ما تزال النصب التذكارية لتيبازة تحكي حكاياتها كونها ممرا بين مدينتي شرشال والجزائر العاصمة، حيث تعتبر مدينة فينيقية تعود إلى القرن ال5 ق م. والمتجول اليوم في الحديقة الأثرية التي تمتد الجسور فيها إلى العهد الرماني، وبنيت المدينة الرمانية فوق تلال صغيرة مطلة على البحر. وعندما تتجول في الحديقة تحس بالهدوء، وبقدوم موسم الاصطياف فهي مكان استراتيجي مهم، حيث الحركة الدائمة، في قرية ساحلية، وإذا اقتربت من أحد التبازيين يحدثك عن الروايات الرمانية، حيث يقول إن تيبازة تطل على البحر، فالرمان رموا الفتاة في البحر وذلك لتهدأ الأمواج فآثار الرمان هي التي تغلب على البيئة الطبيعية في هذه المدينة. هي مدينة تحافظ على تقاليدها عبر السنين كما أن الدولة الرمانية مرت من هنا، فعندما تقف في الحديقة وتطل على البحر تحس بالنسيم العليل يلامسك بجمال الطبيعة الخلابة وترى أجمل صورة في غروب الشمس كأنها ناطقة، وإذا تجولت في المدينة شرقا وغربا عندما تتوقف تتأمل في تاريخ بلدية تيبازة فلا تعثر على آثار الحقبة الإسلامية.. إذا تعمقنا في المنطقة فإننا نجد معالم كثيرة إسلامية منها مسجد مائة عرصة في مدينة شرشال والعائلات التي هاجرت من قرطبة بعد سقوط الأندلس سنة 1492م، وبالإضافة إلى هذه المنطقة قد امتزجت بالأندلسيين القادمين من غرناطة بعد سقوطها، حيث استقرت بمدينة شرشال وفي عهد الأتراك تمتع سكان المنطقة باستقلال تام. ويمكن القول إن ولاية تيبازة ولاية سياحية بامتياز، من يزورها يجد نفسه أمام معالم أثرية والتي كان لها الشرف في التقسيم الإداري الأخير والتي برمجت فيها برامج التنمية المسطرة فكان الاهتمام بها. وقد زودت بجامعة بما يتماشى والتطور المنشود لصالح الوطن والمواطن، فتيبازة تحتل مكانا جغرافيا مكنها من جعل سهل متيجة الغربية فهي تحتوي على مجموعة معتبرة من الأماكن التي تعود بالفائدة على الولاية فهي تفتح ذراعيها للوافدين عليها لتروي لهم حكايات مثيرة عن قبر كليوباترا العميقة وثرواتها التقليدية الأثرية ونشاطها الزراعي والسياحي كما تروي تاريخ المنطقة مرورا بالعهد النوميدي الروماني العربي التركي الفرنسي إلى يومنا هذا تبقى هذه الذكريات محفورة في الذاكرة.