سجلت مؤخرا أسعار العديد من الأدوية ارتفاعا ملحوظا لم تشهده من قبل، وتراوحت نسب الزيادة بصفة عامة بين 1 و15 بالمئة فيما هناك من الأدوية التي ارتفع سعرها بنسبة 100 بالمئة، ويتعلق الأمر أساسا بالأدوية المُستوردة لكن حتى الأدوية الجنيسة، أي المُنتجة محليا، مستها الظاهرة وهو ما يزيد أكثر الضغط على المواطن الذي أنهكته صعوبة المعيشة بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار كل المواد الأخرى. يبدو أن مسلسل ارتفاع الأسعار سيكون من بين أهم الأحداث التي تشهدها الجزائر هذه السنة، فإضافة إلى المواد الغذائية وغير الغذائية والألبسة ومواد التنظيف والمواد الكهرومنزلية والالكترونية ومختلف المنتوجات الأخرى وكذا الخدمات وغيرها.. هاهي الأدوية كذلك تُسجل نصيبها في هذا المجال، هذا ما تكشفه الأرقام التي تحصلنا عليها من الصيادلة الذين تحدثوا إلينا والذين أكدوا الارتفاع المتواصل لأسعار مختلف الأدوية منذ فترة ليست بالقصيرة موضحين أن بعض الأسعار ترتفع بشكل خفيف وتدريجي فيما سجلوا ارتفاع بعض الأسعار بشكل ملفت للانتباه خاصة في الفترة الأخيرة. ومن الملاحظات الهامة التي نُسجلها هنا، نجد أن عديد المواطنين أصبحوا لا يُحسون بشكل مباشر بأثر ارتفاع أسعار الأدوية وذلك منذ دخول بطاقة الشفاء حيز الخدمة، وعليه أصبح المريض أو ذويه لا يطلعون حتى على سعر الدواء، إلا إذا كانت الفاتورة تفوق طبعا 3 آلاف دج، أي السقف المسموح به من قبل الضمان الاجتماعي لاقتناء الدواء عبر هذه البطاقة. وتُؤكد الأرقام، أن سعر دواء »جوساسين josacine «، مُضاد حيوي، ارتفع من 515 دج إلى 538 دج، وارتفع سعر دواء »طوبال topaal« الخاص بالجهاز الهضمي من 209 دج إلى 266 دج، مثله مثل دواء »زيرثاك zyrtec«، خاص بالحساسية والذي قفز من 307 دج إلى 625 دج، أما دواء »رواسا rowasa« 500 ملغ، فارتفع سعره من 4723 دج إلى 5232 دج، كما ارتفع بدوره سعر الدواء الجنيس »بانتاسا pentasa« من 4216 دج إلى 4255 دج، و»أسبيجيك aspegic« من 156 دج إلى 160 دج و»دبغيدا débridat« المُوجه للجهاز الهضمي من 272 دج إلى 295 دج. نفس الشيء بالنسبة لدواء »تارديفيرون tardyferon« الخاص بالمرضى الذين يُعانون من نقص الحديد، والذي ارتفع سعره من 320 دج إلى 360 دج، وكذا دواء »هيكزاسبراي hexaspray«، وهو عبارة عن رشاشة لمعالجة آلام الحلق، بحيث أصبح سعرها 245 دج بعدما كان 224 دج، إضافة إلى دواء »ليفوثيروكس levothyrox« الذي ارتفع سعره من 78 دج إلى 82 دج، وهو دواء خاص بالضغط الدموي. ويُؤكد الصيادلة الذين تحدثوا إلينا، أن جل أنواع الأدوية ارتفع سعرها ولو ب10 أو 20 دج للدواء الواحد، وهو ارتفاع لا يُفصل، برأيهم، عن السياق الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر جراء تراجع أسعار النفط وانخفاض قيمة الدينار وكذا السياسة التي فضلت الحكومة انتهاجها في المجال الصيدلاني والتي دفعت إلى توقيف استيراد العديد من أنواع الأدوية بهدف خفض فاتورة الاستيراد وذلك عبر تشجيع الإنتاج الوطني وتسهيل الاستثمار في هذا المجال بحيث تم إعطاء توجيهات لمجمع »صيدال« لرفع مستوى الإنتاج.
في السياق ذاته، تُشير أرقام الجمارك أن قيمة واردات الجزائر من المواد الصيدلانية تراجعت بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، تراجع بلغ خلال الأربعة أشهر الأولى نسبة 39.5 بالمائة، كما عرفت كمية المواد المستوردة انخفاضا بلغ 14 بالمئة، بحيث تم خلال ذات الفترة استيراد 7.422 طن من الأدوية مقابل 8.635 طن خلال نفس الفترة من 2014.