انطلاق امتحان اثبات المستوى للمتعلمين عن بعد في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي    ممثلا لرئيس الجمهورية..شرفة يشارك في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة بنيروبي    مجازر 8 مايو 1945 : صورة قاتمة لسياسة الإبادة التي انتهجتها فرنسا الاستعمارية    أعضاء مجلس الأمن الدولي يجددون التزامهم بدعم عملية سياسية شاملة في ليبيا    بطلب من الجزائر …مجلس الأمن يعقد هذا الثلاثاء جلسة مغلقة حول المقابر الجماعية في غزة    "الجزائر شريك استراتيجي في التعاون الإفريقي: الفرص وآفاق التعزيز" محور ملتقى بالجزائر العاصمة    بن طالب يبرز جهود الدولة في مجال تخفيض مستويات البطالة لدى فئة الشباب    عون: الملكية الفكرية حماية وضمان لنمو وازدهار الابتكار    وزير الاتصال : الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي    الرابطة الأولى: تعادل اتحاد الجزائر مع شبيبة القبائل (2-2)    قوجيل يستقبل رئيس الجمعية الوطنية للكونغو    بن مبارك يشيد بدور الإعلام الوطني    دعوة إلى تعزيز التعاون في عدّة مجالات    ماذا بقي في رفح؟    تنصيب مدير عام جديد أشغال العمومية    خطوة كبيرة لتكريس الرقمنة    فيلم فلسطيني يثير مشاعر الجمهور    وزير الاتّصال يكرّم إعلاميين بارزين    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    وزير الداخلية يؤكد من خنشلة: الرئيس يعمل على تغيير الأوضاع وتحصين البلاد    سطيف: حجز 383 غراما من الكوكايين و11 ألف قرص مهلوس    زيدان يحدد موقفه النهائي من تدريب بايرن ميونخ    سريع الحروش ثالث النازلين: نجم هنشير تومغني رسميا في جهوي قسنطينة الأول    تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة    "حماس" تبلغ الوسطاء القطريين والمصريين بالموافقة على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار في غزة    ضبط كل الإجراءات لضمان التكفل الأمثل بالحجاج    الحماية المدنية..عيون ساهرة وآذان صاغية لمواجهة أيّ طارئ    رفع الحجم الساعي للتربية البدنية السنة المقبلة    صادرات الجزائر من الإسمنت 747 مليون دولار في 2023    حقوقيون يدعّمون المعتقلين المناهضين للتطبيع    الشهداء الفلسطينيون عنوان للتحرّر    توجيه 435 ألف مستفيد من منحة البطالة نحو عروض عمل    النخبة الوطنية تنهي المنافسة في المركز الثالث    تعاون أكاديمي بين جامعة الجزائر وجامعة أرجنتينية    "هولسيم الجزائر" تركب ألواحا شمسة بموقع الإنتاج    تهيئة مباني جامعة وهران المصنفة ضمن التراث المحمي    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    سياسة التشغيل ضمن سياسات التنمية الشاملة في الجزائر    بلبشير يبدي استعداده لتمديد بقائه على رأس الفريق    بيتكوفيتش يأمل في عودة عطال قبل تربص جوان    مدرب سانت جيلواز يثني على عمورة ويدافع عنه    "حصى سيدي أحمد".. عندما تتحوّل الحصى إلى أسطورة    الإطاحة بمروج المهلوسات    "نمط إستهلاكي يستهوي الجزائريين    تفكيك خمس عصابات مكونة من 34 فردا    حجز 134 كيلوغرام من اللحوم فاسدة    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون الأفارقة -معضلة تبحث عن حل
أعدادهم في تزايد ومصيرهم يبقى مجهولا

ينتشرون أفرادا وجماعات بكل شوارع وطرقات العاصمة وولايات أخرى .. يملؤون محطات الحافلات والقطارات .. يتجوّلون بكلّ حريّة بالساحات العمومية والحدائق.. يجتمعون بالأرصفة وتحت الجسور وعند مداخل المساجد .. ويمتهنون التسوّل واستعطاف المحسنين، تلك هي المشاهد التي يصنعها اللاجئون على حد وصف قسنطيني أوالنازحون الأفارقة كما سمتهم بن حبيلس، منذ أشهر عديدة بمدننا، حتى أضحت قضيتهم »قضية رأي عام« بعد أن تبنّتها وسائل الإعلام وتفاعل معها المجتمع المدني بصدر رحب أحيانا وبتذمّر أحيانا أخرى، وأمام الترحيب والاستهجان، يبقى مصير هؤلاء مجهولا.
