صح رمضانك، كيف تصف لنا أجواء رمضان بعيدا عن أرض الوطن؟ السلام عليكم صح رمضانكم أنتم أيضا ومبارك علينا وعليكم جميعا الشهر الفضيل أشكر لكم هذه الفرصة و أسعد دائما بالتواصل معكم و بخاصة في هذا الشهر الكريم وحقيقة يشعرني هذا الحوار بالتقرب أكثر من أهلي و أبناء وطني الجزائر الحبيبة ماذا عساني أقول و قد حال علينا حول أو أكثر في الغربة ونحن بعيدون مشتاقون لأرض الوطن يشد قلوبنا الحنين الى الديار و الأهل و الأحبة. نعم ها قد حل علينا رمضان مرة أخرى ونحن في الاغتراب لكن هذا العام و ما قبله ليس كما سبق من أعوام الاغتراب، وانتم تدرون ما فعلته جائحة كورونا بالناس في كل مكان، هذا على الرغم من أنني كغيري من أفراد الجالية الجزائرية هنا في الامارات حيث نقيم فقد تحسن الوضع و استقر و عادت أجواء الشهر الفضيل نوعا ما مقارنة بالعام الماضي حيث خيم الإغلاق و إجراءات حظر التجوال في أيام و ليالي رمضان وأغلقت أماكن العبادة، و اللقاءات بين الناس، نعم عادت أجواء رمضان هذا العام ونحن نعيشها بالقدر الممنوح لنا بالحركة و التسوق و أداء طقوس رمضان وسط استمرار تدابير الوقاية من كوفيد 19 إذ يسود هنا في الإمارات الالتزام بالنظام العام من قوانين و إرشادات و احترام الناس للتدابير الاحترازية في الاسواق و المساجد و أماكن العمل، ربما نحن محظوظين أيضا برائحة البلد من خلال وصول سلع ومنتجات جزائرية رمضانية عن طريق محل بقالة افتتح مؤخرا في امارة دبي والرسالة من مشهد نراه يتكرر يوميا ويتمثل في إقبال ربات بيوت مغتربات وآباء مغتربين و شباب على كل ما هو جزائري لاسيما في شهر رمضان وهؤلاء مشتاقين الى زيارة الوطن والأهل و الأقارب و الأحبة وهم غير قادرين على السفر بسبب الاستمرار في غلق الحدود ووقف الرحلات و أغلبيتهم لم يتمكنوا من السفر الى الجزائر منذ ما قبل كورونا أي قبل أكثر من عام و منهم ما يزيد عن ذلك وفي رمضان أحرص على التواصل الدائم مع زملاء و أصدقاء جزائريين لنصنع أجواءنا بلقاءات و موائد إفطار، كما أنني بصفتي صحفي أرغب دوما في التقرب من الناس و تقاسم هموم المغتربين وأسمع حكايات كثير منهم و رغم كل شيئ الجميع يردد الحمد والشكر لله على نعمه . - ماذا بخصوص الأطباق التي تشتهيها في شهر الصيام؟ بالنسبة لي فأنا بسيط جدا جدا فيما تشتهيه نفسي من أطباق رمضان ولا أجد أحلى من تلك التقليدية وأصدقك القول أجمل شي لحظة آذان المغرب هو تمرات و كوب حليب و اسمحيلي هنا أطيل الحديث بمناسبة هذا السؤال وأود أن أفتح قوسا و أقول إنه من الطبيعي ما يشتهيه الصائمون من أطباق في رمضان لكن عن نفسي اصبحت أعيش نوعا من الزَّهَادَة في أمر النعمة نظرا لما أسمعه و أشاهده وأسمع عنه وما يحضر مخيلتي من قصص وواقع و أحوال وظروف الملايين من المحتاجين والفقراء بيننا وهناك بين اهلنا وجيراننا و في مناطق بعيدة عنا لا يجدون ما يسد رمقهم ولا حتى تتوفر لديهم ضروريات العيش من مأكل و مشرب وسكن ورسالتي من هذه الإشارة السريعة أن أغتنم الفرصة عبر منبركم لأناشد أهل الخير و الناس ليس الميسورين فحسب إنما حتى المواطنين العاديين ألّا يتخلو و ألا ينسوا هؤلاء أن يتنقلوا بأنفسهم و يفتشوا عن كل محتاج والله تلك قمة السعادة لو تعلمون يا سادة عندما تدخل الفرحة على قلوب المساكين و الفقراء و المحتاجين والارامل و اليتامى. -زلابية، قلب اللوز أم الاثنين معا؟ غيرت توجهاتي ههه اصبحت حريصا على الاكل الصحي وحريص على الانتباه للسكريات لكن قلب اللوز مغري ولا يقاوم صراحة. إلى جانب عملك كمراسل لقناة الحرة تخوض تجربة الإذاعة مع راديو سوى، حدّثنا عن هاته التجربة بالفعل أنا صحفي في "قناة الحرة" و "راديو سوا" وأنا بين زملائي في عائلة واحدة هي شبكة الشرق الاوسط للإرسال، وتجربتي مع "راديو سوا " ليست حديثة حيث تعاونت معها مراسلا بالتقارير والتغطيات الإخبارية الخاصة من منطقة الخليج على مدار عشر سنين مضت وحاليا تطورت التجربة أكثر لاسيما مع توجه الإذاعة الى العراق والمشرق ، وتقديم محتوى الأخبار المحلية والمعلومات، فضلا عن بث التقارير و التحقيقات التي تعرض على شاشة الحرة وعلى عاتقي كصحفي مسؤولية التميز والريادة في الأداء الصحفي من أجل إطلاع الجمهور على آخر المستجدات المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة والعالم. - بين المراسلة كعمل ميداني والراديو، أين يرتاح مصطفى؟ مهنة المراسل الصحفي الميداني أجدها الأقرب لي ومكاني هو الميدان و سلاحي هو قلمي و والميكرفون وعدسة الكاميرا، لا أقول إني لا أرغب في التميز في مجال آخر كبروديوسر منتج للنشرات أو مذيع للاخبار او برامج سياسية دولية أو اجتماعية تلامس أحوال و قضايا الناس، فهذا مجالي و مساحتي التي أؤمن إيمانا قويا بحريتي و أحقيتي فيها جميعها، والعمل الصحفي الميداني نتيجته واحدة سواء للراديو أم للتلفزيون كلاهما شغف بالنسبة لي. كيف تقيّم المشهد الإعلامي في الجزائر بكل صراحة؟ السؤال قد تتشعب أجوبته و تتفاوت القراءات و التحليلات بشأنه وكثير ربما يتفق معي ، هذا المشهد الإعلامي في الجزائر صراحة لم أعايش جوانب كثيرة حديثة منه عن قرب بل أظل أتابع عن بعد وهذا بالنظر الى أنني عندما كنت في الجزائر قبل هجرتي الى الخارج اي قبل أكثر من عشرة اعوام لم يكن هو المشهد ذاته حيث ظهرت وولدت في الجزائر منابر كثيرة، وانضم جيل من الصحفيين و العاملين في القطاع الى المهنة و توالت وزارات و مسؤولون على القطاع، وسط تحولات أعتبرها بارزة، أتمنى التوفيق لكل مجتهد أولا و ثانيا أحث كل من له صلة بمهنتنا على صون القدر المطلوب من المهنية و ما يقتضيه الميثاق الصحفي و أولها المسؤولية في ممارسة المهنة وجعلها أداة لخدمة الوطن والمواطن، فنحن كصحفيين مهاجرين نعتبر أنفسنا محظوظين لأن مدرستنا الأولى كانت في بلد ننتمي إليه هو الجزائر و فتحنا أعيننا على صاحبة الجلالة موقرة محترمة وذات احترافية مشهود لها بفضل جهود جيل ممن سبقونا هؤلاء لهم السبق و الفضل في التكريس لصحافة محترفة و التأسيس لمدرسة جزائرية تضاهي مدارس عالمية و في دول كبرى و الدليل كوادرنا الاعلامية المنتشرة في أصقاع الأرض و تتميز بأدائها الصحفي المهني في كبريات الصحف و المحطات و المواقع الإلكترونية. -ما هو ردّك على الذين يتزايدون على وطنية الجزائريين الذين يعملون لصالح جهات خارجية؟ أنا لا أحبذ دائما الخوض في هذا الموضوع لانه بالنهاية مجرد كلام وفي كثير منه نجده لا يرقى للباقة و احترام الرأي الآخر و التشبع بالأخلاق، و إن كنت أجد نفسي هنا مضطرا للتوضيح من وجهة نظر خاصة بي حيث أولا علينا أن نفرّق و نعرّف و نسمّي الأشياء بمسمّياتها ونحدد طبيعة هذا العمل المنسوب لأصحابه وتلك الجهات الخارجية التي يعملون لصالحها هؤلاء، هذا من جهة ، و من جهة ثانية أن نميز و ندرك و نعي تماما طبيعة من يعمل بخبرته -و الفضل دائما لوطنه الجزائر بمدارسها