نحو تصنيفها إلى التراث اللامادي مثلجات كريبوني علامة وهرانية بامتياز انتهت ملحقة وهران للديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية من إعداد ملف لتصنيف مثلجات كريبوبي باعتبارها جزء من الطبخ الوهراني الذي انتشرت علامته عبر مصانع وقاعات بيع المثلجات في العالم و سيتم إيداع ملف كريبوني في الاجتماع القادم للجنة الولائية للممتلكات الثقافية لتصنيفه كموروث وهراني مع اقتراح أيضا ملفي تصنيف طبق كرانتيكا ولباس البلوزة الوهرانية ثم سيتم اقتراحهم على اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية بوزارة الثقافة لتصنيفهم ضمن التراث الوطني حسبما كشف عنه رئيس الملحقة ماسينيسا أورابح. وعلى رغم من قلة المصادر التاريخية الموثقة منها والشفوية فإن جميعها تجمع على الموطن الأصلي ل كريبوني الذي يعتبر من أنواع الشربات المجمدة يعود الى مدينة وهران وقصة ظهوره كان على يد شخص يدعى سوريانو كان صاحب مقشدة تسمى الوهرانية بالحي الشعبي سيدي الهواري خلال الحقبة الاستعمارية وفق السيد أورابح . كريبوني ينافس مثلجات عالمية ومن وهران إنتشر كريبوني عبر مختلف ولايات الوطن ثم ذاع صيته عبر العالم لتنافس ألذ مثلجات مدن البحر الابيض المتوسط منها الايطالية والفرنسية والإسبانية وحتى بعض الدول افريقية حسبما ذكره أحد باعة المثلجات بوسط مدينة وهران الذي تخصص منذ أكثر من ثلاثة عقود في صنع المرطبات والذي يرى أن هذا النوع من المرطبات يجب إدراجه كاختصاص مستقل بمراكز التكوين المهني. ويعود سر إنتشار هذا النوع من المرطبات الى أن صناعة كريبوني لم تكن حكرا أو إرثا ينتقل من جيل الى آخر ويتم التكتم على وصفته من قبل أحد افراد العائلة مثلما هو الحال في بعض الوجبات السريعة أو المشروبات ذات العلامات العالمية حسبما ذكرته السيدة نسيمة رئيسة مطبخ بأحد الفنادق. ويعتبر كريبوبي المعروف بنكهته المتميزة التي تفوح منها رائحة الليمون تجارة رائجة بوهران بحيث أن طريقة تحضيره سهلة جدا و لا تتطلب مقادير كثيرة وتحتوي على مواد طبيعية غير مكلفة والمتمثلة في الماء والسكر والليمون وبياض البيض ويضاف لها عصير من البرتقال في بعض الأحيان ثم يوضع في المجمد بعد تحضيره. تحلية منعشة يكثر عليها الإقبال ويتذكر جيل السبعنييات عندما كان يعرض الكربوني من قبل الباعة المتجولين الذين كانوا يجوبون شوارع الباهية وأمام المؤسسات التربوية ليقدمه في شكل كرة داخل رقيقة (كورني) مصنوعة من البسكويت مما جعله يتربع على هرم أنواع المثلجات المصنوعة من الفانيلا و الشوكولاطة و الفستق و التوت البري التي أغلبها عبارة عن نكهات إضافية. ومن التجوال استقرت عملية بيع كريبوني بالمحلات لاسيما تلك الموجودة بالساحة المقابلة لواجهة البحر وبقاعة ميرا بشارع العربي بن مهيدي وسط مدينة وهران وببائع المثلجات بوجلال بحي عبد المؤمن (شوبو سابقا) التي كانت قبلة محبي هذا النوع من المرطبات من مختلف ولايات الوطن والسياح. وبعد ذلك إكتسح هذا النوع من التحليات المنعشة والباردة مختلف محلات بيع المرطبات لاسيما بعد انتقال صناعته من أيادي الحرفيين الى الوحدات المتخصصة في صناعة المثلجات لتلبية الطلب المتزايد عليه سواء في الصيف أو الشتاء وحتى في السهرات الرمضانية لاسيما تلك التي يسجل فيها إرتفاع درجة الحرارة.