بعد تخليهم عن بلدانهم الفقيرة وهجرهم لها خوفا من الحروب والنزاعات المسلّحة وهربا من الفقر الذي حوّل حياتهم إلى بأس وجحيم لا يطاق، انطلقوا في رحلة البحث عن أرض كريمة تؤويهم وفرصة تضمن لهم العيش الرّحيم فكانت الجزائر مقصدهم الأول وبدؤوا بالتوافد عليها بالعشرات والمئات، ولم يلبثوا أن دخلوا أراضيها حتى وجدوا كل الأبواب مفتوحة أمامهم فاكتسحوا عديد الولايات بما فيها العاصمة ولم يمنعهم شيء، واختاروا امتهان حرفة التسوّل واستعطاف المواطنين من أجل الظفر بلقمة تسد جوعهم الشديد وثياب تسترهم، ومنهم من احتك بالمتسولين الجزائريين وأصبحوا يقاسمونهم الأرصفة ومداخل المساجد بل يزاحمونهم في صدقات المحسنين.
للوقوف على هذه الظاهرة التي أصبحت مألوفة بعد أن أسالت الحبر من الأقلام ووضعت الكثير من التساؤلات والاستفسارات في الواجهة، خرجت »صوت الأحرار« في جولة استطلاعية ببعض أحياء وشوارع العاصمة وضواحيها للتقرب أكثر من هؤلاء الأفارقة وأخذ آراء المواطنين بخصوصهم، فكانت البداية من حي العناصر »الرويسو« بالعاصمة أين شدّنا مشهد مجموعة من الأفارقة بمحطّة الترامواي يظهر أنهم عائلة ومعهم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين السنة والسبع سنوات، يحاولون الصعود على متن الترامواي لوجهة لم نستطع تحديدها لكنهم منعوا من طرف المراقبين بالمحطة لعدم تقديمهم تذكرة الرحلة، ثمّ غادرنا المكان تاركين هذه العائلة الإفريقية اللاجئة »تفاوض« مع المراقبين علّهم يغيرون رأيهم ويسمحون لهم بالمغادرة مجانا.
وغير بعيد عن هذا الحي وبالتحديد عند مدخل حديقة التجارب، استوقفتنا لاجئة إفريقية أخرى تحمل طفلين على ظهرها وتمسك بإناء به بعض الدينارات وهي تقترب منا مهرولة تردد كلمة صدقة، صدقة ثم توجهت إلى الطريق وراحت توقف السيارات لطلب الصدقة أيضا غير مبالية بالخطر الذي يحدق بها هي وطفليها، ولم تبارح مكانها حتى أبعدها الشرطي، وواصلنا نحن طريقنا إلى ساحة البريد المركزي التي لن نقول أن مساحتها افترشت كلها من طرف الأفارقة خوفا من المبالغة لكن الذي لاشك فيه هوأن أعدادهم كثيرة بالمكان وما يميّزهم حالتهم البائسة وملابسهم الرثة التي تدعوا للشفقة وصراخ أطفالهم الذي اتضح أنّه يزعج المارة الّذين عبّرت ملامحهم عن ذلك.
