تعرف ورشات البناء شللا كبيرا باقليم ولاية جيجل وذلك على خلفية الإلتهاب الذي تعرفه أسعار حديد التسليح على مستوى أسواق الولاية وهو الأمر الذي قد يتسبب في تعطيل عديد المشاريع بما فيها المشاريع السكنية ذات الطابع الإجتماعي . فبعدالإستقرار الذي عرفته خلال الفترة الماضية عادت أسعار حديد البناء لتشهد ارتفاعا غير مسبوق على مستوى الفضاءات المخصصة لبيع هذه المادة الحيوية في مختلف مشاريع البناء ، وقد مست هذه الزيادة التي تجاوزت ال30 بالمائة كل أصناف الحديد وفي مقدمتها الصنفين (8و12مم) وهما الصنفان اللذان يكثر الإقبال عليهما من قبل المستهلكين ويوظفان في معظم مشاريع البناء والتسليح خصوصا ماتعلق منها بالمشاريع السكنية الأمر الذي يفسر الشلل الذي يلقي بظلاله على أغلب ورشات البناء بجيجل سيما الخاصة منها وان كانت أطراف متابعة لما يحدث بسوق الحديد بالولاية تحذر من امكانية أن يمس هذا الشلل حتى ورشات البناء العمومية مما قد يتسبب في تأخر تسليم بعض الحصص السكنية التي تدخل ضمن مختلف الصيغ السكنية وفي مقدمتها السكن الإجتماعي . ورغم أن ولاية جيجل تتوفر على أحد أكبرالمصانع المتخصصة في انتاج الحديد عبرالوطن أو بالأحرى مصنع بلارة الذي شرع عادليرفع مستوى انتاج الحديد بأنواعه وتحديدا حديد البناء بعد تجاوز مخلفات جائحة كورونا الا أن ذلك لم يحل دون التغلب على مشكل أسعار الحديد عبرأسواق الولاية وهو مايرجعه المتابعون الى ارتفاع أسعار المادة الخام فيالأسواق الدولية والإنهيار المتواصل لقيمة الدينار بحكم أن هذه المادة يتم استيرادها بالعملة الصعبة ، وهذا دون اغفال عامل آخر وهو تأخر دخول وحدة الإختزال المباشر على مستوى مصنع بلارة بالميلية حيز الإستغلال بسبب جائحة كورونا والتي ستسمح بمعالجة مادة الحديد محليا دون الحاجة الى جلب المادة النصف مصنعة من الخارج مايعني بأن الأزمة مرشحة للتفاقم أكثر بكل ماسيكون لها من تبعات على أسعار الحديد بعاصمة الكورنيش ومن خلاله مستقبل قطاع البناء الذي يوظف عدد كبير من العمال .