سموم تروج وتهدد صحة المستهلكين يهدف بعض التجار إلى الربح السريع على حساب صحة الزبائن، وأضحى الغش يطال جميع المواد التي لا تخطر على بال أحد، وتتنوع أساليب الغش وتختلف وتكون إما بإنقاص كمية المواد مثلما نراه في مادة الخبز أو بخلط بعض المواد بمواد تشبهها من دون أن ننسى الكوارث التي تحدث في القصابات والتي صار الزبون يتخوف منها، ووصل الأمر إلى حد استعمال مواد مخصصة لحفظ جثت الموتى لإطالة صلاحية اللحوم وغيرها من الحالات التي لا يصدقها العقل. نسيمة خباجة تضاعف مواقف وحالات الغش الحاصلة، أدى إلى انعدام الثقة بشكل فاصل بين الزبائن والتجار الواقفين في الطرف الآخر لحبل الغش والتدليس، حيث يصادف الزبائن في كم من مرة وتتمحور كلها في بيع سلع مغشوشة وحتى منتهية الصلاحية، ومن التجار من تجرؤوا حتى على استبدال القصاصات التي تظهر تواريخ انتهاء الصلاحية بأخرى يمددون بها صلاحية المواد وهي كلها أمور أفقدت ثقة المستهلكين وأفرزت خطر تهديد صحتهم العمومية. "مرقاز" ببقايا السردين طبق النقانق أو المرقاز هو من الأكلات المفضلة لدى الجزائريين والتي تعرض في القصابات على أنواع وتسيل لعاب الزبائن في كل مرة، لكن الشيء المؤسف أنها كانت محل غش في العديد من المرات وأدت إلى تسممات خطيرة كونها مادة يسهل التلاعب بها من طرف التجار وخلطها بمواد مغشوشة وببقايا متنوعة، وبدل ملئها باللحم المفروم كمادة أساسية تدخل في تحضير النقانق يملأها البعض بالشحم وبأحشاء الدجاج وبقاياه، ومنهم حتى من راح إلى ملئها ببقايا الأسماك والسردين، وهي حقيقة سمعناها على أفواه الزبائن لاسيما وأن مادة النقانق هي مادة تظهر عليها معالم الغش ويسهل عل الكل كشفها عن طريق الذوق. وكشف لنا البعض أن حيل الغش وأساليبه فاقت كل التصورات من طرف بعض التجار بغرض الكسب السريع وهو ما سردته لنا مواطنة من باب الوادي، إذ قالت إنها اقتنت مرقازا من قصابة معروفة بناحية باب الوادي بتضامنها مع المساكين وبيع اللحم بمبلغ زهيد إلا أنها لم تتوان عن استعمال أساليب الخداع وعرض مرقاز مغشوش وأنها اقتنته وهو مخلوط ببقايا الأسماك بالنظر إلى الرائحة التي تفوح منه، وبدل استعمال اللحم المفروم استنجد صاحب القصابة ببقايا السردين كون أن تلك الأخيرة لا تكلفه كثيرا مقارنة باللحم المفروم، وعادت وقالت إنها استغربت كثيرا وكان من الواجب إخضاع هؤلاء إلى الرقابة والردع كونهم يتلاعبون بصحة ومصلحة المستهلكين ويعملون على خداعهم. وأكد لنا أغلب الزبائن أن تلك المادة كانت محل غش في الكثير من المرات من دون أن ننسى اللحم المجمد الذي صار يعرض على أنه طازج ويطبق عليه ثمن خيالي من طرف بعض القصابات الأمر الذي ألزم الزبائن على التحلي بالفطنة عند اقتناء اللحوم واختيار قصابات أصحابها محل ثقة. جوز الهند ممزوج باللفت! لم يستثن الغش أي مجال وطال حتى المستلزمات التي تدخل في صناعة الحلويات والتي تحتاجها النسوة بين الفينة والأخرى لاسيما خلال الأعياد وهي الفترة التي تكثر فيها مثل تلك الممارسات المغشوشة، بحيث يكثر ضبط العديد من المكسرات المغشوشة على غرار الفول السوداني وهي موجهة للاستهلاك وقد نفدت صلاحيتها وقدمت، من دون أن ننسى جوز الهند أو كما يعرف ب(النوا د كوكو) كمادة مستعملة كثيرا في