أحيت أول أمس الجمعية الثقافية ثافرارى، الذكرى ال 29 لرحيل عميد الأغنية القبائلية الشعبية الفنان سليمان عازم. حيث اغتنمت الجمعية فرصة تكريمه من خلال إحياء ذكرى وفاته التي كانت يوم 29 جانفي 1983 للمطالبة باسترجاع رفاته من فرنسا وإعادة دفنه بمسقط رأسه. وقد سطر المنظمون في هذه التظاهرة التكريمية برنامجا مكثفا احتضنته قاعة سينما الهڤار ببلدية ذراع بن خدة. حيث افتتحت التظاهرة بعرض صور لسليمان عازم وبعض الكتب ومقالات صحفية تناولت سيرته وحياته. كما ألقى حسين عازم ابن أخ الفنان سليمان عازم وعضو بالمؤتمر العالمي الأمازيغي، محاضرة تناول فيها مسيرة وحياة عمه الذي صنع تاريخ الأغنية الأمازيغية، كما تطرق إلى عدة قضايا تهم الفنان، وشاركت في هذه المحاضرة نفسها شقيقة الفنان سليمان عازم انا حجيلة، حيث قدمت شهادتها حول العديد من الأمور الشخصية لشقيقها سليمان عازم. كما تطرقت إلى قرحته من الغربة والآلام التي تكبدها خلال عيشه في فرنسا. وفي الفترة المسائية نظم حفلا غنائيا شارك فيه مجموعة من الفنانين القبائليين المعروفين. ثم قدم عرضا مسرحيا لفرقة ثافرارا. ولد سليمان عازم يوم 19 سبتمبر 1918 بأقني قغران في دائرة واضية بولاية تيزى ووزو، عندما بلغ سن 11 من عمره اشتغل لدى أحد المستعمرين بمنطقة اسطاوالي بالعاصمة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا سنة 1937 وبالضبط إلى مدينة لانغوي للبحث عن حياة اقتصادية واجتماعية أفضل، لكن الحرب العالمية أخلطت أوراقه، حيث ظل لعدة سنوات ضحية العمل الإجباري المفروض من طرف النازيين الألمان، وفي 1945 اشتغل كمسير لمقهى بباريس. ورغم كل تلك المعاناة والصعوبات المهنية والبعد عن الوطن إلا أن سليمان عازم تعلق بالغناء والموسيقى، حيث أصدر أول ألبوم حقق نجاحا كبيرا بأغنيته الشهيرة أموح أموح التي خصصها للمهاجرين.