة من المستعمرين الأعلام الصهيونية فوق سطح الحرم الإبراهيمي الشريف وأسواره بمدينة الخليل، واصفة ذلك ب "الاعتداء الخطير". أكدت الوزارة في بيان لها أن "هذه الخطوة تمثل انتهاكا صارخا لقدسية الحرم الإبراهيمي واستفزازا لمشاعر المسلمين وعدوانا جديدا يضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتواصلة بحقّ المقدسات الإسلامية".وأوضحت أن الحرم الإبراهيمي "يتعرض في الآونة الأخيرة لاعتداءات ممنهجة تشمل منع رفع الأذان ومنع العاملين فيه من أداء مهامهم والتضييق على المصلّين من خلال الحواجز والبوابات الإلكترونية، بالإضافة إلى مشاريع تهويدية تهدف إلى طمس طابعه الإسلامي وتغيير معالمه التاريخية والدينية". وشدّدت على أن الحرم الإبراهيمي "وقف إسلامي خالص لا يحق لأحد المساس به أو تغيير معالمه"، مؤكدة أنها ستواصل جهودها في حمايته والحفاظ على طابعه الديني والتاريخي. ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسّسات المعنية بحماية التراث الديني والثقافي إلى التدخل "الفوري" لوقف هذه الانتهاكات الصهيونية المتواصلة "والعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة". في نفس السياق، اقتحم عشرات المستوطنين أمس، أيضا المسجد الأقصى بمدينة القدسالمحتلة من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، حيث أدوا جولات استفزازية في باحاته بحماية من قوات الاحتلال الصهيوني، التي فرضت إجراءات عسكرية مشدّدة ونصّبت حواجز حديدية على أبواب الأقصى ودققت في هويات الزوار والمصلين. قالت إن الكيان الصهيوني يرتكبها "على الهواء مباشرة" "العفو الدولية" تدين الإبادة الجماعية في غزة ندّدت منظمة العفو الدولية أمس، بالإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني على المباشر في قطاع غزة وخلفت إلى غاية الآن حصيلة شهداء جد ثقيلة تخطّت عتبة 52 ألف شهيد، وقرابة 118 ألف جريح غالبتهم أطفال ونساء. كتبت الأمينة العامة للعفو الدولية، أنييس كالامار، في إطار التقرير السنوي الذي نشرته أمس، المنظمة الدولية حول وضعية حقوق الانسان أنه قبل أكثر من 18 شهرا "يشهد العالم إبادة جماعية حيّة على شاشاته". وأضافت "الدول تتفرج وكأنها عاجزة بينما قتلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين، وذبحت عائلات بأكملها على مدى أجيال ودمّرت المنازل وسبل العيش والمستشفيات والمدارس". وأكدت أن "منظمة العفو الدولية وثقت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة"، مستنكرة في نفس السياق نظام الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني الذي يمارسه الكيان الصهيوني في الضفة الغربية . ولفتت الأمينة العامة لأمنيستي إلى "الهجمات المتصاعدة" على المحكمة الجنائية الدولية في الأشهر الأخيرة بعدما أصدرت أوامر تدابير مؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني وإصدارها رأيا استشاريا يعلن أن الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية "غير قانوني". وأكدت كالامار أنه "يجب على جميع الحكومات أن تبذل كل ما في وسعها لدعم العدالة الدولية ومحاسبة الجناة وحماية المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها من العقوبات". ويواصل الاحتلال الصهيوني منذ السابع أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية مروعة في حقّ المدنيين العزل في قطاع غزة خلفت نحو 170 ألف ضحية ما بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود، علاوة على أزمات إنسانية وصحية وبيئية وكوارث متعدّدة على جميع القطاعات ومناحي الحياة.