احتجاجات مليونية على قانون التقاعد الخميس الأسود يزلزل فرنسا أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن أكثر من 150 دركيا وشرطيا أصيبوا بجروح في فرنسا يوم الخميس خلال اليوم التاسع من التعبئة للاحتجاج على تعديل قانون التقاعد والتي شهدت أعمال عنف كما تم توقيف أكثر من 170 شخصا. ق.د/وكالات بلغت الإضرابات والاحتجاجات ذروتها ضد تعديلات نظام التقاعد المزمع تطبيقها في فرنسا بحلول نهاية العام مما تسبب في شلل لقطاعات النقل والطيران والطاقة. ودعت نقابات عمالية فرنسية إلى تنظيم إضرابات واحتجاجات جديدة في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء المقبل خلال زيارة مرتقبة لملك بريطانيا تشارلز الثالث. وقدرت النقابات عدد المتظاهرين الخميس في أرجاء البلاد بنحو 3.5 ملايين في حين ذكرت وزارة الداخلية أن عدد من شاركوا في المظاهرات بلغ نحو 1.08 مليون في تاسع يوم من التعبئة ضد تعديل نظام التقاعد. ومنذ صباح الخميس انطلقت المظاهرات في كثير من المدن الفرنسية وصاحبتها إضرابات شاملة في قطاعات عدة بينها الطيران والنقل والمحروقات ضمن موجة الاحتجاجات المناهضة لقانون تعديل نظام التقاعد. وأطلقت النقابات على الحشد الخميس الأسود رفضا للقانون الذي مررته الحكومة من دون تصويت برلماني ونظمت هذه المظاهرات وسط تعبئة أمنية واسعة يشارك فيها نحو 12 ألف رجل أمن في كامل فرنسا بينهم 5 آلاف شرطي في العاصمة وحدها لمواجهة المحتجين. شلل في البلاد وأغلق معارضو خطط الحكومة محطات السكك الحديدية والطرق وجزءا من مطار شارل ديغول الدولي في باريس في حين استخدمت شرطة العاصمة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين واعتقلت أعدادا منهم. وبسبب تراجع إمدادات وقود الطائرات الناتج عن الإضرابات طلبت الإدارة العامة للطيران المدني من شركات الطيران إلغاء 30 من رحلاتها المبرمجة في مطار باريس أورلي و20 من رحلاتها في باقي المطارات. وتلبية لنداء نقابة الكونفدرالية العامة للشغل أغلق محتجون الأربعاء الماضي موانئ مارسيليا (جنوب) وبريست. *ردّ على ماكرون وذكرت الوكالات أن أعمال عنف وقعت خلال مظاهرات الخميس حيث قام مئات المحتجين الذين كانوا يرتدون اللون الأسود بتحطيم واجهات متاجر في رد واضح على تحذيرات الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم السماح بأي جنوح للعنف. وأعلن الاتحاد العمالي العام (سي جي تي) مشاركة 800 ألف شخص في باريس وحدها وسرعان ما سجّلت أعمال عنف لا سيما رشق الحجارة والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن مع تحطيم للواجهات ومحطات ركاب الحافلات وإحراق حاويات النفايات. وتصدت الشرطة بالغاز المسيل للدموع للمحتجين في مدينة نانت (غربي البلاد) وأظهرت لقطات تلفزيونية استخدام الشرطة مدافع المياه في مدينة رين وفي الغرب أيضا في لوريان قالت صحيفة ويست فرانس إن المقذوفات تسببت في حريق لفترة وجيزة في ساحة مركز للشرطة. *حيز التنفيذ وظلت الإضرابات والاحتجاجات سلمية في معظمها لعدة أسابيع بيد أن الأيام الأخيرة شهدت تزايد وتيرة العنف خلال المظاهرات التلقائية. وكان ماكرون خرج عن صمته الأربعاء الماضي وقال إن الاصلاحات كانت ضرورية من أجل التمويل العام وإن القانون سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام الحالي. وأثار الرئيس الفرنسي الغضب عندما شبه المتظاهرين بأولئك الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأمريكي في جانفي 2021. وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن أغلب الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما وزاد غضب الناخبين بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي تمرير تعديلات التقاعد في البرلمان من دون إجراء تصويت وبعد تعليقات لماكرون أدلى بها الأربعاء.