الطلبة يتمسكون بالتغيير الجذري.. عين على الحراك وأخرى على الدراسة يقوم الطلبة الجزائريون بدور استراتيجي في دعم الحراك الشعبي المطالب بالتغيير في الجزائر حيث تساهم النخبة في إعادة هيكلة المشهد السياسي بانخراطها في الحراك وخروج الطلبة في المسيرات كل ثلاثاء دليل كبير على وعي هاته الفئة غير أن المعادلة التي لا بد أن تتحقق هي الاستمرار في الحراك دون الإضرار بالمسار الدراسي للطلبة والذهاب إلى السنة البيضاء. وأوضح استاذ الإعلام والاتصال كريم دواجي خلال مروره في برنامج تربية وتعليم بالقناة الأولى للإذاعة الوطنية انه كان للجامعة الدور الفعال في الحراك لا سيما فيما يتعلق برفع سقف المطالب بالنسبة للحراك الشعبي لأن نسبة كبيرة من الشباب اليوم هم من الطلبة ونشاهد أن كل الجامعات الوطنية تقدم مطالب تخص الحراك بصفة عامة والجامعة بصفة خاصة وألح على ضرورة التفريق بين الإضراب الشامل والنضال في قضية الحراك من اجل تفادي شبح السنة البيضاء صحيح أن الظرف الحالي لا يساعد على الإضراب لأننا إذا أردنا اليوم أن نغير فلا نغير بالجهل بل بالعلم وبالتالي يجب أن نكون يدا واحدة من اجل أن لا نخرج بسنة بيضاء قد تؤثر على مستقبل الطلبة الدراسي . وقد أكد الطلبة بدورهم تمسكهم بمواصلة المشاركة في الحراك والأخذ بعين الاعتبار مستقبلهم العلمي وهو ما تحدث عنه بعض الطلبة في ميكروفون القناة الثانية للإذاعة الوطنية حيث قال احدهم إن الطلبة مستعدون للتضحية من اجل البلد لكن لابد ان يجتمع الطلبة من اجل إيجاد حل إزاء الإضراب لدينا تأخر دراسي لا يقل عن الشهر ونصف وقالت طالبة أخرى سنخرج كل ثلاثاء وجمعة لكن الإضراب الشامل والتوقف عن الدراسة ليسا بالأمر الجيد لا للطلبة ولا للمسار الدراسي قد نسير نحو سداسي أبيض وهذا أمر سيء فيما استبعدت طالبة ثالثة إعلان سنة بيضاء قائلة إقرار سنة بيضاء سيكون مستحيلا بالنظر إلى المشاكل التي ستنجر عن ذلك لا سيما بالنسبة لحاملي البكالوريا الجدد . ولا شك أن وراء اللجوء إلى التظاهر والتعبير عن رفض الواقع السياسي عدة أساليب تمكن الطالب من الدراسة والتعبير عن موقفه دون المساس بمستقبله- يقول أستاذ الإعلام والاتصال مصطفى بورزة في برنامج تربية وتعليم للقناة الاولى - وأن مشاركة الطلبة في الحراك امر صحي لأن الجامعة هي من يجب ان تقود الحراك لأنها هي من تحوي النخب.. وقد بدأت تتضح الرؤى بالنسبة للطالب والأستاذ الجامعي على حد السواء ويمكن لنا ان نقود الحراك كما يمكننا أن ندرس وندرس ونعبر عن مختلجات السياسية وغيرها . للإشارة فقد نظم آلاف الطلبة يوم الثلاثاء في عديد من ولايات الوطن مسيرات سلمية لدعم الحراك الشعبي والدعوة إلى التغيير الجذري للنظام وإلى مرحلة انتقالية تحت إشراف شخصيات وطنية نزيهة ذات كفاءة ومصداقية قصد إرساء دولة القانون ومقاضاة كل المتورطين في قضايا فساد. وبالموازاة مع هذه المظاهرات الطلابية نظمت ندوة خطابية أمام جامعة قاصدي مرباح بورقلة تناول فيه متدخلون مسألة مرافقة الحراك الشعبي وحول مكافحة الفساد وذلك بمبادرة من المكتب المحلي للمجلس الوطني للتعليم العالي. كما دعا مشاركون في هذا اللقاء إلى المحافظة على روح المواطنة وتكريس الهوية الوطنية واحترام التنوع وقبول الآخر مؤكدين بالمناسبة على الدور المحوري الذي ينبغي أن تضطلع به مؤسسة الجامعة بخصوص تسيير الوضعية الحساسة التي تمر بها الجزائر وأيضا سبل مساهمتها في بناء الوطن على الصعيدين السياسي والإجتماعي الإقتصادي.