بقلم: رشيد حسن* عندما ترى أجمل الصبايا..الحور العين.. يتسابقن للاقتران بالأسرى المحكوم عليهم بأكثر من اعدام وبعشرات السنين في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني.... فاعلم حينئذ.. وتيقن.. بانك امام شعب لن يهزم. وعندما ترى شبابا في عمر الورود.. يتسابقون على الشهادة.. ويضربون اروع الامثلة في الشجاعة والاقدام.. وهم يهجمون على دوريات العدو.. وينزعون السلاح من افراده كما فعل الشهيد البطل عمر ابو ليلى .. أو يتصدون بصدور عارية.. وحجارة من سجيل لدبابات العدو وببسالة لا مثيل لها.. فارس عودة .. فاعلم –يا رعاك الله – انك امام شعب المعجزات.. شعب الجبارين –كما وصفه رب العزة.. ولا تعجب ولا تصاب بالدهشة.. عند ما ترى آلاف الاسرى وقد حولوا المعتقلات والزنازين إلى مدارس في الوطنية والصمود.. واستطاعوا وهم مكبلين بالحديد ومصفدين بالجنازير ان يقتلوا اليأس والاحباط .. ويزرعون الامل والحياة.. وقد حولوا معتقلات الموت إلى قلاع للانفة والكبرياء.. اذهلت العدو.. وكبار جنرالاته..!! لقد انتصر الدم على السيف.. وانتصرت الحياة على الموت وانتصرت ارادة البقاء على الجلادين... واستطاع الاسرى الابطال بعبقريتهم ان يجترحوا المعجزات.. ويخترقوا جدران المعتقلات المصفحة بالفولاذ.. ويفاجئوا العدو بإنجاب البنين والبنات بعد نجاحهم في تهريب نطف من اصلابهم.. لقد اثبت هؤلاء الاسود للعدو وللعالم انهم يحبون الحياة.. ما استطاعوا اليها سبيلا. وحتما سينتصرون.. لقد اصبح اسرى الحرية عنوانا للشعب الفلسطيني.. وهم خير من يمثلون هذا الشعب وهم الاقدر على قيادته وهم النواة الصلبة التي فشل العدو في كسرها والنيل منها.
لقد استطاع كريم يونس ونائل البرغوثي وزملاؤه من الاسرى ان يصمدوا لاكثر من 38 عاما ليصبحوا الاسرى الوحيدين في العالم الذين يقضون هذه المدة الطويلة... لم ييأسوا. ولم يهنوا.. أو يحزنوا.. بل زادتهم قسوة السجون اصرارا على المقاومة.. وإصرارا على الصمود.. واصرارا على رفض المساومة على حق شعبهم في الحرية والاستقلال وطرد الغزوة الصهيونية من كل فلسطين. نلسون مانديلا بطل العالم وايقونة افريقيا.. قضى في سجون النظام العنصري 28 عاما.. وخرج رافع الراس.. بعد ان رفض المساومة عل حق شعبه.. فتوج بطلا.. بعد ان حقق الحرية لشعبه.. وقضى على اسوأ نظام عنصري عرفته البشرية.. وها هم اسرانا الابطال يحطمون ارقام جينس ... بعد ان قضوا في معتفلات العدو 38 عاما.. ولا يزالون متمسكين بالمقاومة متمسكين بحقهم في الحياة الكريمة.. في وطن حر كريم.. يمتد من البحر إلى النهر.. كان اسمه فلسطين وسيبقى اسمه فلسطين.. تلفظ ارضه الطاهرة الغزاة كما يلفظ البحر الجيف. مهما كتبنا نجد انفسنا مقصرين.. واقزاما امام هذه القامات الشامخة.. الاعلى من الكرمل والجليل والطور والجرمق.. فهم لم يحولوا السجون إلى مدارس في الوطنية والصمود... بل حولوها إلى ساحات للمقاومة والابداع.. فازهرت سجون النقب وبئر السبع والمسكوبية ومجدو والرملة والجلمة..الخ بأهم الشعراء.. واهم الروائيين الذين خلدوا ملحمة الصمود الفلسطيني في غياهب الزنازين الصهيونية.. وحولوا المعاناة إلى كلمات تقطرا وجعا.... وحولوا الوجع إلى صبر جميل.. ينبت املا يانعا.. بان الفجر الجميل قادم لا محالة..وحينها فلا السجن ولا السجان باق.. المجد لأسرى الحرية الذين يثبتون كل يوم انهم من شعب الجبارين.. الذي يصنع المعجزات ويستحق الحياة..