التهديدات الصهيونية تتواصل رغم وقف النار كاتس يأمر بمحو أنفاق غزّة تتواصل في الاحتلال النقاشات السياسية والعسكرية حول مصير عشرات المقاومين الفلسطينيين العالقين داخل أحد أنفاق رفح جنوبي قطاع غزّة في وقت تتكثف فيه جهود الوسطاء لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع انهياره مجددا وسط تصريحات متناقضة من المسؤولين الصهاينة تعكس خلافات داخلية بشأن كيفية التعامل مع الملف. ق.د/وكالات قال مصدر سياسي لإذاعة جيش الاحتلال أمس الجمعة إنّ رئيس الأركان إيال زامير أوصى بعدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق مع حركة حماس قبل استعادة جميع جثث الأسرى الصهاينة في غزّة. وأشار المصدر إلى أن التوصية تشمل أيضاً عدم السماح بأي عملية لإعادة إعمار القطاع قبل تنفيذ عملية نزع السلاح كلياً. وبعد أن كان زامير قد قال قبل يومين إنه مستعد لدراسة خروج مئتي مقاتل من حركة حماس عالقين في الأنفاق في رفح جنوبي قطاع غزّة مقابل استعادة الجندي هدار غولدين الموجود في القطاع منذ عام 2014 عاد وأكد خلال اجتماع للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) مساء الخميس أنه لا يطرح أي صفقة بشأنهم. وقالت القناة ال12 التابعة للاحتلال ان رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير أعرب خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الليلة الماضية عن معارضته السماح بترحيل المقاتلين المحاصرين في الأنفاق مؤكدا أن الأزمة يجب أن تنتهي إما بقتلهم أو باستسلامهم . ويرى زامير أن الاستسلام من وجهة نظره يعني خروجهم بملابسهم الداخلية معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي ليتم نقلهم إلى معسكر الاعتقال في سديه تيمان . وأشار زامير في الاجتماع نفسه إلى أنه يعارض الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق التبادل قبل استعادة جثث الجنود المحتجزة في غزّة مؤكدا أنه يجب عدم السماح بإعادة الإعمار قبل نزع السلاح الكامل من القطاع. وأضافت القناة أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس كشف خلال الاجتماع أن فكرة ترحيل المقاتلين طُرحت سابقا لكن تم إلغاؤها بعد أن ادعى أن حركة حماس قامت بشن هجمات أثناء فترات وقف إطلاق النار ما أدى إلى مقتل 3 جنود صهاينة. *أنفاق رفح وحسب صحيفة معاريف يقدّر جيش الاحتلال أن النفق يضم ما بين 120 و150 مقاتلا من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محاصرين على الجانب الصهيوني من الخط الأصفر . وفي وقت سابق ذكرت هيئة البث التابعة للاحتلال أن جيش الاحتلال بدأ برسم خريطة للنفق المعقد في رفح فيما نقلت عن مصادر أمنية أن الاحتلال تمتنع عن مهاجمته خشية فقدان معلومات حول الضابط الصهيوني القتيل هدار غولدين الذي قُتل في معارك رفح عام 2014 وتحتجز حماس رفاته منذ ذلك الحين. من جهته نفى جيش الاحتلال وجود أي معلومات تؤكد أن جثة غولدين داخل النفق واصفا التقارير المتداولة بأنها ادعاءات كاذبة تُلحق الأذى بعائلته . *تدمير الأنفاق ويأتي ذلك بينما أعلن كاتس أمس الجمعة أنه أصدر أوامر إلى الجيش بتدمير ومحو جميع أنفاق حركة حماس في قطاع غزّة حتى آخر نفق قائلا في منشور عبر منصة إكس إذا لم تكن هناك أنفاق فلن تكون هناك حماس . وكان كاتس قد أكد في تصريحات سابقة أن عملية تجريد غزّة من السلاح تشمل القضاء الكامل على شبكة الأنفاق مشيرا إلى أن هذا الملف بات أولوية مركزية في المنطقة الصفراء الخاضعة للسيطرة الاحتلال والتي تشكل نحو 53 من مساحة قطاع غزّة. وتأتي هذه التطورات بينما يعيش القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد شن الاحتلال حرب إبادة في 7 أكتوبر 2023 ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح إضافة إلى دمار واسع طال 90 من البنية التحتية ومجاعة أودت بحياة المئات.