إن الدال على الخير كفاعله هكذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : إن الدال على الخير كفاعله (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب) . هذا الحديث من أفضل الأحاديث التي ينبغي الفرح بها لعظم الأجور التي يمكن أن نكسبها من خلاله فكل الذين ستدعوهم إلى الخير والعمل الصالح سيكون ثواب ما يعملونه من خير في ميزان حسناتك من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا وهذا مما يثقل الميزان أكثر فأكثر بلا شك . فلو علمت بوجود جنازة في المقبرة فأرسلت رسالة جوال لعشرة من أصدقائك ثم حضروا فستكسب عشرين قيراطًا فكيف لو أرسل أصدقاؤك تلك الرسالة إلى بعض أصدقائهم؟ فسيزداد أجرك قراريط كثيرة . وقد تعمل العمل الفاضل مرة واحدة ولكن تجد ثوابه في ميزان حسناتك مضاعف آلاف المرات والسبب أنك علمته عددًا من الناس فعملوا به وقد يكون بعضهم أكثر همة منك فيعملوا به مرات كثيرة ويعلموه غيرهم فيكون لك مثل ثوابهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا . فسابق غيرك رحمك الله في ادخار مثل هذه الأعمال فهي خير لك وأبقى من ادخار الأموال . ..... دعاءٌ في جوف الليل: أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلة إلى السماءِ الدنيا حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ) [صحيح البخاري]. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ في الليلِ لَساعةٌ لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه وذلك كلَّ ليلة ). [صحيح مسلم]. ومن روائع الدعاء في جوف الليل: اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت وعافِنا فيمَن عافيْت وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك إنَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ إليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك ونُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك أَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ إليك أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ إليك. أسألك اللهم أن تغفرَ لنا وترحمَنا وإذا أردت بقوم فتنةً فاقبِضْنا إليك غيرَ مفتونين لا خزايا و لا ندامة و لا مُبَدَّلين برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين. داوِنا اللّهمَّ بدوائِك واشفِنا بشفائِك وأغْنِنا بفضلِك عمّن سِواك. يا كاسيَ العظامِ لحماً بعد الموت ارحمنا إذا أتانا اليقين وعرق منا الجبين وبكى علينا الحبيب والغريب. اللّهم ارحمنا إذا وُورينا التراب وغُلِّقَتِ من القبورِ الأبواب فاذا الوحشةُ و الوحدةُ وهوّنِ الحساب.
اللهمّ مالِكَ المُلك تؤتِي المُلكَ من تشاء وتنزعُ المُلك مِمّن تشاء وتُعِزّ من تشاء .. وتُذِلّ من تشاء بيدك الخير .. إنك على كلّ شئ قدير رحمان الدنيا والآخرة تُعطيهُما من تشاءُ .. وتَمنعُ مِنهُما مَن تشاءْ ارحمني رَحمة ً تُغنيني بها عن رَحمةِ مَن سِواك. اللّهم صلِّ وسلِّم وبارك على سَيِّدِنا مُحمَّد في الأوَّلين وصلِّ وسلِّم وبارك عَليهِ في الآخِرين وصلِّ وسلِّم وبارك عليهِ في كل وقت وكل حين وفي المَلأِ الأَعلى إلى يومِ الدِّين نَسأَلُكَ يا رَحمنُ أَنْ تَرْزُقَنا شَفَاعَتَهُ وَأَورِدْنا حَوْضَهُ وَاسْقِنا مِن يَدَيْهِ الشَّريفَتينِ شَرْبَةً هَنيئَةً مَريئَةً لا نَظْمَأُ بَعدَها أَبَداً اللَّهم كما آمَنَّا بِهِ وَلم نَرَه.. فَلا تُفَرِّق بَيْنَنا وَبَينَهُ حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه بِرحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمين واشْفِ مَرضانا وَمَرضى المُسلِمين وارْحَم مَوتانا وَمَوتى المُسلمين ولا تُخَيِّب رَجاءَنا يا أَكرَمَ الأَكرَمين وتَقَبَّل دُعاءَنا وصِيامَنا وقِيامَنا ورُكوعَنا وسُجودَنا كما نَسأَلُكَ الدَّرَجاتِ العُلا مِنَ الجَنَّة وصلِّ اللهُم على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وَصحبه وسلّم.