بضع خطوات أخرى تقدمنا بها نحوشارع الأمير عبد القادر ونحن على يقين من مصادفتنا لجموع أخرى من اللاجئين الأفارقة، حتى اصطدم بصرنا بإفريقية بصدد إرضاع ابنها على قارعة الطريق وابنتها تبكي بصوت عال بسبب الجوع، وفي الجزء الآخر من الشارع يقف اثنان على مدخل محل للأكل السريع يطلبون من الناس ما يسدّ جوعهم وعطشهم، إضافة إلى أولئك الذين كانوا يروحون ويجيئون بحثا عن عمل يستطيعون ممارسته بعد أن أعياهم التسول.
اللاجئون الأفارقة بين الترحيب والاستهجان
جولتنا القصيرة هذه كانت كافية لتأكيد المعانات الكبيرة التي يعيشها هؤلاء النازحين والظروف الصعبة والقاسية التي حتى وان كانت أرحم من ما عايشوه في بلدانهم الفقيرة والنامية إلا أنها تبقى عسيرة على أرواح بشرية قبل كلّ شيء، وما كان علينا بعدها سوى استطلاع آراء بعض المواطنين حول هذه الظاهرة التي اتسعت دائرة انتشارها مؤخّرا حيث أكّدت لنا زهيرة موظّفة أنّها منذهلة من الأعداد الكبيرة التي أصبحت تصادفها يوميّا للاجئين كما تأسّفت من الحالة البائسة التي يعيشونها وأضافت قائلة »استقبال الجزائر لهم مبادرة نبيلة تدخل في مفهوم الإنسانية بالدرجة الأولى، لكن الأجدر أن يتكفل بهم بإنشاء ملاجئ خاصة لهم عوض تركهم هكذا في الشوارع خاصة هنا بالعاصمة التي ملأها المتسولون المحليون وغزاها هؤلاء الأفارقة مما أعطى صورة سلبية لا ترتقي لصور العواصم الراقية« كما أطلعتنا ذات المتحدثة على أنها لا تتردّد في مساعدة هؤلاء اللاجئين في كلّ مرة سمحت لها الفرصة.
»محمّد« طالب جامعي استوقفناه عقب تقديمه نقودا لأحد المتسولين، أعلمنا أنه يرأف بحالهم خاصّة وهم من دون مأوى وعمل، وما يزعجه أكثر حالة الأطفال التي تدمي القلوب فهم بحاجة إلى كلّ أنواع الدعم والمساندة بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها خاصّة مع اقتراب فصل الخريف وانخفاض درجات الحرارة ممّا سيزيد من تأزم حالتهم، الأمر الذي على السلطات المعنية تداركه وعرّج قائلا »أتمنّى أن يتوقف البعض عن استغلالهم وازعاجهم فقد سمعت كثيرا عن أشخاص يتاجرون في المخدّرات استدرجوا بعض الأفارقة للعمل معهم وما كان لهؤلاء سوى القبول رغبة في تحسين ظروفهم«، ومن جهتها الحاجة وردية كشفت لنا أنّها في كل يوم تقريبا تخرج بوجبات خفيفة توزّعها على كلّ المحتاجين الأفارقة الذين تلتقيهم وقالت في هذا الشّأن »نحن شعب مؤمن لا نرد السّائل ومن واجبنا مساعدة هؤلاء لأنّهم لجئوا إلينا بعد أن ضاقت بهم حياتهم وعلينا أن لا ننسى أنّهم إضافة إلى فقرهم وبأسهم هم غرباء وبعيدين عن أوطانهم«.