الحلويات وتكون كبديل عن اللوز لدى بعض النسوة بسبب ارتفاع سعر اللوز غير أنها لم تسلم من الغش الحاصل وصارت تخلط باللفت اليابس غير الصالح للاستهلاك أصلا، بحيث وبالنظر إلى التشابه الكبير واشتراك المادتين معا في اللون الأبيض سهل على البعض خلطهما لازدياد الكمية وفي نفس الوقت مضاعفة الربح وهو ما كشفته بعض النسوة، منهن سيدة مختصة في صناعة الحلويات إذ قالت إن هناك اختلاف واضح بين النوعين معا فجوز الهند الحقيقي بياضه يميل نوعا ما إلى الاصفرار ويكون دهني أما المغشوش فيكون جافا وناصع البياض ولا نكهة ولا ذوق، له وأكدت الظاهرة التي ذهب إليها بعض التجار الحاملين لنوايا سيئة وباتوا يخلطون جوز الهند باللفت اليابس ويعرضونه على الزبائن دون أدنى ضمير. توابل مخلوطة بالتراب والإسمنت لم تسلم حتى التوابل كمواد مطلوبة جدا للطبخ من الغش الحاصل لاسيما وأنه يسهل مزجها بمختلف المواد بعد سحقها كونها تباع في العادة وهي مسحوقة مما سهل طرق خداع الزبائن بحيث صار الفلفل الأحمر يخلط مع التراب والفلفل الأسود مع الإسمنت لاشتراك مختلف تلك المواد في اللون لأجل تمويه الزبائن، وكان مجال التوابل مجالا فسيحا لتلك الأفعال الممارسة والتي يكون الغرض منها تحقيق الأرباح دون أدنى اعتبار لصحة المستهلكين، بحيث تتحد تلك التوابل في اللون إلا أنها منعدمة الروائح التي عادة ما تفوح من التوابل، وتدركها النسوة وتكون تلك التوابل المغشوشة من دون رائحة ولا طعم حتى أنها لا تضفي أي ذوق على الأطباق ما قالته السيدة مريم التي قالت إن التوابل صارت عرضة لتلك الممارسات والتي يكون القصد منها خداع الزبائن وكم من مرة وقعت فريسة تلك الأفاعيل الباطلة التي يمارسها بعض التجار وللأسف نتيجة الجشع ودون أدنى مراعاة لصحة الزبون، إذ أنها في مرة اقتنت فلفلا أسودا وشرعت في استعماله في بعض الأطباق إلا أنه لم يضف أي نكهة على تلك الأطباق وأثناء تفقده ظهر لها أنه مخلوط بمادة (السيمان) على حد قولها أو الإسمنت فما كان عليها إلا التخلص من الكمية بإلقائها بسلة المهملات حفاظا على صحتها، ونفس ما وضحته سيدة أخرى إذ قالت إنها تصادفت بمرة بخلط الفلفل الأحمر بمادة التراب لذلك فضلت أغلب ربات البيوت الاتجاه إلى اقتناء بعض التوابل وهي على أصلها الأول كالحبوب وبعد ذلك القيام بسحقها لضمان تركيبتها أو الاتجاه إلى محلات ذات ثقة والتعامل معها. لجان قمع الغش في خبر كان يحدث ذلك في غياب دور لجان الرقابة وقمع الغش التي لا نسجل لها حضورا سوى في شهر رمضان، أما غير ذلك فللتجار الوقت الكافي للتلاعب بصحة المواطنين ولمدة 11 شهرا وهي مدة طويلة يستقبل فيها الزبائن السموم ببطونهم لاسيما وأن الغش أضحى يمس مختلف المواد التي لا تخطر ببال أحد إلا أن التاجر يتصيدها ويذهب الى مباشرة أعماله عبرها للربح وتعريض حياة المستهلكين للخطر، فهدف الكثير من التجار صار تضخيم المداخيل حتى ولو كان ذلك عبر استعمال أساليب خداع الناس وعرض مواد مغشوشة عليهم كما سبق ذكره في مادة المرقاز التي صارت تملأ بمواد فاسدة ومتنوعة، ولم يستثن الغش أي مادة التي صارت عرضة لتلك الممارسات الصادرة من تجار ملأ بطونهم الطمع وعقولهم الجشع ليقع الزبون ضحية لغدرهم وتستنزف أمواله ومن بعدها صحته نتيجة تلك الأفعال.