أحصت مصالح الأمراض التنفسية بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 135 حالة سل، وسجلت خلال السنة الماضية 394 حالة داء السل منها 196 سل رئوي و198 حالة سل شمل أعضاء أخرى من الجسد. فاطمة.ع وتعتبر هذه الأرقام كبيرة وتستوجب اخذ التدابير اللازمة لاتقاء المرض المعدي والخطير الذي قد يؤدي إلى الوفاة، وقد أرجع المختصون تكاثر هذا الداء المعدي إلى التمركز غير العادل للسكان داخل بعض التجمعات السكانية دون غيرها وكذا العدد الكبير للأفراد داخل الأسرة مع ضيق المساحة وداخل السجون مما يفسح المجال واسعا لانتشار العدوى وانتقالها من شخص لشخص ويحدث العكس في الأرياف أين يعيش السكان في متسع مما أدى إلى تراجع عدد المصابين بهذا الداء خلال السنوات الأخيرة. وتفاديا للخطر أكد المختصون في الأمراض التنفسية على ضرورة تكثيف أدوات الكشف والتشخيص للداء في أوانه لتسهيل العلاج لاحقا وإنجاح برنامج مكافحة داء السل، وبغية تحسين التكفل بمصابي داء السل تم استحداث 6 وحدات لمراقبة الأمراض التنفسية على مستوى كل القطاعات الصحية ومخبر لمراقبة العصيات المجهرية في كل وحدة بالإضافة إلى برمجت حصص تكوينية بالنسبة للأطباء والأعوان شبه الطبيين بمصلحة الأمراض التنفسية للمركز الاستشفائي الجامعي عبد القادر حساني للكشف ومراقبة داء السل. وفي ذات الوقت تم إنشاء شبكة معلوماتية داخلية تشترك فيها خمسة قطاعات صحية متمركزة عبر الوطن منها ثلاثة بغرب البلاد تتكفل بجمع المعطيات حول الوضعية الوبائية للمرضى وتجميعها في شكل بنك للمعلومات من خلال الإعلان عن كل حالة جديدة ونوعية الإصابة، وسيسمح المشروع بتوفير السيولة لنقل المعلومات وكل الإحصاءات التي تعالج على المستوى المركزي في حينها من قبل المعهد الوطني للصحة العمومية على الصعيد الوبائي ومن ثم معهد باستور على صعيد المقاومة البكتيرية وكذلك وزارة الصحة التي تتكفل باتخاذ الإجراءات الملائمة في مجال توفير الأدوية اللازمة. وللتذكير فإن داء السل مرض معدي من بين مسبباته ميكروب من عائلة "ميكوبتكتيريا" يمكن تعيينه بعد التلوين بالمجهر على شكل عصيات حمراء، وتنتقل العدوى في أغلب الأحيان عن طريق الهواء من خلال السعال أو الكلام حيث يرمي المريض قطرات من اللعاب الحاملة لعصيات ما يسمى بكوش والتي تبقى عالقة بالهواء لمدة ساعتين قبل أن تتلف بعد تعرضها للأشعة ما فوق البنفسجية، وكذا استنشاق الشخص السليم للهواء الملوث الذي يدخل مباشرة إلى الرئتين لينتشر في الدم ويصل إلى كامل أنحاء الجسم والأعضاء الحساسة. وتكمن خطورة هذا المرض المعدي في إمكانية وفاة الشخص المصاب، ومن بين أعراضه السعال الذي قد يدوم أزيد من 15 يوما مع البصاق وبروز ملامح الضعف على حالة المريض وانخفاض وزنه بالإضافة إلى حمى.