النظرة السلبية تمنع يد المساعدة
في نفس الموضوع استنكر بعض المواطنين الذي قابلناهم ظاهرة اكتساح النازحين الأفارقة لعديد ولايات ومدن البلاد خاصّة بعد تمرّد بعضهم وخروجهم من المخيمات التي خصصت لهم وقيامهم ببعض الممارسات التي اعتبروها مشينة مثل ما جاء على لسان رياض تاجر »من المفروض أن يبقوا على الحدود وتوفر لهم ملاجئ، لأنهم لا يحسنون التصرّف ولا يتوقفون عن تلويث الشوارع ببقايا طعامهم والأشياء التي يفترشونها، بالإضافة إلى بعض الممارسات التي تصدر منهم وتتنافى مع طقوسنا وديننا« كما عبّرت دنيا عن خوفها من إمكانية انتشار أمراض معدية يأتون بها من بلدانهم ما جعلها تتحاشى الاقتراب منهم، وأشار عماد، أستاذ، إلى ضرورة القيام بمتابعة صحيّة لهؤلاء النازحين خاصة وأنهم يأتون من بلدان تكثر فيها الأمراض الفتاكة والمعدية.
هذا وقد تقدم العديد من المواطنين بشكاوى ضد بعض اللاجئين الأفارقة بسبب تجاوزات قاموا بها، من سرقات وتعدّي على أملاك المواطنين وإزعاجهم، وفي هذا الصّدد يقول »سيف الدين«: »من المؤسف أن تتحوّل العاصمة إلى ملجأ لهؤلاء، فقد حوّلوها إلى خراب، ناهيك عن الأمراض التي قد يحملونها فلا أظن أن أطفالهم ملقحين أو محميين، والمزعج أنك أينما ذهبت تجدهم والغريب هو تمرّدهم في بعض الأحيان إذ في الأسبوع الفارط تقدمت بشكوى ضد إحدى العائلات بعد أن اقتحمت حديقتي، وما يزيد الطين بلة اقتراب موسم البرودة والأمطار مما قد يدفع بهم إلى اقتحام المنازل عنوة«، وأضاف أنهم لا يملكون أية وثائق تثبت هويتهم مما يصعب على السلطات التعامل معهم.
بهذا تبقى قضية اللاّجئين الأفارقة على المحك، بين شفقة ورأفة بعض المواطنين وبين استنكار واستهجان بعضهم الآخر، وبين هذا وذاك تتأرجح قضية إنسانية من العيار الثقيل تنتظر إجراءات وتدابير مستعجلة خاصّة مع تزايد أعداد الوافدين واقتراب حلول فصل الشتاء.
----------
بين الهروب من ويلات الحرب وتحقيق حلم العبور إلى الضفة الأخرى
الجزائر تتحول إلى ''وجهة حتمية'' للرعايا الأفارقة
تعودنا على رؤية الأفارقة، يجوبون شوارع المدن الجزائرية، فرادى أوفي شكل جماعات، بعضهم يطلبون صدقة، وآخرون يعرضون بضاعتهم على أرصفة الأزقة والأسواق الشعبية، وغالبا ما تتمثل في العقاقير والأعشاب الطبية والنظارات الشمسية، لكن هؤلاء الأفارقة، ينتمون إلى فئتين مختلفتين تماما، منهم النازحين من شمال مالي بسبب ظروف الحرب ومنهم أولئك الذين قدموا إلى الجزائر سرا ويحلمون بالعبور إلى جنات أوروبا، وتواجد هذه الفئة الأخيرة يمثل هاجسا حقيقيا للمصالح الأمنية، بفعل تورط العديد منهم في جرائم ترويج المخدرات، التزوير والنصب والاحتيال عن طريق خدعة المحلول السحري والشعوذة.
تعج شوارع الجزائر العاصمة منذ شهور بالنازحين الماليين، الذين أصبح عددهم يتضاعف من يوم لآخر، بحكم ما يجري في منطقة الساحل من اشتباكات جعلت العشرات من العائلات المالية تفر طلبا للأمن وبحثا عن ما يسد رمق أبناءها، الذين أصبحوا يمتهنون بدورهم حرفة التسول.
