استرجعت خلال نهار أمس قرية “ اقني قغران “ التابعة لبلدية “ واضية “ بولاية تيزي وزو ذكريات ابنها عميد الأغنية الأمازيغية والجزائرية الشاعر والفنان الكبير “سليمان عازم”، وخلال هذه التظاهرة التي نظمت إحياء للذكرى 34 لوفاة الفنان سطرت الجمعية برنامجا ثريا ومتنوعا من خلال إلقاء محاضرات وشهادات من قبل أقاربه وأصدقائه. كما تم تنظيم معرضا للصور الفوتوغرافية حول حياته الفنية. كما تجدر إليه الإشارة فان هذا الفنان الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الأغنية القبائلية والجزائرية الفنان “سليمان عازم” الذي وافته المنية في تاريخ 29 جانفي 1983 أين مات في الغربة منفيا وبالعودة إلى حياة الفنان القبائلي “سليمان عازم” فإن الفنان ولد في 19 سبتمبر سنة 1918 ب “أغني يغران”، وهي قرية تتواجد بمنطقة واضية المحاذية لجبال جرجرة، و يعرف عنه أنه كان يرفض كل أنواع المساومات، وكان مسكونا بهاجس الدفاع عن المظلومين وإظهار الحقيقة، لم يكن يوما يبحث عن الشهرة والمال، بل استعمل الغناء والموسيقى للتعبير عن أوجاعه ومحاربة الفساد وفضح كل الحقائق المخفية. وبدأ “سليمان عازم” حياته بمعاناة مثله مثل كل أطفال وشباب القبائل والجزائر. ففي سن الحادية عشر كان يشتغل لدى أحد المستعمرين بمنطقة اسطاوالي بالعاصمة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا عام1937، و بالضبط إلى مدينة “لانغوي” للبحث عن حياة اقتصادية واجتماعية أفضل، لكن الحرب العالمية أخلطت أوراقه، حيث ظل لعدة سنوات ضحية العمل الإجباري المفروض من طرف النازيين الألمان، وفي 1945 بدأ يشتغل كمسير لمقهى بباريس. ورغم كل تلك المعاناة والصعوبات المهنية والبعد عن الوطن إلا أن سليمان عازم تعلق بالغناء والموسيقى، حيث أصدر أول ألبوم حقق نجاحا كبيرا بأغنيته الشهيرة “أموح أموح” التي خصصها للمهاجرين والغربة. “سليمان عازم” الذي اتهمته بعض الأطراف بوقوفه ضد الثورة محاولة للمساس بسمعته، ظهر أنه كان يعاني من قسوة الاستعمار وخصص لهذا الغرض أغنية “أفاغ أيجراذ ثمورثيو “ب بمعنى “أيها الجراد.. أخرج من بلادي” حيث يستنكر فيها الاستعمار والاحتلال الفرنسي بالجزائر. وقد تحوّل سليمان عازم إلى الفنان الذي يؤنس الجزائريين بالغربة، وذلك بأغانيه المؤثرة على أمواج إذاعة باريس في حصة ربع ساعة ليوميات القبائلي. وقد تناول “سليمان عازم” في أغانيه كل المواضيع السياسية والاجتماعية والعاطفية والغربة، معتمدا بشكل كبير على أشعار “سي موح أومحند” الذي تأثر به كثيرا، وهي الأغاني التي تعري الواقع المعيشي، وخصص جزء هاما من أغانيه للمغتربين في المهجر والحنين إلى زيارة أرض الوطن. ويعتبر مصدر إلهام لعدد معتبر من الفنانين القبائليين أمثال معطوب الوناس، تاكفاريناس وإيدير... ويتمنى محبو الفنان “سليمان عازم” إعادة الاعتبار لهذا الفنان بحجم مشواره الفني. وأن تنظم له تظاهرة وطنية تخرج عن النطاق المحلي القبائلي الأمازيغي والجزائري.