سيعرف مركز العلاج بمياه البحر بسيدي فرج بالجزائر العاصمة خلال الأشهر المقبلة من هذه السنة عمليات تأهيل واسعة النطاق قصد عصرنته وتطويره استجابة للمتطلبات الراهنة للزبائن سواء وطنيين أو سواح أجانب وذلك تكيفا مع المعايير المعمول بها عالميا. وقد تم في مارس الماضي الإفصاح عن مشروع عصرنة وتهيئة المركز بطريقة (جذرية ومعمقة) لترقيته وإعطائه مكانة بين المراكز الدولية السياحية المختصة في العلاج بمياه البحر. وذكر السيد مزيان أنه تم لهذا الغرض الإعلان عن مناقصة لتهيئة المركز لاختيار مكتب الدراسات (وطني أو دولي) يكون مؤهلا لتحمل المشروع كما هو محدد في دفتر الشروط ومن المقرر- يضيف ذات المسؤول - الشروع في فتح الأظرفة لاختيار مكتب الدراسات الذي سيشرف على تسيير وإنجاز المشروع قبل نهاية شهر جوان، حيث تم تشكيل لجنة للقيام بهذه العملية في إطار (شفاف ونزيه). وتندرج عملية تأهيل وعصرنة مركز العلاج بمياه البحر بسيدي فرج في إطار السياسة المنتهجة من طرف قطاع السياحة والهادفة أساسا الى النهوض بالسياحة الصحية والعلاجية في الجزائر. وتشهد هذه المؤسسة السياحية الصحية (إقبالا كبيرا) من طرف الزبائن لحد الآن بالرغم من (النقائص المسجلة) في مجال الخدمات مقارنة مع ما هو معمول به في الدول المجاورة. ولهذا الغرض يسعى القائمون على هذا المركز الى (تكثيف كل الجهود الى ترقية النشاط السياحي العلاجي للتمكن من ولوج السوق العالمية والدخول في المنافسة لاستقطاب السواح الأجانب لاسيما من بلدان البحر الأبيض المتوسط) حسب قول السيد مزيان تان. وقد خصص لإنجاز مشروع العصرنة -يضيف السيد تان- من جهة أخرى (غلافا ماليا معتبرا) دون أن يفصح عن قيمته من ضمن 56 مليار دينار جزائري الموجهة لإعادة تأهيل وعصرنة المنشآت السياحية على المستوى الوطني. وكان وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد اسماعيل ميمون قد أعلن مؤخرا أنه تم تخصيص قرابة 12 مليار دج من هذا المبلغ المذكور لإعادة تأهيل 8 محطات حموية ذات بعد دولي وكذا المركز الوطني للمعالجة بمياه البحر بسيدي فرج. وسيطرأ على هذا المركز الخاص بالعلاج بمياه البحر كما أكد مديره العام أيضا (تغييرات جذرية من خلال عصرنته وتجديد كل أجهزته الطبية وأقلمة قاعات العلاج وفق متطلبات الزبائن من خلال تزيينها وجعلها توفر راحة الأشخاص الراغبين في قضاء فترة نقاهة بهذا الموقع الخلاب. وقال السيد مزيان في هذا الإطار أن (الهدف من خلال عصرنة هذا المركز الذي فتح أبوابه في بداية الثمانينات هو إجراء تحولات وتغييرات جذرية من خلال تكييف الوسائل والأجهزة العلاجية وتحسين الخدمات وفق متطلبات الزبائن لجعله يتماشى والمقاييس المعمول به دوليا). كما سيتم التكفل بالعنصر البشري بدعم التكوين وتحسين الخدمات استجابة للزبائن سواء الوطنيين أو الأجانب لاسيما من الدول المجاورة من الذين يريدون قضاء فترة نقاهة به والاستفادة أيضا من العلاج. من جهتها ذكرت الدكتورة مليكة حفيان وهي طبيبة بمركز العلاج بمياه البحر ورئيسة مصلحة مكلفة بالاتصال والتسويق بالخدمات المقدمة للزبائن خلال إقامتهم للعلاج بالمركز، مشيرة الى أن الذين يقصدون هذا المركز سواء للعلاج بمياه البحر أو لقضاء فترة نقاهة سيستفيدون من خدمات حسب الطلب علاوة على الخدمات العادية المضمونة. وأشارت السيدة حفيان إلى أن المركز الذي يتوفر على حوالي 300 سرير يوظف 270 عاملا من أطباء وشبه طبيين وممرضين وعمال مكلفين بكل الخدمات الفندقية الى جانب مختص واحد في إعادة التأهيل الحركي. ويقدم المركز -حسبها - خدمات علاجية (مقبولة) حيث يستقبل مختلف الزبائن من بينهم فئة المعوقين والمصابين بأمراض المفاصل الى جانب سواح ومواطنين آخرين راغبين في قضاء عطلتهم على مقربة البحر والاستفادة من فترة نقاهة واستجمام والعلاج أيضا. وغالبا ما يستقبل المركز المرضى الذين يستفيدون من تكفل تام من طرف صندوق الضمان الاجتماعي الى جانب سواح يقصدونه للعلاج أيضا على حسابهم الخاص -تضيف المتحدثة-، حيث يكلف يوم واحد من العلاج والنقاهة في هذا المركز سواء تغطية داخلية أو خارجية 1500 دج (حوالي 13 أورو). وخلال جولة استطلاعية لوأج داخل المركز لمعرفة آراء النزلاء لقضاء فترة نقاهة واستجمام والعلاج به تم التأكد بأن العديد من هؤلاء الأشخاص (يأملون في تحسين مستوى التكفل العلاجي الحالي كونه لا يستجيب لمتطلباتهم الموصوف) على حد قول أغلبيتهم.