أطفال ، رجال ونساء يتواجدون في حالة صعبة وملابسهم ممزقة، المشهد المتكرر يوميا بشوارع المدن الكبرى للجزائر، وليس فقط العاصمة، أين تجد هؤلاء يسيرون جماعات يتوسلون المارة لمنحهم صدقة وإعانات مهما كانت طبيعتها.
ويتوافد هؤلاء على متن الحافلات إلى مختلف مدن وسط، شرق وغرب البلاد قادمين من ولايات الجنوب، محملين بمختلف السلع من ألبسة بالية وأواني للأكل وغيرها.
ويجلس الأطفال الرضع مع أمهاتهم، يفترشون الأرض وفي حالة مزرية للغاية، ويتواجدون في مواقع حساسة من الشوارع الكبرى بمختلف المدن الجزائرية، يستعطفون المارة خاصة أنهم تعلموا النطق بالعربية وأكثر العبارات التي يرددونها » في سبيل الله«، » صدقة« » لله يا محسنين« .
وتتجدد مشاهد النساء رفقة أطفالهن بمختلف الشوارع، سائلات الناس صدقة، مهما كانت طبيعتها: طعام، ملابس أومال، في وقت تسجل فيه مراكز الولادة عبر مختلف المستشفيات العمومية توافد نازحات لوضع حملهن.
ورغم مساعي الهيئات الفاعلة في الحقل الخيري، إلا أن هذه الفئات تظل تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم، ناهيك عن الأمراض التي تفتك بأجسادها والأخطار المحدقة بها.
ولم يعد وجود هؤلاء الأفارقة يسترعي انتباه المواطنين، وذلك بالنظر إلى أعدادهم المتزايدة بشكل مستمر، حيث تؤكد الملاحظة الميدانية، أن هؤلاء الأفارقة قد اجتاحوا كل المدن الجزائرية ووصلوا حتى إلى قرى ومداشر منطقة القبائل.
لكن بالنسبة للمصالح الأمنية فإن الفئة الأولى التي اضطرتها ظروف الحرب في شمال مالي إلى النزوح إلى الجزائر، وجودها لا يثير القلق، بالنظر إلى الظروف الإنسانية المحيطة بالموضوع ، لكن الأمر المقلق ما يتعلق بأولئك الأفارقة، الذين قدموا إلى الجزائر سرا ويحلمون بالعبور إلى جنات أوروبا، يحاولون الوصول إلى الضفة الأخرى، قصد وضع حد لحياة الفقر والبؤس، التي يعيشونها في بلدانهم وعددهم يزيد عن 20 ألف رعية، دخلوا عبرالحدود الجنوبية خلال سنوات، يقطعون مسافات طويلة من الجنوب إلى الشمال، ليصلوا إلى الجزائر العاصمة والمدن الكبرى، بحثا عن فرص أكبر لجني المال والربح السريع.
تواجد هؤلاء يمثل هاجسا حقيقيا للسلطات بفعل تورط العديد منهم في جرائم ترويج المخدرات، التزوير والنصب والاحتيال عن طريق خدعة المحلول السحري، الرقية والشعوذة )قري قري(..
وينتمي هؤلاء الرعايا إلى مختلف الجنسيات وتتصدر النيجر القائمة بنسبة ,41 يليها الجنسية المالية ب 18 ثم نيجيريا، غانا والكوت ديفوار، الكاميرون، السينيغال والتشاد وغيرها .
وحسب مصدر من الشرطة القضائية، فإن عدد القضايا الإجرامية، التي تورط فيها الرعايا الأفارقة في تزايد مستمر، خاصة تلك التي تتعلق بالنصب والاحتيال، وتحترف هذه الفئة هذا النوع من الجريمة من أجل الكسب السريع وتحقيق الثراء والرفاهية، التي يحلمون بها والتي تفتح أمامهم أبواب الإبحار نحوأوروبا، حيث » الإلدورادو« الذي ينتظرهم .