وجامعاتها التي أهلته لتولي مناصب و ممارسة مهن و تطوير ذاته في مجالات تخصصه بالخارج - و عالمنا مثلا الصحافة و الإعلام واحد من تلك المجالات حيث استقطبت محطات كبرى أفضل الصحفيين و الإعلاميين . لكن أعود و أقول إن النقطة التي تسألين عنها بتصوري هي أفكار ومواقف تعني أصحابها فقط أي من قلتِ في سؤالك الذين يتزايدون فأفكارهم حيال الآخرين تخصهم وحدهم، كما أنني أعتقد أن من يضرب أسمى معاني الوطنية هم الراسخون في العقل و عين الحكمة و يعملون في الميدان يعطون للوطن ولا يأخذون، يبذلون و يؤدون الواجب تجاه الوطن بلا كلل أو ملل، و المغتربون أبناء الجالية الوطنية في الخارج هم جزائريون وهم من يحرصون الحرص الشديد على الوقوف بجانب وطنهم و حكومة بلادهم في كل الأحوال مهما اختلفت و تضاربت الأفكار، أطمئن هؤلاء الذين يطلقون و يعممون أحكامهم الخاطئة تجاه الناس بأن في كل دقيقة يحترق عقل و فكر ووجدان مغترب مهاجر فقط في سبيل الدفاع عن الجزائر وأن يراها في مصاف الأمم لأنها ببساطة ذات تاريخ طويل و مشرِّف وذات مقومات طبيعية و بشرية خلّاقة مبدعة ماشاء الله، كثير ممن أعرف أنا على الأقل من المهاجرين يحرصون في كل وقت وحين على إظهار الصورة الجميلة الراقية و الحضارية الحقيقية للجزائر و لشعبنا الطيب العريق ومؤسسات دولتنا الشامخة و ثراء ثقافة بلدنا وتاريخه الطويل المشرِّف هذا رأيي في موضوع الوطينة وأتمنى أني أجبت بالوجه الصحيح. - هل من الممكن أن نشاهد سوكحال كإعلامي بإحدى القنوات الجزائرية مستقبلا؟ لا أخفيك مُناي و حلمي أن يستقر بي الحال في وطني بين أهلي وأحبتي وأبناء وطني الجزائر ولِمَ لا أنضم إلى أي مشروع حضاري إعلامي قوي مُنافس ويكون بمستوى تطلعاتنا للجزائر الجديدة وجزائر الغد و أتفاءل دائما بذلك ولا تنسي أني إبن الإذاعة الوطنية فهي مدرستي ومُنطلقي ومازلت أعتبرها كذلك. -متى قد تفكر في اعتزال الصحافة؟ قد يكون من السابق لأوانه مثلما يقال التفكير في هكذا أمر فالصحافة بالنسبة لي بيتي وحياتي ومجالي وأداتي في إيصال صوت الناس والمعلومة والخبر بمهنية فهي مهنتي التي لن أحيد عنها وعن مبادئها أتعرفين لماذا لأنني منذ ارتبطت وتعلقت بالصحافة تكونت لي قناعة أنها مهنة تتناغم مع شخصيتي بكل ما لها من ابعاد و معاني . -ماهي قراءتك لمستجدات فيروس كوفيد 19 مستقبلا؟ للمختصين والخبراء في القطاع الطبي و الصحي الأولوية في القول والحديث و التقييم أما نحن كصحفيين نواكب الحدث بالخبر والتقارير والقصص الانسانية منذ بداية الازمة الصحية العالمية وانتشار الجائحة التي طالت كل شبر من هذا العالم، وبنظري استنادا الى ما وصلنا اليه اليوم من تطورات الازمة أرى بأن الوقاية والالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية تصنع الفرق إلى آخر المطاف مهما طال انتشار الفيروس، صحيح هنالك تخوف من الوضع الحالي وعودة زيادة الاصابات بشكل رهيب في بعض الدول ولكن هنالك بالمقابل آمال بتعافي العالم من هذا الوباء . - كلمة أخيرة توجّهها لقراء "صوت الاحرار"؟ أيها الجمهور والقراء الكرام أنتم دوما تستحقون الأفضل والفضاء مفتوح اليوم على مصراعيه بمواقعه ومنابره المتعددة فأرجو ان تُوفَّقوا في الحصول على الشعلة الساطعة والصادقة والمسؤولة عن الكلمة والخبر في سماء الاعلام و تمنياتي لكم بالسلامة والصحة والعافية بعد عام أثقل حياة الناس لكن ثقوا بأن القادم أفضل إن شاء الله.