تشهد مكاتب البريد المنتشرة عبر بلديات ولاية النعامة الاثنتي عشرة، قبل أيام قليلة من حلول العيد والدخول المدرسي، حالة من الفوضى تتبعها شجارات يومية بين المواطنين والموظفين، خاصة بالمدن الرئيسية كعاصمة الولاية وكذا المشرية والعين الصفراء، جراء الاكتظاظ الكبير ونقص السيولة النقدية، في الوقت الذي سجل فيه عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية المتواجدة، سواء داخل المراكز البريدية أو خارجها، والتي يتفاجأ المواطن دوما بتعطلها وتوقفها عن دائرة العمل، حيث لا تكاد الطوابير تغادر المكاتب البريدية لهذه المدن، ومن ورائها مظاهر الاحتجاجات التي عادة ما ترافق هذه الطوابير والتي كثيرا ما تخرج عن إطارها الطبيعي في ظل تماطل بعض الأعوان وتجاهلهم لمعاناة زبائنهم، الذين ملوا من هذه الظاهرة التي ما انفكت تتوسع مع الارتفاع المطرد في عدد الزبائن. كما أن الطوابير اليومية لا تخلو من المظاهر السلبية والمشينة، كالتدافع وتبادل العبارات النابية بين المواطنين أنفسهم، أمام لامبالاة بعض الأعوان الذين ضربوا بتعليمات الوصاية عرض الحائط، من خلال التحاقهم المتأخر بمكاتبهم ناهيك عن معاملتهم غير اللائقة للمواطنين خاصة فئتي الأميين والمسنين، ممن يجدون صعوبة بالغة في تحصيل معاشاتهم الشهرية أو الاطلاع على أرصدتهم نتيجة جهلهم للطرق المتبعة في بلوغ غايتهم، خاصة ما تعلق منها بطريقة ملء الصك البريدي، وهو ما يدفع بهم إلى الاستفسار لدى الأعوان الذين يكون ردهم في أغلب الأحيان سلبيا رغم أن واجبهم وطبيعة عملهم يفرضان عليهم التجاوب مع هذه الاستفسارات والرد على أصحابها بطريقة لبقة. من جهة أخرى أعرب العديد من مستخدمي البطاقة المغناطيسية ممن التقتهم “الفجر” عن امتعاضهم الشديد من آلات السحب التي تحولت في فترة غير بعيدة إلى لص محترف، إذ لم تعد من أولوياتهم لأسباب عديدة تتقدمها الأخطاء التي ترتكبها في حقهم من عدم ضخ القيمة المالية المطلوبة التي تم تدوينها مسبقا على اللوحة الإلكترونية، والأمر المثير للانتباه أنّ كل الأخطاء التي تم تسجيلها كانت ضد مصلحة الزبائن الذين يتفاجأون باختفاء قيمة مالية معتبرة من حساباتهم والتي ليس بوسعهم استدراكها، ناهيك عن تعطل هذه الآلات، إذ وبمجرد إدخال الزبون لبطاقته تتوقف الآلة، الأمر الذي يصعب على الزبون استرجاع البطاقة وسحبها من الآلة، ضف إلى ذلك حالات السرقة في محيطها، فهي لا تتوفر على شروط الحماية. وبالرغم من فتح مراكز البريد مكاتبها بعد الإفطار خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان بسبب الإقبال الكبير في فترة الدوام العادية، إلا أن الانقطاعات المتكررة التي تصاحب عمليات البحث عن بيانات أرصدتهم على شبكة الأنترنت المتدفقة بصورة بطيئة جدا، وغالبا ما تتوقف لساعات طويلة. وحسب ما صرح به العديد من المواطنين الذين صادفناهم فإن الموظف يسعى من خلال ذلك إلى صرف الزبون وطرده من المركز عن طريق التحايل عليه إما بالتوقفات التي تطال شبكة البريد المعلوماتية أو بنفاد السيولة، فرغم الملايير التي ضخت والتصريحات التي ادعت عصرنة القطاع وتطوره إلا أن المواطن بالنعامة يقف على عجز هذه المصالح.