ويتراوح عدد الأجانب الموقوفين بتهمة الهجرة غير الشرعية مابين سبعة آلاف وعشرة آلاف مهاجر غير شرعي سنويا، يودع حوالي ألف منهم سنويا السجن بتهم مختلفة، فيما يتم طرد المئات نحوبلدانهم الأصلية..
وفي هذا الإطار سبق للمصالح الأمنية أن تلقت العديد من الشكاوي التي تقدم بها ضحايا ما يسمى بخدعة السائل السحري، والملفت للانتباه أنه في كل مرة يتمكن فيها هؤلاء الأفارقة من الإيقاع بالضحية يكون المبلغ ا لذي يستولون عليه ضخم، وكأنهم يختارون ضحاياهم بعناية فائقة. معظمهم يزعمون أنهم يتمتعون بقدرات خارقة لتسخير الجن، الشعوذة، الرقية، بواسطة الزئبق الأحمر والصندوق الأسود ومضاعفة الأموال باستعمال المحلول السحري، وهم بذلك يدركون جيدا طريقة الإيهام وجعل الطرف الآخر أوالضحية يصدق تلك المزاعم الكاذبة، حتى يتمكنوا من الاستيلاء على مبالغ خيالية.
بعض هؤلاء الأفارقة ينشطون ضمن عصابات كثيرا ما يبدأ عملها عند تصفح إعلانات بيع أملاك من المنازل ومختلف العقارات، حيث يتصل أفراد هذه العصابات بأصحاب هذه الأملاك الذين يتم اختيارهم بعناية، وحين يحضر موعد اللقاء، يعمد هؤلاء إلى عرض على المعني مبالغ مالية بالعملة الصعبة مغلفة كلها بمادة سوداء وبحوزتهم محلول كيميائي يقومون من خلاله بنزع تلك المادة السوداء، وعندما ينتهي محتوى القارورة من المحلول السحري، يطلبون من الضحية مبلغا ماليا معتبرا مقابل إحضار محلول لإزالة ما تبقى من المادة السوداء على الأوراق النقدية المزورة، وغالبا ما يرضخ الضحية للمطلب بعد أن يكون الطمع قد أعمى بصيرته ويغيب أفراد العصابة في رمشة عين، بعدما يكونون قد استولوا على مبلغ مالي معتبر، تاركين الضحية يعض أطراف أصابعه.
وفي كل مرة يتم فيه توقيف رعايا أفارقة مختصون في التحايل على المواطنين بإيهامهم بتحويل أوراق سوداء على شكل قصاصات نقود إلى دولارات أو عملات أخرى مثل الأورو، بحيث يدعي هؤلاء المحتالون بأن هذه القصاصات وباستعمال المحلول السحري تتحول إلى دولارات، غير أنهم يطلبون من ضحاياهم شراء المحلول، الذين يعميهم الطمع ويدفعون أموالا طائلة بالعملة الوطنية للحصول على المحلول طمعا في الظفر بآلاف الدولارات.وقد تم اكتشاف أولى هذه القضايا سنة 1999 بالجزائر العاصمة، عندما وقع رجل أعمال ضحية تلاعب أفارقة، حيث قدم مبالغ مالية طائلة، مقابل الحصول على القصاصات الورقية السوداء والمحلول السحري طمعا في أن تتحول إلى دولارات.
مصالح الأمن والدرك الوطني تسجل يوميا، قضايا احتيال ونصب أبطالها أفارقة.
----------
يحتلون صفحات الجرائد
اللاجئون الأفارقة.. خطر المخدرات والتهريب والسرقة
يعد تواجد الأفارقة في الجزائر مشكل أرهق كاهل الحكومة والمسؤولين على حد سواء، نتيجة تورط هؤلاء المهاجرين في عمليات النصب والاحتيال والمتاجرة بالمخدرات وغيرها من الجرائم، ما دفع بالسلطات المعنية للتحرك من اجل حد هذه الظواهر ومنع انتشارها في المجتمع الجزائري، وبهدف وضع المواطن في صورة المجهودات التي تقوم بها الحكومة من اجل تحقيق أمنه وسلامته، عملت العديد من الصحف الوطنية والخاصة على تحرير العديد من المقالات هدفها تبيين مدى خطورة هؤلاء المهاجرين على امن البلاد.
