تعتبر نعيمة دهينة من بين الوجوه النسوية التي نجحت في دخول معترك المحليات المقبلة ببلدية بلوزداد، وهي تضع أولى أولوياتها مواصلة النضال في حزب جبهة التحرير الوطني عبر منبر البلدية، وبقدر فخرها بانتمائها إلى الأفلان فإن إرادة تحذوها من أجل خدمة المواطنين، فمسارها النضالي جعل منها أول امرأة تتصدر قائمة انتخابية في منطقة »بلكور« التي تعهدت مواطنيها بالتكفل باحتياجاتهم في حدود الإمكانات المتوفرة. * الكثير تساءل عن نعيمة دهينة المرأة التي كانت لها الشجاعة في ترأس قائمة الحزب العتيد في بلدية بحجم بلوزداد. هل لنا أن نتعرّف عليك؟ ** بالطبع، نعيمة دهينة هي امرأة بسيطة حالها ككل الجزائريات، لها من العمر 52 سنة، ولدت وترعرعت في حي »بلكور«، من عائلة ثورية، فوالدي مجاهد ومناضل معروف في المنطقة، أُحب كرة القدم وأعشق فريق اتحاد بلوزداد، تقلدت عدة مناصب من بينها أني كلفتُ بالشؤون الاجتماعية كنائب في المجلس الشعبي البلدي منذ 2002، بدأت نضالي في حزب جبهة التحرير الوطني منذ 2004، ثم أصبحت عضوا في قسمة بلوزداد في 2010، وأنا أشتغل حاليا كإطار في البنك. * كيف لك أن تقنعي سكان بلوزداد بقدرتك على تسيير شؤونهم وكذا في بناء صورة إيجابية عن السيدة الأولى على هذه البلدية، وكيف ستعملين على إحداث التغيير المنشود؟ ** هذا لا يتأتى إلا بالعمل الجاد، لقد ارتأينا في برنامجنا أن يتم التكفل بانشغالات المواطن والأخذ بعين الاعتبار لمطالبه المختلفة وذلك في حدود إمكانات الدولة وأحلام الأفراد والجماعات، كما أن احتكاكي بالمواطنين من مختلف أنحاء البلدية دفعني للإصرار على مواصلة النضال وحبّ فعل الخير من ما قدمه لي حزب جبهة التحرير الوطني، ما جعلني أهتم أكثر بهموم المواطن »البلوزدادي« ومشاكله وخاصة فئة الشباب والعنصر النسوي. وباعتباري إحدى بنات هذه المنطقة أفكر جديا في تمثيل هؤلاء الناس وخاصة الشباب الذين يعيشون فيه ظروفا صعبة، كوني أصبحت على دراية بهمومهم ومشاكلهم، قبل ترشيحي للانتخابات لذا أنا أؤمن شخصيا أنه لا يوجد أحسن من امرأة لحل مشاكل المواطن. * هل كان دخولك في غمار المحليات عن قناعة ذاتية أم أنك وجدت نفسك مقحمة في معترك القوائم الانتخابية بفعل قانون ترقية المشاركة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة؟ ** في الحقيقة، وكي أكون صادقة، أنا لم أكن أتمنى يوما أن أصبح رئيسا للمجلس الشعبي البلدي أو أي منصب مسؤولية من هذا النوع ذلك أن الخوف من المسؤولية التي ستواجه هذا المسؤول أمام ما يقارب 42 ألف نسمة يعتبر من الوظائف التي تصنف أداءها ضمن المهمات المستحيلة، خاصة في بلدية تعرف بمشاكلها العويصة، إلا أن إلحاح من حولي، من المناضلين والمقربين وكذا المواطنين، منحني الشجاعة الكافية لأن أخوض هذه المغامرة التي ليس لها أية علاقة بقانون ترقية المشاركة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة. وأنا على قناعة بان للمرأة الكفاءة والمقدرة على تعبئة المجتمع وخوض غمار الاستحقاقات الوطنية، وترشحي جاء حتى يثبت أيضا أن المرأة الجزائرية بصفة عامة والمرأة البلوزدادية بصفة خاصة يمكن أن يكون لها دور في المجالس المنتخبة إلى جانب أخيها الرجل، وذلك بمجهوداتها التي تثبت هذه الكفاءة من خلال دخولها لهذا المجال السياسي. * تعرف الانتخابات المحلية منافسة قوية بين متصدري قوائم الأحزاب، كيف ستواجهين هذه المنافسة لتحقيق الفوز؟ ** أستطيع القول أن انضمامي لحزب جبهة التحرير الوطني جعلني أتمسك أكثر بمبادئ المنافسة النزيهة التي أؤمن شخصيا أنها ستجعل من الشخص الأجدر بالثقة أن يكون على سلّم النجاح بصفة دائمة، وذلك باتحاد وتضامن المجموعة التي يكون ضمنها، وعليه أنا أرى أن المنافسة تكون بين القوائم بشكل عام وليس بمتصدريها لأن فوز القائمة رقم 22 هو فوز للأفلان وليس فوز لشخص نعيمة. لذلك فقد حان الوقت للجيل الجديد لأن يصبح الوسيط بين المواطن والمسؤولين المحليين أو المركزيين، وأنا أتشرف بأن أكون رفقة عدد من الإطارات النسائية معدل أعمارهن بين 30 و50 سنة وضمن قائمة هدفها التغيير الإيجابي في مهمة ليست بالهينة، فنحن نريد أن نجعل من هذه الوظيفة جسرا بين المواطن والسلطة، جسر نعبّر من خلاله عن كل انشغالات المواطن، حيث تناقش بجدية ومصداقية في حدود إمكانات الدولة وأحلام الأفراد والجماعات، كما أن في الجزائر بصفة عامة وبلوزداد خاصة، شباب على وعي كبير بأن محليات ال29 نوفمبر، هي الفرصة الحقيقية للتغيير فكل الشروط مواتية فلا نضيعها لأن تضييعها لا يعني ضياعنا نحن وإنما تضييع أحلام أجيال قادمة، وهو ما عشناه نحن شباب اليوم للأسف ولا نريد أن يتكرّر المشهد لجيل الغد. * في حال وصولكم إلى رئاسة البلدية، ما هو أول تغيير ستقومين به، وما هي أهم المحاور التي سيتم التركيز فيها بالنسبة إليك؟ ** لطالما شغل بالي مشكل تلوث المحيط في »بلكور«، لذلك سأعمل في حال الفوز إن شاء الله على حماية المحيط وتطهيره من النفايات التي باتت تطبع الشارع العام لبلوزداد أما المحاور التي سنركز عليها فتتمثل في الشباب والمرأة والتي أخذت من خلالها حصة الأسد في برنامجنا، حيث تطرقنا للعديد من المحاور والأمور العديدة التي استلهمناها من واقع الشعب والمجتمع، وهذا من خلال زيارتنا لمختلف المناطق التي كانت في إطار جمع التزكيات والتي تعتبر المرحلة الأولى في ذلك من خلال ما استلهمناه من الواقع المعيش للمواطن في »بلكور«، ومن خلال هذه التجربة تطرقنا في برنامجنا إلى مختلف القطاعات من بينها الإدارة والتعليم وكذا الجانب الاجتماعي، وهذا كله يصب في خدمة المواطن وخاصة الشباب منهم.