تحت رعاية وزارة الثقافة أيام للسينما الفلسطينيةبالجزائر انطلقت مساء الأحد بعدة قاعات سينما عبر الجزائر تظاهرة أيام السينما الفلسطينية حول العالم بعرض الفيلم الروائي القصير ما بعد للمخرجة مها الحاج والوثائقي حالة عشق لكل من كارول منصور ومنى خالدي. وتم عرض الفيلمين بشكل متزامن بقاعات السينماتيك لكل من الجزائر العاصمة وبجاية وقسنطينة وسيدي بلعباس بالإضافة إلى قاعة محمد توري بالبليدة ومسرح مزي بالأغواط وهذا بالتوازي مع عرضهما أيضا وفي نفس التوقيت عبر 50 دولة. ويتطرق الفيلم الدرامي ما بعد (2024) وفي 34 دقيقة لقصة الزوجين سليمان ولبنى اللذين يعيشان في حالة صدمة مستمرة منذ سنوات طويلة غير متقبلين لحقيقة مقتل أطفالهما الخمسة منذ عشرين عاما نتيجة غارة صهيونية إذ يتعايشان مع هذه الفاجعة من خلال استحضار خيالي لهؤلاء الأبناء الذين لم يعد لهم وجود. ومن جهته يسلط الوثائقي الطويل حالة عشق (2024) -وعبر 90 دقيقة- الضوء على قصة الجراح الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة الذي يعمل في إسعاف الفلسطينيينبغزة منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع في 7 أكتوبر 2023 رغم القصف المتواصل والهمجي للصهاينة ليصير بذلك رمزا من رموز المقاومة الفلسطينية. وتم إنجاز العملين خلال فترة العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وقد حاز كلاهما على جوائز عربية ودولية. وتنظم تظاهرة أيام السينما الفلسطينية حول العالم بالجزائر من طرف مهرجان الجزائر الدولي للفيلم وبالشراكة مع المركز الجزائري للسينماتوغرافيا وتحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وهذا استجابة لدعوة مؤسسة فيلم لاب فلسطين حسب المنظمين. ويأتي اختيار يوم 2 نوفمبر لكونه يوافق ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي مهد للنكبة الفلسطينية كما يتزامن مع احتفالات إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة حيث أن هذا التقاطع الرمزي يجسد التزام الجزائر الثابت تجاه فلسطين وقضيتها العادلة عبر السينما باعتبارها فضاء للذاكرة والمقاومة . ومن خلال هذه التظاهرة يربط مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الذاكرة الجزائرية بالذاكرة الفلسطينية ليؤكد بذلك أن السينما ليست ترفا فنيا وإنما فعل مقاومة ووفاء .