يتواجد في وسط مدينة عنابة العشرات من العمارات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والتي أصبح بعضها على مشارف الانهيار كما هو الحال بالنسبة ل «عمارة لكتاب» التي ظهر بها تصدع كبير آخذ في الاتساع. وليد هري عبر عدد من سكان العمارات المحاذية لمتوسطة «سويداني بوجمعة» وسط مدينة عنابة عن مخاوفهم الكبيرة من انهيار بناية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بعد أن ظهرت بها تشققات كبيرة في الأشهر الأخيرة، وهو الأمر الذي وقفت عليه «آخر ساعة»، حيث يوجد بها تصدع كبير في هذه البناية المتكونة من طابقين، وهو ما يهدد حياة العائلات التي تقطن فيها والمارة بالطريق المحاذي لها، خصوصا وأن هذه المنطقة تشهد حركة كبيرة نظرا لوجود العديد من المحلات التجارية فيها، كما أن هذه البناية التي تعود ملكيتها إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري –حسب ما أكده لنا سكان الحي- تعتبر تهديدا أيضا لحياة تلاميذ متوسطة «سويداني بوجمعة»، نظرا لكون هذه الأخيرة تتواجد بمحاذة البناية والتلاميذ دائما ما يقفون بجانبها أثناء الموسم الدراسي، سعينا للوقوف على حالة هذه العمارة دفع عدد من سكان «عمارة الكتاب» (باطيمة لكتاب) التي تتكون من عدة عمارات تأخذ مجتمعة شكل كتاب مفتوح وهو سر تسميتها بهذا الاسم، إلى طرح المشكل القائم على مستوى هذه العمارة التي لا تبعد كثيرا عن البناية الأولى، حيث تتواجد بين محطة الحافلات «سويداني بوجمعة» وشارع بوزراد حسين، حيث أكد لنا عدد من سكانها على ظهور تصدع بها منذ أكثر من 15 سنة، وتحديدا في الجزء العلوي الفاصل بين عمارتين، وحسب المصدر فإن التصدع الذي وقفنا عليه أيضا توسع كثيرا مع مرور السنوات، وهو ما ينبيء حسبهم بكارثة حقيقية في حال لم تتدخل الجهات الوصية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، ويحدث ذلك في الوقت الذي سقطت فيه شرفة شقة تعود إلى الحقبة الاستعمارية أيضا على مستوى «رحبة الزرع»، حيث حدث ذلك قبل بضعة أيام ما استدعى غلق الشارع من أجل ترميم الشرفة، وتعد هذه الحالات انعكاسا للحالة الكارثية للعمارات القديمة في مدينة عنابة التي تعود جلها إلى فترة الاستعمار الفرنسي والتي تتطلب برنامجا استعجاليا من أجل إعادة ترميمها، ولحسن الحظ أن عنابة ليست من الولايات التي تشهد نشاطا زلزاليا وإلا لحدثت الكارثة، حيث أن حدوث زلزال سيكون كفيلا بنسف وسط مدينة عنابة بكاملها.