تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على إقليم ولاية جيجل خلال 48 ساعة الماضية في إصابة عدة أشخاص بجروح ناهيك عن خسائر مادية معتبرة بعدد من الأحياء السكنية والبلديات الداخلية وحتى الساحلية وهو ما تطلب استنفار المزيد من عناصر الحماية المدنية لمواجهة مخلفات السيول التي جرفت في طريقها الأخضر واليابس . وقد سجلت أكبر الخسائر المادية بكل من بلديات العوانة ، زيامة منصورية وكذا عاصمة الولاية جيجل ، حيث غمرت السيول عددا من المنازل ببلدية زيامة منصورية الساحلية وهو مادفع بسكان هذه الأخيرة إلى الفرار منها تاركين أغراضهم وأثاثهم الذي أصيب جزء كبير منه بالتلف وذلك على الرغم من تدخل رجال الحماية المدنية لإنقاذ العائلات التي حاصرتها المياه الطوفانية ، وكذا امتصاص المياه من داخل البيوت والمحلات التي تحولت إلى فضاءات عائمة وهو نفس ماحصل ببلدية العوانة المجاورة والتي غمرت المياه بها عددا من الشقق السكنية والممرات الطرقية وهو ما استدعى تدخل رجال الإسعاف الذين ساهموا في التخفيف من حجم الكارثة وتهدئة السكان المتضررين الذين عمهم الرعب خصوصا في ظل ارتفاع منسوب المياه ببعض المناطق إلى أكثر من متر .ولم يفلت سكان عاصمة الولاية من السيول والفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من عاصمة الكورنيش بسبب سوء التهيئة وانسداد البالوعات وكذا الغش في الأشغال حيث غمرت المياه عددا من أحياء هذه الأخيرة ولم تستثن حتى بنك التنمية المحلية بعاصمة الولاية الذي غمرته المياه هو الآخر مما استدعى تدخل عناصر من الحماية المدنية لتصريف المياه التي غمرته وهنا تضاربت الأخبار حول حجم الخسائر التي سجلت بهذا البنك والتي وصفتها بعض المصادر بالهامة في غياب توضيح من الجهات الوصية ، كما تجدر الإشارة إلى إصابة مالايقل عن ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في سلسلة من حوادث المرور التي وقعت بسبب تصادم عدة سيارات بفعل سوء الرؤية وكذا سقوط بعضها في مطبات وبالوعات نجمت عن اهتراء الطرقات وانجراف جزء منها بعدما عجزت عن مقاومة التيارات المائية الجارفة ، كما تجدر الإشارة الى تلقي مصالح الحماية المدنية لأكثر من500 نداء نجدة من مناطق مختلفة من الولاية والتي لازالت تعد خسائرها إلى حد كتابة هذه السطور