قامت »صوت الأحرار« بالإطلاع على مقالات بعض الصحف الوطنية والخاصة التي تناولت موضوع اللاجئين الأفارقة وما مدى خطورتهم على أمن وسلامة المواطنين، حيث أفادت جريدة وطنية بالبند العريض تعرض مجموعة من الشباب لعملية النصب والاحتيال من طرف عصابة أفارقة يحتالون على البطالين عبر »الفايسبوك« وإيهامهم بالحصول على »فيزا« إلى كندا، مستغلين ظروفهم الاجتماعية المزرية لنهب أموالهم.
في نفس الموضوع ورد في جريدة أخرى مقال يخص القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية والجماعات المحلية رسميا المتمثل في تقليص مدة إقامة اللاجئين الزاحفين نحو الجزائر منذ سنة 2014 بسبب الأزمات الأمنية في منطقة الساحل وبعض الدول العربية على غرار سوريا وليبيا وتونس، وهذا بعد التأكد من صحة التحريات الأمنية التي تفيد بتورط بعض هؤلاء اللاجئين في عمليات التهريب وتزوير العملة، إضافة إلى تكوين جماعات أشرار وانتماء بعضهم للجماعات الإرهابية، كما كشفت مصادر إعلامية أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية قررت رسميا تقليص مدة إقامة اللاجئين بالأراضي الجزائرية من 3 أشهر إلى 45 يوما فقط، وهذا كإجراء وقائي الهدف منه حماية الحدود الجزائرية من مخاطر التهريب وتسلل الجماعات الإرهابية التي استفحلت منذ بداية الأزمات الأمنية في هذه الدول، إضافة إلى حماية المواطن من مخاطر انتقال الأمراض المعدية، لاسيما من دول مالي والتشاد والنيجر وهذا بعد تسجيل حالات عديدة من الكوليرا والحمى القلاعية وغيرها من الأمراض المعدية
. وفي نفس السياق أشارت الجريدة إلى التعليمات الصارمة التي أعطتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية لكل المصالح الأمنية المشتركة من جمارك وحراس الحدود، إضافة إلى قوات الأمن والدرك للسهر على تطبيق القرار وتعزيز نقاط المراقبة في كل مناطق العبور لمنع تسلل قوافل إضافية جديدة من اللاجئين من جهة ولوضع بطاقة فنية لكل اللاجئين المتواجدين حاليا على أرض الوطن.
وفي نفس الموضوع حذر الشيخ علي عية إمام المسجد الكبير بالعاصمة، من خطر اللاجئين السوريين والأفارقة الذين يروجون لأفكار ومذاهب تنظيم داعش، كاشفا عن بداية نشاط المذهب الدرزي في الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنه مذهب خطير ودخيل، حيث أكد تلقيه عددا من الرسائل من قبل معتنقي هذا المذهب يدعون إلى عدم التخوف من أفكارهم ويحاولون خلق مناخ لهم لإيصال رسائلهم ونشر معتقداتهم.
وفي سياق متصل تحدثت جريدة أخرى عن العدد الضخم للاجئين والذي يمثل خطرا حقيقيا يتجاوز تسرب الأسلحة والمخدرات ليمتد إلى الأمراض المعدية التي ينقلها هؤلاء للشعب الجزائري، إضافة إلى الجريمة المنظمة التي أصبح يمارسها هؤلاء.
