جاءت الجرائم والمجازر التي ارتكبها نظام العسكر الإنقلابي بمصر في ذكرى نصر 6 أكتوبر، لتضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبها الإنقلابيون في مصر، منذ استيلائهم على السلطة، حيث قُتل خلال بضعة أسابيع من عهدهم أزيد من ثلاثة آلاف مصري -حسب مصادر مختلفة- والعجيب في الأمر أن مجازر العسكر بمصر تتواصل في ظل صمت عالمي، حيث تكتفي معظم البلدان بالوقوف موقف المتفرج. قُتل 53 شخصا وإصابة 375 آخرين حسب حصيلة مؤقتة في اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة، وقوات الأمن والأهالي من جهة أخرى، خلال الإحتفال بمرور 40 عاما على حرب أكتوبر، ومع ذلك اختفت حتى بيانات الشجب والإستنكار التي ظلّت بعض الدول تصدرها بعد كل جريمة إنسانية تُرتكب هنا وهناك، فهل يعني ذلك أن ما حصل يوم الأحد الأسود بمصر لم يكن جريمة؟!. المتتبعون يسجلون، بكثير من الأسف، الصمت العالمي، الأقرب إلى التواطؤ، مع نظام السيسي الذي يبقى مسؤولا عن حماية المصريين من القتل، باعْتباره الحاكم الحالي للبلاد، ولكن كيف يمكنه أن يحمي المصريين وهو متهم بقتل عدد غير قليل منهم؟. ويبدو أن صفقةً ما قد عقدها نظام السيسي مع العواصم الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا، لعلّ من بين بنودها الإلتزام بضمان أمن المدلّلة (إسرائيل)، وهو ما جعل الغرب يسكت عن الجرائم التي ترتكب في (أم الدنيا). مزيد من القتلى.. قُتل شخصان وأصيب 48 آخرون بجروح أمس الإثنين، في تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى مديرية أمن جنوبسيناء، حسب ما ذكرت مصادر أمنية. وقالت المصادر أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة الطور مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 48 اخرين بجروح جميعهم من ضباط وجنود الشرطة. وأشارت إلى أن التفجير أدى إلى تدمير أربعة طوابق بمبنى مديرية الأمن. ويأتي الهجوم متزامنا مع هجوم أوقع خمسة قتلى من جنود الجيش، من بينهم ضابط قرب محافظة الاسماعيلية شرق القاهرة. الشيخ الشريم: (القتل في الشهر الحرام تجتمع فيه ثلاث موبقات) إستنكر إمام المسجد الحرام، الشيخ سعود الشريم، عمليات القتل التي تجري في شهر ذي الحجة الذي يعتبر الشهر الحرام للمسلمين. وقال الشريم على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): (قتل نفس معصومة في شهرٍ حرام تجتمع فيها ثلاث ظلمات موبقة هي: ظلمة قتل المعصوم، وظلمة قتله مظلوما، وظلمة انتهاك حرمة الشهر). وأضاف الشريم: (ظلمات بعضها فوق بعض). وأشار في تغريدة منفصلة: (مهما ملكت من أسباب القوة، فإنك لن تعدو قدرك ما لم ينصرك الله، فاخْتصر الطريق والْتمسه ممن هو بيده، وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم).