تشهد هذه الفترة السوق الداخلية بالجزائر فوضى عارمة يعكسها تدفق السلع المستوردة بشكل عشوائي ودون مراعاة مقاييس النوعية وشروط التغليف والتعبئة والتخزين والحفظ هذا رغم وضوح النصوص القانونية الخاصة بهذا الجانب وتحول المستهلك الجزائري إلى ضحية بفعل اقتنائه لمنتجات غير صالحة وأخرى خطيرة على الصحة وهذا ما جعلنا نتجول ببعض الأسواق الشعبية بمدينة عنابة فوقفنا أمام الكميات الهائلة من السلع والبضائع المعروضة بالأسواق الموازية خاصة مواد حساسة كمواد التجميل والعطور ومزيل العرق التي تباع بأسعار مغرية أي أسعار جد منخفضة ولكن لم يتساءل المستهلك عن سبب هذا الانخفاض خاصة أنها تروج على أساس أنها ماركات عالمية لكن لا تشبهها إلا في التغليف وهذا هو الغش والتحايل الذي يحكم منطق البزناسة الذين أغرقوا الأسواق بتلك المواد وبالرغم أن البعض منها منتهية الصلاحية. ولمعرفة الأسعار قصدنا طاولة مواد التجميل حيث وجدنا سعرا أحمر الشفاه ب50دج والماسكرا ب70دج وهذا وقد اعتبرها بعض النسوة أنها فرصة لا تعوض مما جعلهن يتهافتن عليها بغرض شرائها أما بخصوص الملابس فهي أيضا منخفضة الأسعار فالسروال ب300دج والقميص ب200دج والفساتين ب400دج وهي صناعة صينية. وقد ساهم غياب الوعي لدى المستهلك في رواج تجارة كل ما يدخل إلى الأسواق من منتجات مهما كانت طبيعتها مع أن المستهلك يقع دائما ضحية الغش بمختلف أشكاله إلى جانب أن الإنعكاسات الصحية لتلك المنتوجات على صحة المستهلك من خلال تسببها في بعض الأمراض الجلدية ولهذا فإن المختصين يحذرون من اقتناء السلع المقلدة وعليهم تجنبها على اعتبار أنها لا تطابق المعايير العالمية من حيث المكونات والصلاحية وظروف البيع أيضا كان أن تعرض لمدة طويلة في الشمس وهذا في ظل غياب الرقابة على مثل هذه المواد خلال الفترة حيث أن كل السلطات منشغلة بالتحضير للانتخابات الرئاسية وهذا ما فتح المجال للانتهازيين في إغراق الأسواق بسلع منتهية الصلاحية.