في حين عنونت إحدى الصحف مقالها ب »الجزائر تعتزم ترحيل المهاجرين لأسباب أمنية وصحية« حيث تناول المقال قرار الجزائر بإقامة مراكز تجميع وعبور كبرى للمهاجرين من مختلف الجنسيات على الحدود الجزائرية خاصة الجنوبية لحين ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية كما ستشرع الأجهزة الأمنية في توقيف كافة المهاجرين في جميع الولايات ونقلهم إلى تلك المراكز مرجعة هذه الخطوة لأسباب أمنية وصحية، كما ركزت التقارير على أربع مخاطر هي: نقل الأفارقة للأمراض القاتلة للجزائريين، على غرار الايدز والملاريا والكبد الوبائي والإيبولا، إضافة إلى محاولة إغرائهم وبالتالي تجنيدهم ضمن الجماعات الإرهابية خاصة بالنسبة للسوريين ناهيك عن اعتبارهم المصدر الرئيسي للجريمة المنظمة في الجزائر خاصة الأفارقة المعروفين بنشاطهم في مجال المخدرات وتزوير العملة والنصب والاحتيال وغيرها من الجرائم ..
-----------
قسنطيني في تصريح ل»صوت الأحرار«
يجب إعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلدانهم قبل أن تتعقد الأمور
أكد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان أن ظاهرة اللاجئين الأفارقة بدأت تدق ناقوس الخطر، حيث أصبح عددهم في تزايد مستمر، لذلك شدد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه الظاهرة بإرسال كل لاجئ غير شرعي إلى بلده وكذا إيجاد حلول لائقة قبل أن تتعقد الأمور.
كشف فاروق قسنطيني ل »صوت الأحرار«، أن عدد الأفارقة بات في زيادة وتضخم مستمرين موضحا أن الجزائر شهدت دخول الآلاف من اللاجئين، حيث أن أغلبيتهم دخل بطريقة غير شرعية وهذا لا يتماشى مع القانون والنظام العام الذي يمنع اي شخص من الدخول للتراب الوطني إلا بموافقة جزائرية، لذلك يجب علينا اتخاذ تدابير لائقة للإنقاص من حدة هذه الأزمة ومنع تزايد أعدادهم.
من جهة أخرى أوضح قسنطيني، إذا ما قيمنا تعامل الجزائر مع هؤلاء اللاجئين من الناحية الإنسانية والقانونية، فالجزائر تحرص على الحفاظ على كرامة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون ظروفا صعبة والقيام بواجبها معهم بإعطائهم الحق بالبقاء خصوصا وأنهم يمضون طيلة يومهم في التسول مع عائلاتهم، حيث أصبحوا ينتشرون على شكل عائلات بعد أن كانوا فرادا ما جعلنا نلاحظ نوعا من الفوضى، لذلك فمن الواجب إيجاد حلول للتكفل بهم قبل أن تتعقد الأمور خصوصا وان تكاثر أعداد هؤلاء اللاجئين غير الشرعيين بات يشكل أزمة بالنسبة للجزائر التي لها أولوياتها ومشاكلها وهي غير قادرة على تحمل أشياء فوق طاقتها.
في ذات السياق دعا قسنطيني إلى ضرورة احترام القانون بإعادة كل من يدخل بطريقة غير شرعية إلى بلده، فبالرغم من أن الدولة منحت لهم الحق بالعمل إلا أن الأغلبية فضلوا الاستمرار في التسول في الطرقات لكسب قوت العيش والهروب من المخيمات التي خصصت لهم وهذا بحد ذاته مشكل، إذ أصبح تشرد هؤلاء في الأحياء والشوارع يشكل خطرا كبيرا على المواطنين.
وأضاف قسنطيني، أنه بالرغم من خضوع هؤلاء اللاجئين الأفارقة للفحوصات الطبية اللازمة من أجل تفادي انتشار مختلف الأمراض وخصوصا المستعصية منها كالسيدا، إلا أن الاحتياط يبقى واجبا لأن معظم هؤلاء يرفضون الخضوع لها وبالخصوص من دخلوا إلى الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.