الصهاينة مرعوبون والفلسطينيون يقاومون ** * مليونية العودة.. النكبة الدامية * مئات الجرحى وعشرات الشهداء حذرت مصادر أمنية صهيونية من تداعيات تمكن الفلسطينيين المشاركين في مسيرة العودة بغزة من اجتياز السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948 وصولا لحدوث مواجهة عسكرية شاملة خاصة أن مليونية العودة بلغت ذروتها أمس الاثنين وتتواصل اليوم الثلاثاء. ق.د/وكالات قال الخبير العسكري أمير بوخبوط بموقع ويللا الإخباري إن التقديرات السائدة بأجهزة الأمن تشير لتزايد فرضيات حصول تصعيد عسكري على حدود قطاع غزة قد يصل حد اندلاع حرب واسعة مع مساعي الفلسطينيين لتحقيق إنجازات من المسيرات التي ينظمونها منذ سبعة أسابيع . وأضاف بوخبوط أن الترتيبات تجري بين الفلسطينيين لاستمرار هذه المسيرات حتى الجمعة القادم من أجل لفت انتباه الرأي العام الدولي ولذلك بذلت التنظيمات الفلسطينية كل إمكانياتها لإنجاح هذه المسيرات ما دفع جيش الاحتلال لإبداء جاهزية للتعامل مع جميع السيناريوهات المتوقعة من خلال حيازته لكافة الإمكانيات المتوفرة بين يديه . تصعيد عسكري وأشار إلى أن هذه المسيرات التي وصلت أمس الاثنين ذروتها تعني أن الفلسطينيين وصلوا لهذه المرحلة وقد باتت ظهورهم للحائط وليس لديهم ما يخسرونه في ظل اقتراب الوضع في قطاع غزة من حالة الكارثة الإنسانية ولذلك فإن التقدير الرائج في أوساط أجهزة الأمن بأنه إن لم تنجح المسيرات في طي صفحة هذه المعاناة في غزة فإن الأمور قد تذهب باتجاه التصعيد العسكري . ونقل بوخبوط عن محافل أمنية قولها إن الأيام والساعات الأخيرة شهدت جهودا فلسطينية حثيثة لحشد عشرات آلاف الفلسطينيين لوصول أقرب نقطة حدودية مع جيش الإحتلال وتوزيعهم على العشرات من نقاط الاحتكاك من خلال الحشد عبر مكبرات الصوت في وسائل الإعلام والمساجد والإعلان عن إضراب شامل وعام في كافة أنحاء قطاع غزة لإفساح المجال أمام أكبر عدد ممكن من المتظاهرين للمشاركة . وأوضح أن قيادة المسيرات الفلسطينية تأمل بمشاركة ما يزيد على مائة ألف متظاهر فيها اليوم وغدا بصورة خاصة وسط مخاوف في قيادة المنطقة الجنوبية من خروج الأمور عن السيطرة قد تفضي لحدوث جملة تطورات غير متوقعة مثل: اجتياز الحدود القائمة بين غزة والاحتلال سيطرة المتظاهرين على بعض المواقع إحراق معدات عسكرية والأجهزة الحساسة الوصول لأماكن بعيدة نسبيا بما في ذلك التجمعات الاستيطانية . السيناريو الأخطر واستدرك قائلا إن السيناريو الأخطر من كل ما تقدم هو نجاح المتظاهرين الفلسطينيين باختطاف جندي من خلال الاستفراد بقوة عسكرية صغيرة والسيطرة عليها بأعداد كبيرة وهناك احتمال ولو كان بسيطا يتعلق باستغلال بعض المجموعات المسلحة الصغيرة لهذه الحشود الكبيرة لتنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه الجنود . وختم بالقول إن الجيش استعان بالفرق والكتائب العسكرية لنشرها على طول حدود غزة بينها وحدات خاصة وفرق لجمع المعلومات والقناصة وتوقفت التدريبات العسكرية لوحدات الجيش وتوجهت جميعها للتعامل مع الأحداث على حدود غزة فيما ألقى الجيش منشورات عبر الطائرات تحذر الفلسطينيين من المشاركة في المسيرات . *مليونية الفلسطينيين ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للخروج اليوم من أجل المشاركة في مليونية العودة في حين تجري التحضيرات الميدانية المختلفة وتمت زيادة عدد المخيمات لتصل إلى نحو 15 بدلا من خمسة كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجهوزية والاستعداد لمواكبة فعاليات مسيرة العودة. بدروها أعلنت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية أمس الاثنين أن الإضراب الشامل في قطاع غزة يشمل كافة المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية بما فيها كافة المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وطالبت اللجنة في بيان لها جماهير الشعب الفلسطيني بالمشاركة في مليونية الغضب في وجه الإدارة الأمريكية والاحتلال مشددة على أهمية المحافظة على سلمية المسيرات وإيصال الرسالة إلى العالم أجمع برفضنا نقل السفارة الأمريكية للقدس . بدورها قالت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم إن الوعي الجمعي والروح المعنوية المتصاعدة لشعبنا الفلسطيني تؤكد أننا سنكون أمام حشد جماهيري مهيب يحمل الروح الوطنية وإرادة النضال المتواصل . وأكد في تصريح له أن هذه الروح وهذا الوعي كفيلان بأن يبقيا قضيتنا الفلسطينية بكل مركباتها حية وعصية على التصفية مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيثبت اليوم مرة أخرى إرادته في العيش بحرية وكرامة وأنه لن يقبل عيش الذل والهوان تحت وطأة الحصار . الضفة الغربية وفي الضفة الغربيةالمحتلة دعت حركة حماس وحركات شبابية إلى مسيرات في رام الله وبيت لحم والخليل والوصول إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال وذلك إحياء للذكرى ال70 للنكبة ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة . بدوره دعا ائتلاف شباب الانتفاضة إلى أوسع مشاركة ميدانية في فعاليات ذكرى النكبة بإشعال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل المحتلة فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية في عدة مناطق من الضفة. ودعت الحكومة الفلسطينية الموظفين للمشاركة في مسيرة لإحياء ذكرى النكبة انطلاقا من ميدان ياسر عرفات في رام الله غير أنها طلبت من الموظفين العودة إلى أماكن عملهم في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر . زحم وتصاعد أوضح رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي أن مسيرات العودة بالتزامن مع الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين وتشريد شعبها أو ما سمي النكبة ومع موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تصل اليوم 15 ماي إلى ذروتها في ظل احتفاظها بزخم عال من الحراك والتفاعل . وأكد في حديثه أن مسيرات العودة اليوم التي تشهد زخما وتصاعدا وكبيرا ومشاركة شعبية واسعة سيتسع نطاقها لتشمل ساحات أخرى مثل ساحة الضفة الغربية ودول الطوق وبعض العواصم والمدن العالمية . ولفت الشوربجي إلى أن مشاركة الضفة الغربية في هذه المسيرات تكتسب تحديدا أهمية خاصة وفقا لطبيعتها الجغرافية والديموغرافية والاستراتيجية وذلك لثقلها الأمني والعسكري على الاحتلال .